عادي
بري يتلقى اتصالاً من كوشنير داعماً للحوار

الأزمة اللبنانية تتجه إلى مزيد من التشنج

04:44 صباحا
قراءة 4 دقائق
اتجهت الأزمة السياسية اللبنانية إلى المزيد من التصعيد، وانسداد الأفق في وجه الحلول، في وقت تعرضت فيه مبادرة رئيس المجلس النيابي نبيه بري، للكثير من الكدمات، بعد استهدافها قبل أن ترى النور ومن داخل "بيت المعارضة" هذه المرة، مع اجهار رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون رفضاً مبطناً لها باعلانه أنه لن يشارك في طاولة الحوار التي يسعى اليها، وأنه سوف يرسل ممثلاً عنه اذا لم تتحقق مطالب المعارضة، فيما تواصلت القطيعة بين الرئيس بري ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة، الذي عاد الى بيروت أمس منهياً جولته العربية، وأضيفت اليها حملات هجوم متبادلة بين الطرفين، بعدما بدأها السنيورة برفضه الحوار بادارة الرئيس بري كونه "طرفاً" وشيخاً للمعارضين، ورد عليه بري أمس بحدة أكبر متهماً اياه "باغتصاب السلطة" وكونه "متسبباً في تعطيل المؤسسات"، وتعطيل الحوار. واستغرب بري انه اذا كان الحوار متعثراً بإدارة "شيخ المعارضين" "فما بالك بما أنت فيه قائم مقام رئيس الجمهورية فهل يصح القول هنا ولا يصح هناك ولماذا لم تعترض على شيخ المعارضين وهو يدير حوارين سابقاً وكان ينعم بالجلوس الى جانبك"، مؤكداً ان دعوته الى الحوار، هي "لتنفيذ المبادرة العربية وخلاص لبنان".وفي هذا السياق قالت مصادر مقربة من بري إنه سيزور قطر قريباً بعدما عمد الى تأجيل الزيارة بسبب مشاركة وزيرة خارجية "اسرائيل" تسيبني ليفني في الجلسة الافتتاحية لمنتدى الديمقراطية المقرر عقده غداً حيث كان من المقرر أن يُلقي برّي كلمة فيه.في هذه الأثناء، دخل القائم بأعمال السفارة الفرنسية في بيروت أندريه باران، على خط السجال الذي شهدته كل من بيروت وباريس، واحتدامه بين وزير خارجية فرنسا برنار كوشنير والرئيس بري، وأكد في حديث صحافي أمس أن بري لم يطلب زيارة فرنسا، كما أنه لم يدع اليها، الا انه أشار الى أن هذا الأمر لا يعني انه (بري) غير مرغوب فيه في فرنسا.وفي هذا السياق تلقى بري أمس اتصالاً هاتفياً من كوشنير أكد فيه تأييده للحوار وان أبواب فرنسا مفتوحة لبري إذا رغب في زيارتها، وقالت الخارجية الفرنسية إنه سيتم استقبال بري إذا قدم إلى باريس.في المقابل، أكدت مصادر دبلوماسية عربية أن الأمور تراوح مكانها عربيا وعلى صعيد الملف الداخلي اللبناني، ولا مواعيد لأية زيارات محتملة للأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى سواء الى بيروت أو الى دمشق، لكنها لم تستبعد احتمال قيام الدبلوماسية السورية باستثمار المناخات الايجابية التي أعقبت القمة بالتواصل مع العواصم العربية لتسهيل الحل اللبناني.من جهته، وفور عودته الى بيروت، أطلع الرئيس السنيورة الوزراء اللبنانيين وكذلك أقطاب فريق الأكثرية، اضافة الى المرجعيات الدينية وقائد الجيش العماد ميشال سليمان ووزير الخارجية المصرية أحمد أبو الغيط على نتائج جولته العربية وأجوائها والمواقف التي سمعها ولمسها من المسؤولين العرب الداعمة للبنان وللحكومة وأجرى كذلك اتصالاً هاتفياً مع موسى.وعلى هذا الخط قالت مصادر مقربة من رئاسة الحكومة ان السنيورة لن يرد على كلام الرئيس بري وهو بصدد استكمال جولته العربية وقال وزير الدولة لشؤون مجلس النواب ميشال فرعون ان جولة السنيورة كانت في إطار تفعيل التشاور لتنفيذ بنود المبادرة العربية.من جانبه، أكد النائب عن تيار المستقبل عاطف مجدلاني ان الأكثرية لا ترفض أي دعوة للحوار، ولكن في الوضع الحالي, وفي ظل الفراغ الكبير في سدة الرئاسة الاولى ومع وجود مبادرة عربية واضحة البنود، فلا بد ان يكون الحوار المطروح حول هذه المبادرة.من ناحية أخرى، رد "حزب الله" بشكل غير مباشر على السنيورة لرفضه الحوار الذي دعا اليه بري، واعتبر الوزير (المستقيل) عن الحزب محمد فنيش بعد زيارته أمس رئيس الحكومة الأسبق سليم الحص ان رفض الحوار بحجة اجرائه في القصر الرئاسي في بعبدا يعد قفزاً فوق المشكلة القائمة.وكشف وزير الصحة المستقيل محمد جواد خليفة، المقرب الى الرئيس بري، ان رئيس البرلمان سيحدد في القريب العاجل موعد الحوار والدعوات المباشرة لأطراف الحوار.وجدد الوزير المستقيل طراد حمادة (حزب الله) المطالبة بسلة متكاملة وقال في حديث اذاعي أمس، ان المعارضة تؤيد الوصول الى تسوية شاملة لحل المشاكل يتم من خلالها انتخاب رئيس للجمهورية واعادة لبنان الى وضعه الطبيعي.واعتبر النائب علي خريس (كتلة بري) ان "بعض الاطراف وخصوصا في فريق السلطة يسعون دائما الى تعطيل كل الحلول التي تنتج على المستوى الوطني والعربي، وكأن المطلوب ان يبقى لبنان يعيش الازمة السياسية الحالية".في المقابل أكد عضور تكتل التغيير والاصلاح النائب نبيل نقولا ألا تباين بين عون وبري حول دعوة الأخير للحوار كاشفاً أن عون سيشارك في الحوار اذا كان سيبحث التزامن بين الرئاسة الأولى وحكومة الوحدة الوطنية وقانون الانتخاب.من جهته اتهم العلامة محمد حسين فضل الله أمس الولايات المتحدة بتجميد التوصل إلى تسوية للأزمة السياسية في لبنان، ودعا اللبنانين إلى الحوار المباشر الذي لا يخضع لشروط مسبقة مؤكداً ان العودة إلى الحوار الداخلي بين اللبنانيين افضل بكثير من بقاء الوضع على ما هو عليه.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"