عادي
التوازن بين الكتب الورقية والرقمية أبرز التحديات

عصر الرقمنة يُلزم المدارس والجامعات بإعادة هيكلة المكتبات

00:13 صباحا
قراءة 3 دقائق

دبي: محمد إبراهيم

أكد أكاديميون وتربويون، أن العصر الرقمي يلزم المدارس والجامعات بإعادة هيكلة المكتبات، وتطوير آليات إدارتها، لتصبح قادرة على الاستمرار وتجمع بين المجموعات المادية التقليدية للكتب والتحول الرقمي.

قال الاكاديميون ل «الخليج»: إن تحقيق التوازن بين توفير الكتب الورقية والرقمية، أبرز التحديات التي تواجه المتخصّصين بإدارة المكتبات، فضلاً عن مواءمة المعلومات وتوفير الموارد الرقمية والفهرسة عبر الإنترنت التي تعدّ أهم ركائز التطوير في المكتبات المدرسية والجامعية.

  • دمج الحلول
فانيسا نورثواي

وأكدت فانيسا نورثواي، نائبة رئيس «جامعة هيريوت وات دبي» - التعلم والتدريس، أهمية أن تتبنى المكتبات التقدم التكنولوجي وتدمج الحلول المبتكرة، لاسيما في العصر الرقمي السريع الخطى الذي تستهلك المعلومات فيه بسرعة، وهنا على المكتبات تكييف خدماتها وعروضها لجذب انتباه مستخدميها والاحتفاظ بهم.

وأفادت بأن جوانب التحول، قد تشمل إنشاء محتوى أكثر تفاعلية وجاذبية بصرياً، مثل الرسوم البيانية ومقاطع الفيديو ومنشورات مواقع التواصل، التي تضيء على موارد المكتبة. مشيرة إلى أهمية تقديم ورش وبرامج موجزة وجذابة وذات صلة بالاتجاهات الحالية، فضلاً عن دمج التكنولوجيا مثل O›RYAN، مساعد روبوت المكتبة التفاعلي لتقديم مساعدة سريعة وفعالة للمستخدمين.

  • تحديات التحول

وفي رصدها للتحديات التي قد تواجه رقمنة المكتبات وتطويرها، أفادت بأن تحقيق التوازن بين المجموعات المادية التقليدية للكتب، وضرورة التحول الرقمي أمر بالغ الأهمية للمكتبات، لاسيما مع انتقال المعلومات بشكل متزايد وسريع عبر الإنترنت، وهذا ما يدعو إلى تطوير المكتبات ودمج الموارد الرقمية، مثل الكتب الإلكترونية وقواعد البيانات عبر الإنترنت والأرشيفات الرقمية، إذ يتطلب هذا التحول استثمارات كبيرة في التكنولوجيا، والبنية التحتية، وتدريب الموظفين لإدارة هذه الموارد بفعالية.

وأشارت إلى أن مواءمة المعلومات وإمكانية الوصول إليها، من الاهتمامات الأساسية للمعنيين بإدارة المكتبات في المؤسسات التعليمية والجامعات، الذين يبحثون باستمرار عن طرائق مبتكرة لدفع التحسينات والتطور بشكل عام، وبتطبيق تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي في أنظمة التصنيف المتقدمة، يعمل أمناء المكتبات على تعزيز دقة عمليات البحث والاسترجاع، ما يساعد الطلبة في دراساتهم.

  • تطورات رئيسية

وشددت على أن أحد التطورات الرئيسية المطلوبة في المكتبات، تكمن في توافر الفهارس عبر الإنترنت، ما يسمح بالبحث عن المواد من أي مكان. كما تحتاج المكتبات إلى رقمنة مجموعاتها، للوصول إليها عن بُعد، وتوفير الكتب الإلكترونية والموارد الرقمية الأخرى للطلبة.

وأكدت أهمية قدرات الجامعات في عملية التكييف مع المتغيرات والتطورات، إذ إن الجامعة، قدمت أخيراً O›RYAN «مساعد الروبوت التفاعلي» للمكتبة، وهو جزء من عروض تكنولوجيا المكتبات الناشئة في الجامعة، إذ يعمل لتحسين تجربة المطالعة بتوجيه المستخدمين إلى أرفف كتب محددة، وإظهار الاستخدام الفعال لرفوف المكتبة لاستعارة الكتب، وإظهار كيفية استخدام آلة تسليم الكتب للإرجاع، والمساعدة في تحديد موقع الكتاب، وكشك الكمبيوتر المحمول، وغرف الدراسة الجماعية.

  • دور حيوي
د. بسام المكاوي


وأكد الدكتور بسام المكاوي، رئيس قسم الاتصال الجماهيري في «الجامعة القاسمية»، أن للجامعات دوراً حيوياً في تطوير المكتبات عبر التخصصات المختلفة في عصر الذكاء الاصطناعي، إذ يتجسد هذا الدور في كثير من الجوانب الرئيسية، أبرزها البحث والتطوير. فالجامعات مراكز للكفاءات والخبرات في الذكاء الاصطناعي، حيث تجري الأبحاث وتطوّر التقنيات الجديدة التي يمكن استخدامها في تحسين خدمات المكتبات.

  • تحسين الخدمات

وأضاف أن تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي، يسهم في تحسين خدمات المكتبات، إذ يمكّن الإدارات من استخدام الروبوتات الذكية لإدارة وتنظيم الكتب والموارد الأخرى، وتحليل البيانات لفهم احتياجات المستخدمين بشكل أفضل، فضلاً عن تطوير المناهج الدراسية، حيث توفر الجامعات برامج تعليمية متخصصة في الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في المكتبات، ما يسهم في إعداد جيل من المهنيين المدربين على أحدث التقنيات. وشدد على أهمية التعاون والشراكات، حيث تشجع الجامعات على التعاون بين المكتبات والمؤسسات الأخرى، لتبادل المعرفة والخبرات في مجال الذكاء الاصطناعي.

  • تحولات كبرى

 

د. كمال فرحات

أكد الخبير التربوي الدكتور كمال فرحات، أن التحولات الكبيرة التي يشهدها العالم في التكنولوجيا والتعليم، تجعل المكتبات المدرسية تواجه تحديات وفرصاً جديدة. ويتطلب العصر الرقمي من المكتبات أن تتكيف وتتبنى استراتيجيات حديثة لدعم التعلم وتعزيز المواطنة الرقمية لدى الطلاب. وأفاد بأن أبرز الاتجاهات والتحديات التي تواجه المكتبات في العصر الرقمي، تكمن في التكامل مع التكنولوجيا الرقمية، إذ على المكتبات المدرسية تبنّي الموارد الرقمية وتوفير الوصول إلى قواعد البيانات الإلكترونية، والكتب الإلكترونية، والمواد التعليمية الرقمية لتحسين تجربة التعلم.

وأكد أهمية تطوير المهارات الرقمية، حيث يجب أن تعمل المكتبات على تعزيز مهارات الطلاب في استخدام التكنولوجيا بشكل فعال وآمن، بما في ذلك البحث عبر الإنترنت.

وشدد على أهمية التغلب على التحديات المالية والبنية التحتية في المدارس.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/drmrpfcz

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"