خبرات متجددة

04:33 صباحا
قراءة دقيقتين
محمد إبراهيم

خطوة جادة تلك التي اتخذتها وزارة التربية والتعليم على طريق التنافسية العالمية في الذكاء الاصطناعي والروبوت، إذ قررت انضمام أبناء مرحلة رياض الأطفال وطلبة الجامعات للمرة الأولى، وفق خطة ممنهجة ومسابقات حصرية لتلك الفئات في هذا الاتجاه.
وهنا نقول إن وزارة التربية أطلقت إشارة البدء، لإعداد جيل العباقرة والعلماء من أبناء الإمارات في سن مبكرة، إذ لم يقتصر الأمر على مسارات تدريبية متخصصة، أو برامج تأهيلية فاعلة، بل أتاحت لهم فرصة المنافسة في مواجهات عالمية، تضم عقولاً متشبعة بالمعارف والعلوم، في مجال الذكاء الاصطناعي «الروبوت والبرمجة»، وهذا في حد ذاته يمثل خبرات متجددة، ومكتسبات معرفية تفيد الأبناء في مرحلة الروضة.
البعض يعتقد خطأ، أن تلك المنافسات التي تضم 24 سباقاً فرعياً، مجرد وسيلة ترفيه للطلبة، ولكن الواقع يجسد عدداً من الحقائق حول تلك المنافسات، على رأسها تحقیق مئویة الإمارات 2071، التي تركز على دعم المواهب الإماراتية نحو الابتكار وریادة الأعمال في مجال التكنولوجیا، وتفعيل مختبرات الروبوت وفق احتياجات المستقبل وما يتطلبه «عصر الآلة»، ورفع مستوى مشاركات الأبناء في مجال المهارات المتقدمة والتنافسية الدولية.
الإحصائيات المتوفرة تؤكد زيادة المشاركات الطلابية التي بدأت ب 35 طالباً وطالبة في العام 2015، لتصل إلى 3020 في العام 2019، والتوقعات تأخذنا إلى زيادة تلك الأعداد إلى 4000 مشارك في النسخة الجديدة، وهذا يعني أن هناك حراكاً فاعلاً وتخطيطاً محكماً لاستقطاب الطلبة، وتأهيلهم للمنافسات العالمية وتمثيل الإمارات في المحافل العلمية عالمياً.
ولم تقتصر الزيادة على الطلبة فحسب، بل توالت الأعداد سريعاً ليصل عدد المنظمين 143، و350 متطوعاً، و172 محكماً، و800 مدرب، فرق تدرك المهام والواجبات، وتقدر حجم المسؤولية، لأهمية النهوض بمستويات أبنائنا علمياً، ليس على المستوى المحلي فحسب، بل على مستوى دول العالم.
وهنا نسأل: هل تعي مدارسنا أهمية هذا السباق العلمي العالمي وأهدافه؟ وكيف تؤهل الإدارات المدرسية، «حكومية كانت أو خاصة»، الطلبة في مختلف مراحل التعليم لتمكينهم من المهارات التقنية؟ وهل مدارسنا وضعت نفسها في قالب التقييم الحقيقي في هذا الجانب؟
أسئلة كثيرة ترمي بظلالها على موقف مدارسنا من تلك المبادرة، ولكن الواقع يلخص الإجابة في أن لدينا أكثر من مليون ومئة طالب وطالبة، يشارك منهم 4000 فقط، أي ما يمثل مدرستين فقط من إجمالي المدارس الذي بلغ عددها 1219، منها 639 «حكومية»، و580 «خاصة».
مازالت مدارسنا بحاجة إلى إعادة حساباتها في التعامل مع تلك المبادرة، وعليها أن تعي كيف تنافس ذاتها، للالتحاق بركب التنافسية العالمية في المهارات التقنية وعصر الروبوت والذكاء الاصطناعي، فالسباق مفتوح أمام التعليم الحكومي والخاص.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"