«الطعام والسفر».. أوْلى

05:03 صباحا
قراءة دقيقتين
جمال الدويري

نحبها أو لا نحبها، المسألة أصبحت أبعد من ذلك بكثير، فهي ضرورة حياتية للتواصل والعمل والتسوق وكل ما يتصل بالحياة، ولم يعد بالإمكان الاستغناء أو الابتعاد عنها، فمواقع التواصل حقيقة، من يبتعد عنها يفوته الكثير، ويجهل الكثير، وقد لا يعرف ما الذي يدور في الدنيا بأسرها.
الحوادث، والأخبار، وكل ما يدور في العالم، مسألة ثوانٍ أو دقائق، ويتناقلها الناس في شرق الدنيا وغربها، راق لك أن تشاهده أم لم يرق، الحدث نفسه سيقتحم هاتفك عبر أي وسيلة ليبلغك بحدوثه.
أحدث الدراسات عن عدد البشر المتصلين بالإنترنت، تشير إلى أن نحو 4 مليارات إنسان، متصلون بالإنترنت حتى نهاية عام 2018، بزيادة سنوية 7%، وعدد مستخدمي مواقع التواصل أكثر من 3.2 مليار، بزيادة 13% سنوياً.
وتشير التقديرات العالمية، عن مواقع التواصل، إلى وجود بين 800 و5000 موقع وتطبيق اجتماعي، ولكن الأقرب إلى الناس والأكثر شهرة، نحو 200 موقع. وفي ظل هذا الزخم فإن مواقع التواصل، عرضة لخسران زبائنها أسرع من أي وسيلة أخرى، فبسبب مجانيتها وانتشارها، وظهور الأحدث فهي عرضة بشكل دائم إلى الضمور والتلاشي وظهور الجديد، فرغم أن «فيسبوك» هو الأهم في ميدان المراسلات والتفاعل، ويتجاوز عدد مستخدميه 2.2 مليار، فإن دراسة علمية في جامعة «برنستون» الأمريكية، تقدم تصوراً بالغ التشاؤم لمستقبل «فيسبوك»، حيث تتوقع الدراسة فقدانه لنسبة كبيرة من متابعيه، وبحسب الدراسة، فإن مواقع التواصل الاجتماعي تشبه الأمراض المعدية، من حيث إنها قد تنتشر بسرعة لتستقطب ملايين المستخدمين، خلال وقت وجيز، ثم تختفي بسرعة، كما حدث مع موقع «ماي سبيس».
تلفزيون أبوظبي، عرض تقريراً عن معدلات استخدام مواقع التواصل في دولة الإمارات، وكشف عن وجود 20 مليون حساب نشط، تصدرها «فيسبوك» الذي يحظى بنصيب الأسد بواقع 8.8 مليون مستخدم. و4 ملايين حساب على «لينكد إن». و3.7 مليون حساب على «إنستجرام»، و2.3 مليون مستخدم في «تويتر»، ومليونين على «سناب شات».
الإحصاءات تشير إلى أن معظم أصحاب هذه الحسابات، يهتمون بقضايا السفر والتسوق، ففي «فيسبوك» وحده، 7.5 مليون مستخدم من المجموع الكلي مهتمون بقضايا السفر والمطاعم، وهما أفضل ما يهتمون به، فإذا كان الاهتمام بأي قضية جدلية أو سياسية أو دينية، فإن الخلاف سيتسع وتزداد حدة التوتر.
وبما أن مواضيع مواقع التواصل تصيب بالعدوى، فلو تحدّث بعضهم في قضايا إيجابية، لوجدت الآخرين يحذون حذوه، والعكس صحيح. ومع عدم وضوح الرؤية أمام العامة، فيما هو مجرَّم من عدمه، إزاء كثرة القضايا السطحية التي باتت تنظرها المحاكم، نتيجة كلمة أو تعليق على مواقع التواصل، فإن السفر والمطاعم، يبقيان أفضل الاهتمامات.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

مساعد مدير التحرير، رئيس قسم المحليات في صحيفة الخليج

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"