عادي
أنباء عن القبض على قناص "قواتي" والسنيورة يدعو إلى الانتظار

تشديد في لقاء سليمان ونصر الله على تسريع التحقيق في "الأحد الدامي" في لبنان

19:18 مساء
قراءة 4 دقائق
شيّعت الضاحية الجنوبية لبيروت أمس آخر ضحايا "الأحد الدامي"، في وقت أكد لقاء جمع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بقائد الجيش العماد ميشال سليمان الليلة قبل الماضية التوافق بين قيادة الجيش وبين قيادتي حزب الله وحركة "أمل" على تشكيل لجنتي تحقيق، قضائية برئاسة القاضي رهيف رمضان، وأخرى عسكرية برئاسة العميد أحمد قاسم، للتحقيق في ملابسات ما حصل، وبصورة شفافة ومكثفة وسريعة لكشف الحقائق، وهو ما تعهّد به سليمان للقيادتين. وفي هذا الإطار برز أمس تطور له مغزى، فقد أفادت أنباء متقاطعة لأكثر من مصدر خبري، نقلاً عن مصادر أمنية عليمة، أن الشرطة العسكرية في الجيش اللبناني، باشرت أمس التحقيق مع عريف في الجمارك اللبنانية يدعى غسان شامي ممن يخدمون في منطقة زحلة في البقاع، قد يكون شارك في عمليات القنص التي طاولت المدنيين المحتجين ليل الأحد الماضي. وذكرت المصادر أن برقية عاجلة أرسلت إلى دائرة الجمارك، للقبض على العريف المذكور، تمهيداً للتحقيق معه، وقالت إنه تم اعتقال شامي مع أخويه فجر أمس، وكشفت أنه من أنصار "القوات اللبنانية". وأفادت أنه كان بلباسه العسكري عندما أوقف، وقد ضبطت معه بندقية مرفقة بممشط واحد ومجهزة بمنظار للقنص، وتبين بعد فحص مخزن الممشط أنه خالٍ إلا من رصاصة واحدة، فضلاً عن أنه ضبط في موقع مشرف على مناطق المواجهات في منطقة عين الرمانة.وفيما لفتت المصادر الأمنية إلى أن التحقيق مع شامي يسير بدقة، فإنها شددت على الارتياب بأمر وجود طلقة واحدة فقط في الممشط، وأشارت إلى أن التقنية الحديثة يمكن أن تكشف بالتأكيد إذا ما كانت قد أطلقت عيارات نارية من "سبطانة" تلك البندقية، بالإضافة إلى تحديد الوقت الذي أطلقت في أثنائه. ولم تخف المصادر أن الجيش قام طوال ال48 ساعة الماضية بتوقيف أكثر من مسلح في منطقة عين الرمانة للاشتباه في دورهم بالأحداث، إلا أن غالبية هؤلاء أُوقفوا لحملهم مسدسات غير مرخصة، أو لأنهم كانوا في المنطقة بصورة "مريبة"، ما عدا شامي.وسارع قائد "القوات اللبنانية" سمير جعجع إلى نفى هذه الاتهامات، ووضعها في خانة "الشائعات"، على الرغم من أنه اعترف بتوقيف "شباب قواتيين بعد الأحداث التي حصلت، لكن لاقترافهم مخالفات وليس بسبب أحداث الشياح"، وقال، بعد لقائه رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، أمس، إن الصحافة الصفراء هي التي تسرب هذه المعلومات، في إشارة إلى الصحافة المقربة من المعارضة، وجدد وضع الاحتجاجات التي حصلت في خانة "الانقلاب" على النظام، ودافع عن الإجراءات التي قام بها الجيش في وجه المتظاهرين، وقال إنه "لو تأخر الجيش دقيقة واحدة في أثناء احتجاجات الأحد لوقع لبنان في كارثة" واستبعد، في المقابل، حصول حرب أهلية على الرغم من أنه قال "إننا نعيش اليوم حرباً غير معلنة".