أجيال الوافد الجديد

04:44 صباحا
قراءة دقيقتين
محمد إبراهيم

نعم.. تخطو الإمارات نحو المئوية بخطى واثقة، وتخطيط ممنهج ومدروس، فمنذ أكثر من عقد توجهت إلى التحول للحكومة الإلكترونية، ومن ثم الحكومة «الذكية»، وأسست وزارة الذكاء الاصطناعي، باستراتيجية موجهة وهادفة، وذهبت تركز على تطوير المعارف، ودعم العلوم والأبحاث، وإشراك الشباب، لترسم ملامح مئويتها، وتصوغ مستقبل الأجيال، وفق توجهات الغد القريب.
يوماً بعد الآخر يعزز الذكاء الاصطناعي مكانته في المجتمعات، نراه يتداخل بقوة في شتى المجالات، إبداعات وابتكارات واختراعات، نشهدها يومياً بفعل هذا الوافد الجديد، الذي أثر في جميع مناحي الحياة في فترة وجيزة، وبدت ثماره منتشرة هنا وهناك.
الوافد الجديد أكسب الآلات صفة «الذكاء»، لتحاكي تفكير الإنسان، وتضاهي قدرات بشرية متعددة، فاليوم نجد أنواعاً متعددة من الروبوتات يمكن تطويعها وبرمجتها وفق الاحتياجات والاستخدامات، فنجدها تشخص المريض أدق من الطبيب، وتراجع الأدلة القانونية أفضل من المحامي، وتضع استراتيجيات تنبؤية، وتطور آليات التعامل مع مختلف المشكلات والتحديات المستقبلية في شتى المجالات.
وهنا فإن عصر الذكاء الاصطناعي يحتاج إلى أجيال قادرة على إدارة المرحلة بتفاصيلها واتجاهاتها ومساراتها، وبناء الأجيال مسؤولية وزارة التربية والتعليم، ولا ننكر عليها جهودها وإسهاماتها المشهودة ومبادراتها المعدودة في هذا الاتجاه، حيث نراها في مشاركات الطلبة في سباقات الذكاء الاصطناعي العالمية، ومسابقات الذكاء الاصطناعي والروبوت المحلية، ولكن سؤالنا: هل هذا يكفي استعداداً لعصر الذكاء الاصطناعي؟
النتائج الأولية التي أفرزها وجود الذكاء الاصطناعي في تلك الفترة الوجيزة، تؤكد أن هذا لا يكفي، لاسيما أن مشاركات طلابنا في تلك السباقات سواء عالمية أو محلية، لا تتجاوز ثلاثة أو أربعة آلاف طالب وطالبة، في وقت بلغ تعداد الجيل الحالي في مدارسنا مليوناً ومائة ألف طالب وطالبة، فأين باقي الجيل من الذكاء الاصطناعي؟
إن تدشين جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، يشكل خطوة مهمة على طريق بناء أجيال المستقبل، وهي تعد ركيزة أساسية لتطوير مفاهيم واتجاهات التعليم في المرحلة المقبلة، مع فوارق واختلافات كبيرة ستشهدها منابر العلم، وبيئات التعليم والتعلم في الدولة، نظراً للبرامج الأكاديمية والتخصصات والدرجات العلمية التي تطرحها الجامعة، وتفتح من خلالها آفاقاً واسعة أمام الأجيال المقبلة للانخراط في موسوعة الذكاء الاصطناعي.
الطلبة في جميع مراحل التعليم من الرياض إلى الجامعة، بحاجة إلى مناهج قوية لهذا الوافد الجديد، ليتعرفوا على ماهيته واتجاهاته وسبل التعايش معه، ولدينا الحاجة أيضاً إلى جيل جديد من المعلمين المؤهلين القادرين على استيعاب متطلبات الذكاء الاصطناعي، وهناك ضرورة ملحة، لتوفير الإرشاد الذكي للجميع، لندرك لغة وأهداف ومسارات عصر «ذكاء الآلات».

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"