جمال الدويري
التطور الملموس في تقديم خدمات المراجعين في الكثير من الوزارات والدوائر الاتحادية والمحلية، بات ملموساً للجميع، والبند الأهم في هذا المجال هو قلة المراجعين إلى حد ندرتهم في بعض الدوائر، والسبب هو التطبيقات التي باتت توفرها هذه الدوائر، وينجز عبرها الكثير من الخدمات والطلبات التي غالباً ما تشهد إقبالاً كبيراً.
التطور الأكبر في هذا المجال يلمسه الناس في الدوائر الخدمية التي كانت إلى سنوات خلت تشهد ازدحامات كبيرة، إلى درجة أنها تشكل «هماً» لكل من ينوي أن يقصدها في الصباح، ولكن النقلة النوعية التي قفزت إليها الحكومة في هذا المجال باتت محط إعجاب المواطنين والمقيمين، والعديد من الدول التي راحت ترصد تطور الإمارات إلى درجة أنها تحاول النهل من تجربتها أو نقل بعض منها.
لدى أغلبية المقيمين في الإمارات مشكلة يتحدثون عنها في أول إجازة إلى بلدانهم، تكمن في المقارنات التي تعصف بذهنهم بشكل تلقائي عندما يراجعون دائرة حكومية في بلادهم، خاصة تلك الدول التي مازالت تعاني ازدحامات كبيرة وبيروقراطية غير مبررة، إذ سرعان ما يبدأون في الحديث عما يعيشونه في الإمارات وما هو عليه في بلادهم، وقد تشكل هذه المسألة حالة من الغضب لديهم تجعلهم يجاهرون مسؤولي الدوائر في بلادهم بوجوب التطور والاستفادة من تجربة الإمارات.
الحديث عن جودة الخدمات الحكومية، في هذا المقام يتناولها في المجمل، مع التأكيد ان هناك بعض الملاحظات التي تسجل هنا وهناك على بعض الدوائر التي تحدثنا عنها أكثر من مرة في هذه الزاوية، للمطالبة بوجوب تدارك الملاحظات التي تسجل عليها، فالإمارات التي حققت قفزات مهمة جدا حسب المؤشرات العالمية ومنها مؤشر الأداء اللوجستي الذي يصدره البنك الدولي كل سنتين لتقييم جودة الخدمات اللوجستية في 160 دولة، حققت الدولة قفزة نوعية بالانتقال من المرتبة 27 عالمياً عام 2014 إلى مراكز متقدمة جدا عالمياً، بعد أن تصدرت كافة الدول العربية.
ومثلما تميزت الإمارات لسنوات طويلة في مجال الخدمات الحكومية التي تقدم بطريقة تقليدية فهي أيضاً باتت تحرز مستويات عالية في جودة خدماتها الحكومية المقدمة عبر التطبيقات الذكية، إذ انتقلت الإمارات في مؤشر المشاركة الإلكترونية من المركز 32 في عام 2016 إلى المركز 17 في 2018، محققة تقدماً بلغ 15 مركزاً عالمياً بحيث أصبحت في المركز الأول خليجياً وعربياً وإقليمياً، متقدمة على كل من السويد وإيرلندا وألمانيا وكندا وإستونيا، إلى أن احتلت مؤخرا المرتبة السادسة عالمياً، كما حققت المركز الثاني في مؤشر جاهزية البنية التحتية للاتصالات (TII
) على مستوى العالم بحسب تقرير تنمية الحكومات الإلكترونية الصادر عن لجنة الأمم المتحدة للشؤون الاقتصادية والاجتماعية للعام 2018.
هذه التحديات توجب على الحكومة أن تبقى خدماتها في الطليعة، والبحث عما يمكن أن تقدمه بشكل أفضل وأسرع خدمة للناس ولراحتهم، أن تجد متسوقاً سرياً إلكترونياً يجوب مواقع الدوائر لمعرفة الخلل فيها، (لأن بعضها يعاني شيئاً من التعقيد) مثلما أوجدت متسوقاً سرياً يجوب الدوائر.
