قال الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان وزير الأشغال العامة رئيس المجلس الوطني للإعلام إن انطلاقة حملة سقياهم بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، لإغاثة إخواننا في دول القرن الإفريقي الذي يتعرض للمجاعة تؤكد النهج الإنساني العظيم الذي يتمتع به سموه، وإحساسه البالغ تجاه المعاناة الإنسانية التي تواجه الكثير من مناطق العالم بغض النظر عن جنسية أو هوية هذه المنطقة أو تلك .
وأضاف الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان في تصريح لتلفزيون وإذاعة أبوظبي بمناسبة انطلاق حملة سقياهم لإغاثة الشعب الصومالي أن انطلاق هذه الحملة يشكل في الوقت نفسه تأكيداً لنهج الإمارات الثابت في مد يد العون والمساعدة للشعوب والدول التي تتعرض للمحن والكوارث لتخفيف معاناة شعوبها، انطلاقاً من دورها الإنساني الذي تكرس على أكثر من صعيد وفي أكثر من بقعة في أنحاء العالم .
وأكد أن انطلاق هذه الحملة التي تستمر ثلاثة أيام بمشاركة مختلف الوسائل الإعلامية في دولة الإمارات، يأتي تتويجاً لكثير من الجهود التي أقدمت عليها دولة الإمارات خلال الفترة الماضية في الصومال التي أخذت بعداً مهماً مع حملة أعينوهم، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، التي أعطت في يومها الأول صورة رائعة لمدى تجاوب أبناء الوطن بكل فئاته وشرائحه مع عمل الخير .
وأضاف الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان لا شك في أن هذا الجهد الإماراتي الجماعي في عمل الخير وعلى المستوى الوطني يعزز التوجه العالمي نحو الحد من تأثيرات المجاعة التي تتطلب تعاوناً دولياً للتغلب على آثارها المدمرة في الصعيد الإنساني العالمي، ويضع الإمارات في طليعة الدول التي تتحمل مسؤولياتها الإنسانية والخيرية تجاه الشعوب الفقيرة والمناطق التي تتعرض للكوارث بكل أشكالها .
وأكد أنه في هذا الإطار يبرز الدور الكبير الذي تقوم به هيئة الهلال الأحمر برئاسة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية الذي وجه الهيئة، بإطلاق هذه الحملة التي تعبر عن المواقف الإنسانية النبيلة للقيادة الحكيمة ولشعب الإمارات في إغاثة المنكوبين من ضحايا الجفاف والمجاعة في القرن الإفريقي .
وواصلت حملة سقياهم، التي تنظمها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي بالتعاون مع قناة أبوظبي الإمارات، أمس ولليوم الثاني على التوالي، جمع التبرعات لمصلحة المتأثرين بموجة الجفاف والمجاعة التي تضرب الصومال، من التاسعة والنصف مساء حتى 11 مساء .
بلغ اجمالي قيمة تبرعات حملة سقياهم، التي تنظمها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، وقناة أبوظبي الإمارات لإغاثة الشعب الصومالي في يومها الثاني، نحو 8 ملايين درهم، ليرتفع اجمالي التبرعات المقدمة للحملة إلى نحو 33 مليون درهم، منها 11 مليون درهم تم جمعها من خلال 86 موقع تتبع الهيئة في أبوظبي .
واكد محمد خليفة أحمد القمزي الأمين العام لهيئة الهلال الأحمر، أهمية التبرع لنجدة أهل الصومال، حيث ان الوضع في الصومال مأساوي، خاصة في مقديشو، مشيراً إلى أن الشعب الصومالي بحاجة إلى الغذاء والدواء بشكل كبير، حيث خصصت هيئة الهلال الأحمر، مبلغ 100 ألف دولار، لتوفير برامج تغذية طبية لأكثر من 200 طفل يعانون من سوء التغذية، وذلك بالتعاون مع 15 مستشفى وعيادة في الصومال .
