مستشفيات خاصة

03:19 صباحا
قراءة دقيقتين

جمال الدويري

يبقى موضوع مستشفيات القطاع الخاص يشكل هاجساً لدى الكثيرين، بسبب ارتفاع أسعارها ومستوى الخدمات الطبية التي تقدمها للمرضى، نظير ما تكبدهم إياه من رسوم وفواتير.
لا أحد يعرف اسم مستشفى خاص في الدولة يقدم خدمات علاجية جيدة وبسعر معقول، فقاعدتها جميعاً أسعار مرتفعة جداً وخدمات طبية أقل من المأمول أو المتوقع.
هل يعقل أن تكون تكاليف إجراء عملية قسطرة في مستشفى خاص، عشرة أضعاف ما تكلفه في دولة أخرى، فلو سمحت صحة هذا المريض، لسافر هو وجميع أفراد أسرته إلى أي دولة عربية أو آسيوية وأجرى عمليته وتنزه لمدة شهر في كلفة أقل، مما لو أجرى عمليته في مستشفى خاص.
إدارات هذه المستشفيات لا تقدم أي تبريرات مقنعة لعملائها، عن سبب ارتفاع أسعار «الطبابة» فيها، وكل ما لديها بضع جمل يرددها المحاسبون للمرضى، لتجيبهم عن تساؤلاتهم، لكن دون أي فائدة في الحصول على أي خصم متاح، ولسان حال هذه المستشفيات أن غالبية الناس لديها تأمين ويغطي النفقات.
في قضية التأمين، أصبح لدى الناس مشكلة أخرى، مفادها أن غالبية الشركات باتت تحمل جزءاً من العلاج والأدوية على المرضى أنفسهم، ما يعني أن المريض سيطاله تأثير ارتفاع أسعار هذه المستشفيات شاء أم أبى، لأنه سيدفع نسبة معينة من ثمن علاجه.
وفي هذا القطاع على وجه التحديد، يعاني العامة الأمرّين في العثور على طبيب جيد لعلاج أمراضهم، وإذا ما وجد فإنه مرهون بمدد انتظار طويلة، أو أسعار خيالية يضعها المستشفى لأجل استحواذه على طبيب ذي شعبية.
هذه المعضلة يعيش معها الناس في حيرة من أمرهم، لأن التداوي جزء أساسي من حياة كل فرد، مثله مثل التعليم والسكن، وما زالت هذه المحاور الثلاثة المستهلكة لغالبية رواتب شرائح المجتمع، إن لم تلهمها كلها، وتبقى باقي مصاريف الحياة في يد صاحبها لجهة تضخيمها أو تقنينها.
وبالعودة إلى موضوع المستشفيات الخاصة، فلماذا لا يوجد في الدولة مظلة جامعة لهذا القطاع، بحيث يصار إلى عقد اجتماعات دورية يتمخض عنه نقاشات تفيد جمهور «المرضى»، تماماً كما يجري عقد مؤتمرات وندوات، لمناقشة عرض آخر الابتكارات الطبية أو أحدث أنواع العلاجات، لأن تنظيم هذا الحدث وتحت مظلة جامعة بإشراف وزارة الصحة قد ينظم مسألة أسعار العلاجات والعمليات، في مستشفيات القطاع الخاص، فيصبح المريض على بينة إلى أين يذهب، وكم من المتوقع أن يدفع نظير علاجه؟.
مسألة المفاجآت في تكاليف العلاج في المستشفيات الخاصة، أصبحت تثقل كاهل كل من يقصدها في حالة طارئة.
المريض ليس لديه متسع من الوقت، لعرض حالته على أكثر من مستشفى لمعرفة أفضل الأسعار، لأن ثواني قليلة قد تؤثر في حياة الإنسان في كثير من الأحيان.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

مساعد مدير التحرير، رئيس قسم المحليات في صحيفة الخليج

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"