ماذا بعد الإنجاز؟

05:16 صباحا
قراءة دقيقتين
محمد إبراهيم

وصول هزاع المنصوري، أول رائد فضاء إماراتي، إلى محطة الفضاء الدولية، يعد حدثاً تاريخياً عظيماً ولا شك؛ إذ التفّت حوله جموع المجتمع الإماراتي، من قيادات ومواطنين ومقيمين، وحبس له العالم الأنفاس في كل مراحله، واتجهت أنظار جميع الدول إلى الإمارات وطن المعجزات.
نعم.. فعلوها «عيال زايد»، نعم.. تحول حلم المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، إلى حقيقة، جعلت العالم أجمع «شاهد العيان» على هذا الإنجاز المشرق، ليسجل التاريخ محطة جديدة من إنجازات الوطن، سطرها «المنصوري» بوطنية ومسؤولية وحب وولاء، وكتب تفاصيلها بقدرة واقتدار، بلغات تدركها جميع الشعوب في مشارق الأرض ومغاربها.
إن ما وصلت إليه الإمارات، اليوم، خطوة مهمة على طريق الإنجازات التاريخية، وينبغي أن يعي الجميع أن تلك الخطوة ليست النهاية بل البداية لمسيرة ممتدة عبر الأجيال، ولا شك أنها ستفرز المزيد من المسؤوليات الجديدة في المستقبل، حفاظاً على مكتسبات الدولة في قطاع الفضاء، وعلينا أن نوجه أنظارنا نحو برنامج الإمارات الوطني للفضاء، الذي يضم برنامج الإمارات لرواد الفضاء، ويركز على الاستثمار في أبناء الوطن لإحراز المزيد من الإنجازات.
وهنا نتساءل، ماذا بعد هذا الإنجاز؟ وما مدى جاهزية مؤسساتنا التعليمية لبناء جيل جديد من رواد الفضاء من أبناء الإمارات، وهل تعي مسؤولياتها الجديدة وأهمية دورها في تحقيق طموحات وطن يعانق المستقبل؟، أسئلة كثيرة تجعلنا جميعاً نقف لنفكر في الغد القريب، وإجابات تلك الأسئلة تقف على أبواب القائمين على الشأن التعليمي في الدولة.
وعلى الرغم من أن أكثر من 95% من طلابنا في مختلف المراحل التعليمية، لديهم الوعي الكافي حول قطاع الفضاء ومؤسساته الوطنية في الدولة، بحسب استطلاع حديث للهيئة الاتحادية للتنافسية والإحصاء، فإن الوعي وحده لا يكفي، لاسيما أن سقف الطموحات يفوق التوقعات، وهنا ضرورة ملحّة لبناء جيل كامل على شاكلة «المنصوري».
قطاع الفضاء مسار فاعل، في تنمية الكفاءات المتخصصة، في مجالات مثل «الهندسة والعلوم الطبيعية والفيزياء والرياضيات والأحياء»، ويسهم بلا شك في تطوير رأس المال الفكري لدى الأجيال في الدولة، وهذا في حد ذاته إحدى ركائز الاقتصاد المبني على المعرفة والابتكار، وهنا تأتي أهمية رفد مناهجنا بعلوم الفضاء للطلبة منذ سن مبكرة، وتبني المواهب الطلابية في هذا المجال، وتأهيلهم وإعدادهم لمستقبل يعانق الفضاء.
المريخ محطتنا المقبلة، والمستقبل يتطلب تضافر الجهود، لنحقق رؤى الإمارات، وصدقت كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، إن «مستقبلنا يبدأ من مدارسنا، والجميع مطالب بتحمل المسؤولية أمام الأجيال والأبناء»، فعلينا أن نهتدي بتلك الكلمات الحكيمة لنبني معاً الغد الأفضل.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"