«البيت الشمسي».. مسكن المستقبل بأفكار الطلاب

أحد مشاريع مسابقة «الديكاثلون» العالمية
03:07 صباحا
قراءة 4 دقائق
تحقيق: مها عادل

الشباب قاطرة المستقبل ووقود الدول والمجتمعات للوصول لأهدافها وتحقيق الإنجازات، ولهذا اختار مجموعة من الشباب من طلاب جامعة عجمان أن يخصصوا الكثير من الوقت والجهد حتى في فترة الإجازة الصيفية لتحقيق حلمهم وخدمة وطنهم وإنجاز مشروعهم الذي سيشاركون به ضمن مسابقة «الديكاثلون» العالمية للطاقة الشمسية 2018 والتي تقام في حديقة محمد بن راشد آل مكتوم الشمسية بدبي، تطبيقاً للاتفاقية التي تم توقيعها بين هيئة كهرباء ومياه دبي بالتعاون مع وزارة الطاقة الأمريكية عام 2015 من أجل تنظيم مسابقات الطاقة الشمسية المستدامة في دبي في 2018 و2020.
هي مسابقة عالمية يشترك في نسختها هذا العام أكثر من 20 مؤسسة تعليمية عالمية وتتيح الفرصة للعديد من الطلاب في مختلف الاختصاصات للتعرف إلى القضايا الفنية والاجتماعية والاقتصادية وأسلوب الحياة المستدامة وتعزيز الأفكار والقدرات والتقنيات التي يمكن تنفيذها لصالح سكان منطقة الشرق الأوسط.
وعن فكرة المشروع تحدثنا الطالبة الإماراتية شذى خلفان المعمري «23 سنة»، إحدى المشاركات في هذه العمل تقول:المسابقة عبارة عن تصميم وبناء مسكن شمسي قليل التأثير في البيئة، لقلة استهلاكه للطاقة ويتناسب مع ظروف المنطقة المحيطة.
وتكمن أهمية مشروع المسابقة برأيي في منح الفرصة للمشاركين لكسب الخبرة والمهارات في مجالات متعددة، حيث يكمن التحدي في تصميم مبنى سكني يعمل بالطاقة الشمسية وتكييفه بكفاءة تناسب الظروف المناخية من ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة والغبار التي نعيشها في الشرق الأوسط، حيث يتم تطوير المشاريع من قبل الفرق المشاركة من عدة تخصصات، مما يتيح لنا الفرصة للتعرف إلى القضايا الفنية والتقنية والعمل الجماعي ومهارات التواصل وأساليب الحياة المستدامة، لضمان إمكانية بناء المشروع وضمان مدى فعاليته، واخترت المشاركة في هذه المسابقة لما أجده في نفسي من حب للبيئة ولبلدي وللتحدي والتنافس، وبالأخص في هذه المسابقة لما تتضمنه من أهمية عالمية ودولية لكسب الخبرة في مجال تخصصي وارتباطه بالتخصصات الأخرى.
وتضيف المعمري: يتلخص دوري بالمشروع في وضع أفكار لتطوير هذا المسكن بالشكل الذي يسمح باستخدامه على مستوى حضري يخدم المشاريع السكنية ووضع نماذج تناسب عدداً أكبر من العائلات وشرائح أوسع بالمجتمع، كما يخدم احتياجات واحد من أهم الرعاة لمشروعنا، وهي بلدية عجمان ومؤسسة الشيخ زايد للإسكان والتي أقدم لهما كل الشكر والتقدير على دعمهما المستمر لأفكارنا الشبابية التي تستشرف مستقبل الإسكان المستدام في دولتنا، وأطمح أن تتكلل جهودنا في هذا المشروع بالنجاح وأتطلع لكسب المزيد من المهارات والخبرات في مشاريع مماثلة لتساعدني على التطوير.
ويؤكد الطالب محمد أسامة الأحمداني ٢٣ سنة بالسنة النهائية، تخصص هندسة معمارية، أن البيت الشمسي مشروع مميز للغاية، لأنه يجمع ما بين التصميم التقليدي والمحافظة على العادات العربية والإسلامية في نفس الوقت مع الحداثة، وكونه صديقاً للبيئة وناجحاً في توليد الطاقة بنفسه ليدخل بنطاق المباني المستدامة، وبهذا فهو مشروع استثنائي وفريد من نوعه، يوفر حياة مريحة ومرفهة ومتطورة واقتصادية لكي يتماشى مع هذا العصر، وأعتبر هذه المسابقة بداية قوية لنا كطلاب في الإمارات، ونسعى دائماً أن تكون دولتنا في القمة بكافة مجالات الابتكار والتطور العمراني.
ويضيف الأحمداني: فريق عملنا يتكوّن من 50 طالباً وطالبة، ودوري المساعدة في تكميل المخططات والرسومات الهندسية، وتوصيل كل المعلومات التي اكتسبتها من ورشة بلدية دبي للمباني المستدامة للوصول إلى تصميم مثالي، والإشراف على البناء والتأكد من أن البناء يتم بشكل صحيح ودقيق. كما اخترت المشاركة في المشروع لحبي وشغفي لحماية البيئة والعثور على طرق للبناء مع أقل ضرر للبيئة، ولكي أطبق بشكل عملي خبرتي ومهاراتي التي اكتسبتها في مشواري الدراسي وأتعلم المزيد في هذا المجال الواعد.

