الشباب .. وقوة المجتمعات

17:54 مساء
قراءة دقيقتين


محمد إبراهيم دسوقي

الشباب ركائز أساسية لبناء الأمم، ومصدر نهضتها وتطورها، وبناة مجدها وحَضارتها، فطاقاتهم هائلة ومتجددة، نعول عليهم في مسيرة التنمية والرفعة والازدهار، لاسيما أن قوة المجتمعات تكمن في شبابها.
هل تعلم أن الشباب يمثل 18% من إجمالي سكان العالم، وأعدادهم بلغت 1.2 مليار، ومن المتوقع زيادتها بمقدار 72 مليوناً بحلول عام 2025، وأن الجيل الحالي يفوق جميع الأجيال التي سجلتها مراحل التاريخ، من حيث العدد ومتغيرات الحياة وتطور أركانها.
وقائع وإحصائيات تؤكد أهمية دور الشباب، في مسيرة البناء والتنمية، فالإمارات اعتبرتهم عماد الوطن وسر نهضته، وعولت عليهم القيادة الرشيدة للدولة في مساراتها التنموية والتطورية في المستقبل، وأطلقت لهم العنان للإبداع والابتكار، والمشاركة في عمليات التخطيط بمختلف مساراتها واتجاهاتها.
وعلى الرغم من الجهود التي تبذلها الدولة، لتوفير فرص حقيقية للشباب لإثبات الذات، في مختلف المجالات، إلا أننا ما زلنا في حاجة إلى تفعيل دور القطاع الخاص في تبني مشاريع الشباب وأفكارهم وابداعاتهم، لاسيما في المجالات التي تحاكي في مضمونها المستقبل، مثل الطاقة والفضاء والبرمجة والذكاء الاصطناعي والهندسة بمختلف مساراتها.
ولعل من ضمن الأسباب التي تدعو إلى حتمية هذا المطلب، تجارب الشباب المواطن التي لم تنته، وإصرارهم على إثبات الذات، وتقديم مبادرات فاعلة تسهم في بناء الوطن، ونرى ذلك في تجربة الشاب الإماراتي الطموح منتصر المنصوري، الذي تخرج حديثاً في جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا، ورفض الوقوف في طابور الوظيفة الحكومية، فقرر السفر في رحلة لم تستغرق شهرين، إلى مدينة توتوري غرب اليابان، وتشتهر بكثافة كثبانها الرملية، ليعود ومعه تقنية زراعية جديدة تسمى«بوروس آلفا» لتعديل التربة.
والأهم في تلك التقنية أنها تسهم في توفير 50 ٪ في استهلاك المياه المخصصة للزراعة، وتخضير المناطق الحضرية، وزيادة المحاصيل بنسبة 20 ٪، ويسهم ذلك في حماية البيئة، وتقليل متطلبات الطاقة لتحليتها، فضلا عن تخفيض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
المنصوري مجرد مثال، فهناك نماذج كثيرة، تحتاج فقط إلى خطوة جادة ومشاركة فاعلة من القطاع الخاص ورجال المال والأعمال، لاستثمار أفكار الشباب التطويرية والإبداعية، وكما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي: «للشباب آمال وطموحات.. وقضايا وتحديات.. وبهم تنهض المجتمعات أو تنهار.. وعلى أيديهم الإنجازات.. أو الإخفاقات»، فعلينا أن نزرع في قلوبهم الأمل، ونهدم لهم الحواجز، من أجل وطن متقدم راق مزدهر ومستقر.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"