هنا وهناك

04:19 صباحا
قراءة دقيقتين
جمال الدويري

عام جديد أطل على الإمارات والعالم، لم نشاهد أو نسمع الكثير من التصريحات والأخبار التي تتحدث عن وعود وخطط جديدة ستقوم بها هذه الدولة أو تلك، ولم يغرد مسؤولو حكومات هذه الدول ليكشفوا عن رؤيتهم إلى ما يتطلعون إليه أو ما يفكرون فيه.
الكثير من الحكومات في عالمنا العربي تنقسم إلى قسمين لا ثالث لهما، إما أن تقارع الزمن لتبقى في مكانها لشهر أو لشهرين آخرين، أو أن تعدي من أزمتها الخانقة التي تحيق بها، وتصبح قاب قوسين أو أدنى من أن تسقط في تظاهرات شعبية.
وضعنا العربي باستثناء الخليجي بات مزرياً إلى أبعد الحدود، إلا أن أصعب ما تعيشه دولنا العربية يتمثل في حالة عدم الثقة في أي قرار حكومي، إلى درجة أن أخبار الحكومات باتت حملاً ثقيلاً على نفوس مواطني هذه الدول ويفضلون عليها مسلسلاً أو فيلماً قديماً.
ما بين هذا السوء، والحالة الإماراتية فارق لا يقاس لا بمسافة ولا بزمن، فالوضع هنا يختلف كلياً؛ حيث التخطيط ليس لعام أو عامين؛ بل لعشرات السنوات، والرؤية ليست مستشرفة للمستقبل بل صانعة له.
وهنا أيضاً، الشباب محور التنمية، والاهتمام كله، ولم يكونوا ولن يكونوا يوماً عالة على حكومة للبحث لهم عن وظائف أو تأمين مستقبلهم بالتعليم والصحة والمسكن، بل كل ذلك متوفر وأكثر.
هنا أيضاً الميزانية تقر وتعتمد لثلاث سنوات، وفي غير مكان بالكاد تعالج عجز السنة التي سبقتها، ناهيك عن الوفورات المالية التي تحققها معظم دوائر الدولة المحلية والاتحادية، ولا ترضخ تحت بند الفساد والمفسدين.
وهنا للمرأة نصيب الأسد؛ بل أكثر من ذلك، ففي المؤسسات هي الأكثر حضوراً وفي البرلمان هي النصف، في الحياة هي كل شيء.
في التنمية والبنى التحتية والطرقات والتنافسية العالمية، الإمارات حاضرة في المركز الأول، ولا ننسى جوازها الذي يطير إلى العالم بلا جناحين، في حين أن أغلبية جوازاتنا العربية بالكاد تدخلك إلى دول الجوار.
سوء الوضع الذي وصل إليه مسؤولو بعض الدول جعلهم يصلون استخارة قبل اتخاذ أي قرار، حتى لا يضحى خبرهم فريسة لأهل «السوشيال ميديا» بالسخرية والتعليقات، أو الدعاء على متخذها.
المقارنة بين الوضع العربي في كثير من دولنا والوضع الإماراتي، قد يكون ظالماً للأخيرة، فلم يعد هناك شعب في العالم يصحو على خبر مفرح إلا هنا.
في الإمارات وحدها، إما خبر توزيع مساكن أو منح زواج أو قروض إسكان، أو سداد ديون معسرين، هذا كله وأكثر يحدث هنا بفضل قيادة آمنت بأن أبناءها هم الأولية الأولى والثانية والثالثة، ولم تترك قراراً أو خطة إلا واتخذتها ليس لسنة أو اثنتين؛ بل لنصف قرن وأكثر.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

مساعد مدير التحرير، رئيس قسم المحليات في صحيفة الخليج

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"