صناعة الإنسان

04:43 صباحا
قراءة دقيقتين
محمد إبراهيم

من أصعب الأمور التي قد نراها في حياتنا «صناعة الإنسان»، فهو منتج لا يباع ولا يشترى، والصعوبة تكمن في كيفية إعداده بمكوناته الفكرية التي تتعدد أشكالها من إنسان لآخر، وظروفه الحياتية التي تختلف من مجتمع لآخر، وكيف تعمق علاقته بالمعرفة والحب والعدل والتعايش مع الآخر، والعمل والجد، وتحقيق الأهداف التي تنفع البشرية، تحديات كبيرة، وصناعة تعتبر أشبه بالمستحيل.
ولكن الرؤية الثاقبة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، والإرادة القوية لسموه أذابت الصعوبات، وتغلبت على التحديات، وبددت كل معاني المستحيل، ووضعت منهجية جديدة لمفاهيم بناء الإنسان وتوظيف قدراته وإمكانياته، من خلال مبادرات نوعية لا تحاكي أفراداً بل ضمت في مضمونها أوطاناً ومجتمعات.
أعتقد أن المبادرات والبرامج الإنسانية والتنموية والمجتمعية، لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لم تكن يوماً، إلا لتحقيق استثمارات عظيمة النتائج، رائدة في المفهوم والمضمون والهدف، إذ اختارت «الصناعة» سبيلاً، لرسم ملامح جديدة للإنسان، خلفاً عن التي ضاعت في عصر النزاعات والمطامع والحروب والتطرف، وعدم الاستقرار، وصنعت بمساراتها ومنهجية تطبيقها «الأمل» في أوطان ومجتمعات وشعوب، لنرى حياة الملايين من البشر، وقد تبدلت من ظلمات الجهل إلى نور العلم والمعرفة، ومن وطأة اليأس إلى أمال وطموحات المستقبل، ومن التدهور الفكري إلى أرقى مستويات علوم المستقبل المتقدمة.
في الواقع أن ما حملته لنا النتائج السنوية لأعمال مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية للعام الجاري، تؤكد الرسالة السامية لشمولية العمل الإنساني، لاسيما أنها تحتضن 33 مؤسسة إنسانية ومجتمعية ومعرفية وتنموية وثقافية، وبلغ إجمالي حجم الإنفاق لمبادرات صاحب السمو نائب رئيس الدولة، 1.8 مليار درهم، واستفاد منها أكثر من 69 مليون شخص في 68 دولة.
وتتساءل المجتمعات.. ماذا لو لدينا في الوطن العربي قائدان مثل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد؟ الذي جعل من الوطن العربي وإعلاء شأنه، أولوية قصوى ضمن أجندة حافلة بالآمال والطموحات والمهام، وإجابة السؤال تجسده أمنيات شعوب وأفراد وجاليات، تطمح ومازالت تتطلع إلى الحياة في الإمارات التي جعلت الإنسان رمزاً وقيمة.
فقد اعتادت مسامعنا على عبارة «شكراً محمد بن راشد»، التي تتغنى بها ربوع المنطقة العربية، لتلك المبادرات الإنسانية والتنموية التي أثرت في الملايين من بني الإنسان، وأعادت الأمل إلى الأوطان، فشكراً لهذا القائد الملهم الذي أضاء القلوب والعقول بمبادرات استثنائية.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"