مخالفات صيدلانية

الآثار الجانبية والمضاعفات التي تتسبب فيها الأدوية والمستحضرات المغشوشة التي وصل عددها إلى 1774 مستحضراً حتى منتصف العام الجاري، وفق ما أكدته دائرة الصحة في أبوظبي، يشيب لها شعر الرأس، فتشمل هذه المضاعفات الأورام السرطانية والسكتات الدماغية والفشل الكلوي وأمراض قلبية وإصابات في الكبد، وهي الأمراض الأكثر انتشاراً بين فئات المجتمع.
المعلومات التي كشفت عنها دائرة الصحة في أبوظبي تظهر أن 444 مستحضراً من إجمالي هذه المستحضرات تستخدم لإنقاص الوزن، وأمام هذه المضاعفات الخطيرة لهذه الأصناف من المستحضرات من الأفضل أن يظل الإنسان بوزن زائد بدلا من زيادة التعرض للأورام السرطانية والفشل الكلوي والكبدي.
سؤال يتبادر للذهن، كيف تصل هذه المستحضرات والأدوية المغشوشة إلى أفراد المجتمع؟، ومن المسؤول عن هذه القضية المهمة؟، وما دور القطاعات الصحية والبلديات أيضاً في التصدي لهذه الظاهرة والحد منها؟، طالما أن مراكز اللياقة الرياضية وكمال الأجسام تروج لبعض هذه المستحضرات الضارة.
أين الجهات الرقابية من خطورة تداول وبيع مكملات غذائية لبناء الأجسام تحتوي على مادة «الستيرويد» والتي لها أثار خطيرة جدا تتمثل في السكتة الدماغية والفشل الكلوي وإصابات الكبد وانسداد الشرايين والرئة؟، وهذه القضية بلا شك تقف ولو بنسبة ما وراء انتشار الأمراض القلبية والسكتات الدماغية بين الشباب.
أين الجهات الرقابية من مشكلة مستحضرات تجميل تحتوي على مادتي الزئبق والرصاص، في مراكز التجميل وغيرها من المحال، والتي تتسبب في مضاعفات خطرة تتمثل في حدوث التهابات في العيون والجلد، ما يزيد من نسب الإصابة بسرطان الجلد، وحدوث أضرار في العيون.
هذه الظاهرة الخطيرة التي تهدد شبابنا تتطلب إجراءات وعقوبات رادعة تُتخذ بحق المراكز الرياضية التي تروج لمثل هذه المستحضرات المخالفة، ولأي جهة مخالفة تستورد المستحضرات المغشوشة، في الوقت ذاته الشباب أنفسهم يتحملون مسؤولية كبيرة تتمثل في عدم شراء أي منتج دوائي من خلال مواقع التواصل والإنترنت.
دائرة الصحة وخلال السنوات الأخيرة كثفت من حملاتها التفتيشية على المنشآت الصيدلانية والصحة، وأعلنت صراحة أن 7% من هذه المنشآت غير ملتزمة بالأنظمة، وتم اتخاذ الإجراءات والعقوبات المناسبة، ولكن، من يتحمل مسؤولية التفتيش على المراكز الرياضية ومراكز كمال الأجسام، ومحال بيع مستحضرات بناء العضلات وكمال الأجسام؟

[email protected]