المنح الدراسية

03:05 صباحا
قراءة دقيقتين
محمد إبراهيم

استوقفتني نتائج دراسة حديثة أعدها «برنامج ديل» في أمريكا، عن المنح الدراسية، إذ إن الطلبة الحاصلين على المنح، يعدون الأكثر «التزاماً ودافعية وتميزاً» في التعليم، حتى التخرج، مقارنة بباقي زملائهم من غير الحاصلين عليها، وهذا يعني أن تلك البرامج أصبحت حاضنة للعباقرة والموهوبين، لاسيما التي تستند إلى التميز والمهارات العلمية.
والمتابع لبرامج المنح الدراسية ومراحل نموها، والمتغيرات التي طرأت عليها خلال السنوات الأخيرة في الإمارات، يجد أن هناك تطوراً مشهوداً في مضمونها ومفاهيمها وأهدافها، أبرزها التركيز على معايير التميز، لاستقطاب الطلبة المتفوقين من خريجي الثانوية سنوياً، بعيداً عن «الوساطة والتزكية والاستثنائية».
وما أراه، أن تلك التطورات انعكست إيجاباً على جودة المخرجات، إذ إنها رفعت سقف التنافسية بين الطلبة في سباق العلم، لتحقيق التميز ونيل المنحة التي تعد جواز مرور لذوي الكفاءات العلمية العالية، نحو التعليم الجامعي.
ونصيب الجامعات في تلك الانعكاسات الإيجابية، يتجسد في ضمانها استقطاب عدد من الموهوبين في مختلف التخصصات سنويا، ويمكّنها ذلك من رفد سوق العمل، بمختلف قطاعاته، بكفاءات وطنية متميزة من خريجي المستقبل.
ولا شك أن المنح الدراسية التي تطرحها الجامعات في مختلف إمارات الدولة سنوياً، أسهمت في تعليم الآلاف من الطلبة في تخصصات متنوعة، ورفعت معاناة نفقات التعليم الجامعي عن الكثير من الأسر، لاسيما محدودة الدخل، فباتت فرصة يحاول أولياء الأمور اقتناصها للاستثمار في أبنائهم.
ولم تقتصر المنح الدراسية في الدولة على «المواطنين والمقيمين»، بل هناك الكثير من البرامج التي أتاحت الفرص للطلبة المتميزين في مختلف الدول العربية، حيث ذللت المعوقات، وقلصت المسافات والأميال، وأذابت موانع النفقات والمعاناة، ولم تشترط سوى «التميز العلمي»، للالتحاق بمؤسسات جامعية متميزة، تمكنهم من تحقيق آمالهم.
بحسب الدراسات، فإن الحصول على شهادة جامعية يزيد دخل الفرد بمعدل 16ألف دولار سنوياً (60 ألف درهم)، واتفقنا أم اختلفنا على أهمية برامج المنح، ينبغي التعامل معها، على أنها نافذة مهمة، تساعد أعداداً كبيرة من الطلبة على استكمال تعليمهم الجامعي، مهما كانت المعوقات، وإحدى الوسائل الحاسمة في خفض مستويات البطالة بين الشباب محلياً وعربياً.
وأمام هذا التوجه وتلك التطورات، أصبح للمدارس أدوار جديدة في إعداد الطلبة وتعليمهم، وتأهيلهم للمرحلة الجامعية، حيث بات «التميز» عنواناً عريضاً تتنافس فيه جامعات الدولة لاستقطاب طلابها، ولا ننسى أن التعليم المتدني المستوى، يحد من قدرات الطلبة في تحقيق التميز والتفوق، ومواكبة متغيرات المستقبل الوظيفي.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"