وأوضح حميد راشد، رئيس بعثة الهلال الأحمر في الصومال، أن مخيمات الإيواء التي تشرف عليها الهيئة منذ أكثر من 3 أسابيع، استقبلت أكثر من 30 ألف نازح، مشيراً إلى أن معظم النازحين يعانون من أمراض الكوليرا .
وحول المعوقات التي تواجهها بعثة الهلال الأحمر الإماراتية في تنفيذ أهدافها قال رئيس بعثة الهلال الأحمر في الصومال: إن بعد المسافة الواقعة بين الأسواق الخارجية التي يتم منها شراء المواد الغذائية ومخيمات الايواء في العاصمة مقديشو، هو أكبر المعوقات التي تواجهها البعثة، مؤكداً أن بعثة الهلال الأحمر تقبل كل التبرعات المالية والعينية .
وأشارت سلامة المزروعي من شركة صحة، في اتصال هاتفي، إلى أن موظفي الشركة والأقسام التابعة لها، عملت وبالتوافق مع انطلاق الحملة، على تخصيص صندوق لجمع التبرعات لصالح المتأثرين بموجة الجفاف والمجاعة التي تضرب الصومال، حيث تم جمع أكثر من 350 ألف درهم خلال يومين من انطلاق الحملة .
وأكد تلفزيون أبوظبي أن مركز تلقي الاتصالات الهاتفية، الذي تم تخصيصه للرد على أسئلة واستفسارات المحسنين الراغبين في التبرع دعماً للحملة، على الرقم 800733، تلقى حتى نهاية اليوم الثاني من انطلاق الحملة أكثر من 25 مليون درهم، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنها خصصت كذلك نافذة على الموقع الإلكتروني الخاصة بالقناة (www.adtv.ae/soqyahom) لتلقي التبرعات المالية لدعم الحملة .
وتوجه حسين محمد محمد، القائم بالأعمال في سفارة جمهورية الصومال، من خلال استوديو قناة أبوظبي، مركز الحملة، بالشكر والعرفان إلى دولة الإمارات شعباً وحكومة، وإلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، على توجيهاته السامية بمد يد المساعدة للشعب الصومالي، للحد من وطأة معاناته وصون كرامته، والتي بالفعل واصلت دعمها ومساعدتها لأشقائهم بالصومال، والمجتمع الدولي الذي أسهم بمساعدة الشعب الصومالي المنكوب .
وأوضح حسين محمد محمد أن التقارير تشير إلى متداد نسبة انتشار الجفاف إلى مختلف مناطق الصومال، حيث يقدر عدد المنكوبين من جراء هذا الجفاف أكثر من ثلاثة ملايين نسمة أكثرهم أطفال ونساء وشيوخ، حيث أدى الجفاف إلى موت الأطفال الصغار الذين هم تحت عشر سنوات، بمعدل 30 حالة وفاة يومياً .
وقال فضيلة الدكتور ناجي بن راشد العربي، أحد ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة: على كل مسلم في مختلف دول العالم أن يعاهد إخوانه في الصومال بأن يبذل جهده وماله ليكون معهم في محنتهم ومصيبتهم، فأطفالهم الجائعون أطفالنا، وكبارهم المثقلون بالمرض آباؤنا وأمهاتنا .
وأكد أحمد محمد آدم، مدير مكتب التعاون الإسلامي في الصومال، أن الهيئات والمؤسسات الخيرية، تعمل حالياً على جمع التبرعات العينية والمادية بالتعاون مع الجمعيات والهيئات الإسلامية ورجال الأعمال، لتقديم العون للشعب الصومالي العربي .
وعبرت الدكتورة نوال أحمد الكعبي، استشارية أمراض الأطفال في مدينة الشيخ خليفة الطبية، عن ألمها لما يتعرض له شعب الصومال من ظروف معيشية صعبة نتج عنها موت الآلاف معظمهم من الأطفال .
