تبنى مجلس الشيوخ الباكستاني بالإجماع، أمس الجمعة، قراراً بمحاكمة رئيس البلاد السابق الجنرال برويز مشرف، بتهمة الخيانة العظمى،بعد ساعات من اعتقال الشرطة له وتقديمه إلى المحكمة حيث بقي لفترة وجيزة ثم عاد إلى مكان سكنه تحت قيد الإقامة الجبرية، واعتبرالاتهامات ضده ذات دوافع سياسية .
وتبنى مجلس الشيوخ الباكستاني برئاسة نايار حسين بوخري، في جلسة أمس الجمعة بالإجماع قراراً بمحاكمة مشرف بموجب المادة السادسة من القانون، أي بتهمة الخيانة العظمى .
من جهة أخرى، أمر القضاء الباكستاني الشرطة بجلب مشرف للمثول أمام محكمة مكافحة الإرهاب بعد يومين . وقال وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال الباكستانية، مالك حبيب، لمجلس الشيوخ، إن منزل مشرف يعدّ شبيهاً بالسجن، وأن مشرف أصبح في عهدة الشرطة .
وقال محمد أمجد، الأمين العام لحزب رابطة عموم مسلمي باكستان الذي يتزعّمه مشرّف، إن الحزب يفكّر في الطلب من المحكمة العليا الحصول على كفالة ما بعد اعتقال مشرف . وأكّد أمجد أن مشرف سيواجه القضايا كافة .
وكانت الشرطة الباكستانية اعتقلت، في وقت سابق أمس الجمعة، مشرف وقدمته إلى المحكمة في ظل حراسة أمنية مشددة، حيث بقي لفترة وجيزة ثم عاد إلى مكان سكنه . لكن محامي مشرف طلب المثول مكانه، نظراً لكون موكله تلقى تهديدات تعرض حياته للخطر، وبقي الرئيس الباكستاني السابق في سيارته قرب مبنى المحكمة لبعض الوقت قبل أن يعود إلى مسكنه .
وتعهد الرئيس السابق الجنرال مشرف بالدفاع عن نفسه ضد الاتهامات المنسوبة إليه بالإرهاب بسبب تعامله مع القضاة بعد أن فرض قانون الطوارئ في البلاد عام 2007 . وقال مشرف في بيان على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك إن هذه المزاعم ذات دوافع سياسية وسأدحضها في محكمة الدرجة الأولى حيث ستظهر الحقيقة في نهاية المطاف . وكتب مشرف قائلا لقد وضعت نهاية للضجة الشعبية والإعلامية الناجمة عن التحرك غير المبرر لمحكمة إسلام أباد العليا، في إشارة إلى تسليمه نفسه .
من جهة أخرى، قتل 5 مسلحين وجرح 9 أشخاص، بينهم عاملان في حملة لمكافحة شلل الأطفال، و3 عناصر من الشرطة الباكستانية، بهجمات منفصلة في إقليمي أوركزاي ووزيرستان شمال غربي البلاد .
كما جرح شخصان أمس الجمعة إثر سقوط صاروخ من جهة مجهولة على تجمع سياسي في منطقة، وانا، بإقليم وزيرستان . وأفادت مصادر أمنية أن الحادث وقع خلال اجتماع انتخابي عقده نصير الله وزير المرشح المستقل في الانتخابات العامة القادمة في منطقة وانا بمقاطعة وزيرستان الجنوبية . يذكر أنه تم استهداف اجتماعات العديد من الأحزاب السياسية في باكستان في غضون أيام قليلة ماضية، راح ضحيتها عشرات الأشخاص علما بأن الانتخابات العامة المقبلة في البلاد ستعقد في 11 مايو/أيار المقبل . (وكالات)
