الثقافة.. مناعة الروح

02:15 صباحا
قراءة دقيقة واحدة

في الأزمات الكبرى تحمي الثقافة الإنسان، هي بمثابة حاجز صد منيع يحيط بالإنسان من جهاته كافة، تمنحه القدرة على التحمل، وتهبه لحظات من الطمأنينة، تذكّره بالتاريخ، الذي تقول دروسه، بأن لا محنة أبدية، وتجعله أكثر قرباً من الآخرين، بهمومهم ومشاكلهم ومعاناتهم، ليتعاطف معهم ويشعر بلحظات ضعفهم بصرف النظر عن العرق أو الدين أو اللون أو المستوى الاجتماعي، فالثقافة تعلمنا أننا في النهاية بشر برغم المئات من الحواجز المفتعلة أو المصطنعة أو التي نشأت نتيجة لظرف سياسي أو اقتصادي..إلخ. فمن منا لم ينفعل بمشهد البشر في العديد من بلدان العالم وهم يغنون في منازلهم، ومن منا لم يشعر بالسعادة وهو يقرأ يومياً عن مشاريع إلكترونية شملت: القراءة أو التجول في المتاحف أو الرسم أو التعلم عن بعد، وكلها صور ومشاهد ومبادرات تحتفي بالحياة وتؤكد توهج التواصل الإنساني برغم العزلة والتباعد، وكلها مهام أساسية للثقافة.
مرة أخرى الثقافة حماية للإنسان، وأداة للتفاعل والتواصل، أو هي ببساطة مناعة للروح ضد اليأس والكآبة والانهيار.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"