زراعة الأعضاء والتأمين

03:34 صباحا
قراءة دقيقتين
سلام أبو شهاب

35 متبرعاً بأعضائهم نجحوا ـ بمشاركة الفرق الطبية بمستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي في العام 2018 ـ في وضع حد لمعاناة أكثر من 40 مريضاً نُقلت لهم أعضاء بشرية، كانوا يعانون فشلاً في وظائف هذه الأعضاء، ومن هؤلاء المتبرعين 17 متبرعاً متوفى دماغياً.
هذا الكمّ من عمليات نقل وزراعة الأعضاء البشرية، الذي أُجري بنجاح في مستشفى واحد خلال سنة واحدة، يؤكد أهمية وحاجة المجتمع إلى هذا النوع من العمليات الجراحية، باعتباره الملاذ الأخير لمرضى الفشل العضوي، ممن يعانون ويتكبدون الآلام يومياً، ومنهم من يضطر إلى التوجه إلى مراكز طبية في الخارج، لإجراء عمليات نقل وزراعة أعضاء بشرية، بهدف الإسراع في هذا الأسلوب العلاجي للحد من معاناتهم.
الأرقام التي تم الحديث عنها في مستشفى واحد وشملت 18 متبرعاً حياً، تبرعوا بأجزاء من أكبادهم، أو بإحدى الكليتين، تؤكد الاستعداد القوي لدى أفراد المجتمع للتبرع بالأعضاء البشرية، سواء بأجزاء من الكبد أو الكلية، أو بعد الوفاة، كما في القلب والرئة وغيرها من الأعضاء، وهذا الاستعداد الكبير يتطلب نظاماً شاملاً للتبرع بالأعضاء، ليسهل على الراغبين التبـرّع بأعضائهم، والتسجيل في النظام والمساهمة في إنقاذ الآخرين.
العديد من المستشفيات الأخرى في أبوظبي ودبي والشارقة، وغيرها، نجحت ـ وبشكل لافت ـ في إجراء عمليات نقل وزراعة أعضاء بشرية، مما يؤكد أن عدداً لا بأس به من المنشآت الصحية مجهّزة، وعلى أتم الاستعداد لإجراء هذا النوع من الجراحات، للتخفيف من معاناة المرضى.
في المقابل، اللجنة الوطنية العليا لنقل وزراعة الأعضاء، ووزارة الصحة ووقاية المجتمع، والقطاعات الصحية الأخرى، مطالبة بتحرك ملموس لإنشاء مركز وطني لنقل وزراعة الأعضاء البشرية، والإعلان عن برنامج وطني للتبرع بالأعضاء، حتى يكون أفراد المجتمع على دراية كاملة بآلية وتفاصيل خطوات التبرع للراغبين في ذلك.
الخطوة الأهم أيضاً، ضرورة إدخال عمليات نقل وزراعة الأعضاء البشرية، ضمن برامج التأمين الصحي المعتمدة؛ نظراً للكلفة العالية لهذه العلاجات التي تفوق قدرات المريض من ذوي الدخل المحدود، خاصة أن المريض الذي يخضع لهذا النوع من العمليات، يضطر إلى تناول أدوية لفترات طويلة تمتد لسنوات، لتقبّل العضو المزروع في جسمه.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"