وشكل اللقاء الذي جمع نصر الله بقائد الجيش في أحد مقار حزب الله عاملاً مساعداً على تهدئة الهواجس والخواطر، وخصوصا بعد تأكيد العماد ميشال سليمان الذي قدم تعازيه إلى نصر الله وقيادة الحزب، يرافقه مدير المخابرات العميد جورج خوري، "أن الجيش بدأ فعلاً بإجراء تحقيق جدي وشامل في أحداث الأحد في مار مخايل، وأن التحقيق سيكون واضحاً وشفافاً ويحدد المسؤوليات بدقة".وأكد نصر الله أيضاً أهمية إجراء تحقيق جدي وسريع وكامل بعيداً عن الضغوط والتسييس، وقال "إن هذا التحقيق وبعده محاسبة المسؤولين عن الجريمة أياً كانوا وحدهما فقط الطريق الوحيد لإنصاف الشهداء والجرحى وتسكين آلام عائلاتهم الشريفة وتثبيت دعائم الأمن والاستقرار والطمأنينة في لبنان"، وتمنى "أن نرى هذه النتيجة الحاسمة خلال مدة زمنية قصيرة جداً". وعلمت "الخليج" أن نصر الله شدد على مهلة لانتهاء التحقيق لا يجب أن تتجاوز نهاية يناير/ كانون ثاني الحالي. وجدد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري تشديده على ضرورة معرفة من يقف وراء ما حصل، واعتبر في تصريح له أمس أن ما حصل كان "فخاً" نُصب لقائد الجيش العماد ميشال سليمان لحرق أوراقه كمرشح توافقي رئاسي، وشدد على وجوب إجراء تحقيق جدي جدا، سريع وليس متسرعا، ويدقق في كل التفاصيل، "وصولا إلى إعلان الحقائق كلها أمام الرأي العام وتحديد المسؤوليات ومعاقبة الجناة، وعندئذ يعرف الرأي العام من يوتر الأجواء ومن يدفع إلى تخريب لبنان واستهداف السلم الأهلي". ودعا رئيس الحكومة فؤاد السنيورة إلى انتظار التحقيقات التي تجريها قيادة الجيش والأجهزة الأمنية لمحاسبة المسؤول أو المقصر، وأضاف أن ما جرى لا يمكن التعويض عنه إلا بالتضامن والتكاتف وترك مؤسسة الجيش تقوم بالتحقيق وانتظار نتائج هذا التحقيق، وشدد على أن لبنان بلد ديمقراطي يحترم الحريات، "وواجب الحكومة وأجهزة الدولة حمايتها وحماية حق التعبير ضمن الأصول القانونية التي ترعى حق التعبير من جهة وأمن المواطنين وأملاكهم من جهة ثانية".وأكد السنيورة كذلك أن "قيادة الجيش والمؤسسات الأمنية ساهرة على أمن مواطنيها، ولن تقبل إلا بوضع الأمور في نصابها الصحيح، لكشف المسؤول عما جرى أو المقصرين إذا كان هناك من مقصرين".وعقدت أحزاب المعارضة اللبنانية اجتماعاً طارئاً أمس، اعتبرت فيه أن إطلاق الرصاص من الجيش على مواطنين لبنانيين عزل أمر خطير لا يجوز السكوت عنه، أو القفز فوقه، واعتبرت ما حدث مؤامرة للإيقاع بين المقاومة والجيش، عبر استهداف جمهور المقاومة، وأكدت أنها لن تسمح لهذه المؤامرة بتحقيق أهدافها بضرب مؤسسة الجيش عبر محاولة إحداث الفتنة.ورأى البطريرك الماروني نصر الله صفير "أننا نعيش في زمن رديء"، وصل فيه الانقسام إلى المسيحيين والموارنة واللبنانيين على وجه عام، وقال في حديث أمام زواره أمس، "ما شهدناه على ساحتنا منذ أيام من إحراق إطارات وسقوط قتلى ينافي طبيعة الإنسان اللبناني المسالم، ولا ندري كيف حصل كل ذلك"، وشدد على ضرورة أن تأخذ التحقيقات مجراها "لكي يكشف الفاعلون الذين يحرقون البلد".
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"