عشرة معايير

وتقول د. سحر مكي أستاذة الهندسة المعمارية بجامعة عجمان والمشرفة على المشروع: إن تصميم المنزل المقدم يراعي كل جوانب الراحة والحداثة وأسلوب الحياة العصرية مع مراعاة الهوية المعمارية والثقافية في المنطقة، فالجامعة من أولى الجامعات المحلية التي ترشحت للمسابقة، وفريقها المشارك يضم طلبة من مختلف التخصصات من الهندسة المعمارية، التصميم الداخلي، هندسة الكهرباء وطلبة كلية الإعلام، حيث بدأ العمل على المشروع منذ شهر أكتوبر 2016 ويتعامل في تصميمه مع العوامل المناخية وتقليل الطاقة المستخدمة، بالإضافة إلى احترام العوامل الثقافية والاجتماعية، حيث إن جميع الأفكار الحديثة تركز على تأمين متطلبات الحياة المستدامة في هذه المنطقة، حيث درجات الحرارة المرتفعة والرطوبة العالية والغبار جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية خلال معظم أوقات السنة آخذين في الاعتبار أن المشروع يجب تنفيذه في الموقع المخصص خلال فترة زمنية محدودة ويترتب أن يكون عالي الأداء، حيث سيتم تقييم عناصره التصميمية حسب عشرة معايير تم تحديدها من قبل اللجنة المنظمة وذلك في شهر نوفمبر القادم.
وتضيف مكي: بما أن تكييف الهواء هو قضية رئيسية في منطقة الخليج، فقد قام فريق جامعة عجمان بابتكار نظام تكييف من المؤمل أن يوفر حوالي 60-70٪ من الطاقة المستخدمة لتبريد المنزل، بالإضافة لبعض الأفكار الأخرى التي تجعل التصميم متميزاً، وذلك لأن التصميم يسمح للمستخدم بأن يشعر بالارتباط بالمجتمع وعاداته مع مواكبة التطور والتكنولوجيا، كما يتميز المشروع بالمرونة التي تسمح بتحديث فضاءاته كي تناسب العائلات الكبيرة بشكل مريح، وهذا بالتنسيق والتعاون مع واحد من الداعمين الأساسيين للمشروع وإحدى الجهات المستفيدة، وهو برنامج الشيخ زايد للإسكان، كما أنه يحمل توقعات كبيرة كونه مناسباً لمحدودي الدخل ونموذجاً لمستقبل المنازل الموفرة للطاقة، ويعتمد بشكل أساسي على الطاقة الشمسية ويتماشى مع الخطط الاستراتيجية لحكومة الإمارات للحفاظ على بيئة نظيفة مستدامة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"