أكد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، أن الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وبالدعم القوي من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رسخت مبدأ الامتياز في الرعاية الصحية كمبدأ أساسي لتحقيق التنمية والتقدم .
وأعرب الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للقمة العالمية للقاحات في أبوظبي في يومها الثاني أمس، عن أمله في خروج القمة العاليمة للقاحات بالانتصار النهائي لمرض شلل الأطفال وخاصة أن لدينا قيادة تتمع بالرغبة في إيصال اللقاحات المحصنة للأطفال في جميع أنحاء العالم .
وأضاف أن جميع المشاركين في القمة مصممون على قيادة جهود التحصين لبلوغ النجاح العالمي، إذ أن جهود القمة تهم صحة سكان العالم وتتخطى الأنظمة المختلفة والجهود الفردية .
وأكد الشيخ نهيان أهمية القيمة العالمية للصحة الجيدة، إذ أن ما من أسرة أو مجتمع أو أمة أن تنجح من دون صحة سليمة، والأسرة العالمية لن تنجح اذا ما فشلت في تأمين الصحة الجيدة لأفرادها .
وأشار إلى أن برامج التحصين تستلزم اهتماماً حقيقياً لتوفير الصحة للجميع وقد استفدنا وأخذنا زمام المبادرة ونشعر بالمسؤولية، وندرك أهمية التفاهم واحترام القيم الثقافية المختلفة وتقديم اللقاحات والتركيز على الحاجة اليها على نحو مقنع للغاية . وأضاف: لايمكن أن نقبل تقسيم العالم بين أصحاء ومرضى بسب نقص الوعي أو العادات والتقاليد ولن نسمح بهذا التقسيم لغياب التمويل، إذ إن الشعب الذي يتمتع بصحة جيدة هو الركيزة الأساسية للتنمية الاقتصادية، علاوة على أن الاستثمار في الصحة والتعليم يؤمن للدولة الازدهار والتقدم، وتأتي الصحة في الأولوية وهو ما يجب أم يدركه كل فرد في مجتمعاتنا .
ولفت إلى أن بيل وميليندا غيتس يمثلان التزاماً قوياً في القطاع الخاص والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مصدر إلهام قوي على مستوى القطاع العام وهذه الشراكة بين القطاعين العام والخاص تفتح المجال أمام التحصين العالمي .
كما نقل الشيخ نهيان للمشاركين في القمة تحيات الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، راعي القمة والذي بفضل دعمه تمكنا من استضافة القمة العاليمة في العاصمة أبوظبي .
وقال بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة عبر فيديو مصور، إن أفضل هبة في الحياة بدايتها بصحة جيدة وجميع المشاركين في القمة العالمية للقاحات يتشاركون التزامي بحماية الأطفال من الأمراض .
وأضاف بان كي مون: اليوم مع الاحتفال بأن 80% من أطفال العالم محصنون، نأسف على الملايين من الأطفال المنسيين فقط لانهم يعيشون في مجتمعات معزولة تشهد نزاعات أوتعاني عدم توافر الخدمات .
وأوضح بان كي مون أن النجاح العالمي اليوم يبرهن إلى أي مدى يمكن تحقيق النجاحات وبالتنسيق بين الحكومات ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص نتمتع بقوة الشراكات للحد من حرمان ملايين الأطفال من حقهم في حياة صحية لأنهم يفتقدون التحصين وتحدينا الأساسي الوصول إلى هؤلاء الأطفال للحفاظ على مستقبلهم ومستقبل مجتمعاتنا .
وقال بيل غيتس، الرئيس المشارك لمؤسسة بيل وميليندا غيتس: بعد النجاحات التي تم تحقيقها على صعيد عمليات التحصين على المستوى العالمي نحن أقرب الآن إلى تحقيق هدفنا للتحصين الشامل وهناك التزامات وشراكات جديدة تساعدنا على الوفاء بالوعود التي قطعناها في الآونة الأخيرة .
توفير اللقاحات بأسعار مقبولة
ركزت الجلسة الثانية بعد ظهر أمس على ابتكار لقاحات جديدة، وكيف يمكن للمجتمع الدولي أن يبني على الإنجازات كالقضاء على مرض شلل الأطفال وآلية التطعيم الروتيني القوية من خلال البحث والتطوير، وطرح تطعيمات جديدة وطرق توصيل مبتكرة، كما تم التطرق إلى الأدوات والطرق التي يتم تطويرها في الاقتصادات الناشئة والدول النامية، وأكد المشاركون أهمية توفير اللقاحات بأسعار مقبولة من خلال شراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص .
وقال سيث بيركلي رئيس مجلس إدارة التحالف العالمي للقاحات جافي يوجد نوع ثانٍ من اللقاحات لالتهاب الكبد الفيروسي، ونحاول الوصول إلى لقاحات للكثير من الأمراض غير المعدية بما فيها السكري والأورام السرطانية، واستطعنا الوصول إلى لقاحات ضد بعض أنواع الفيروسات والأورام السرطانية .
وتحدثت الدكتورة عائشة الظاهري نائبة القائد في مستشفى زايد العسكري في الدولة عن البرامج الإنسانية والصحية التي تنفذها الإمارات، مشيرة إلى أن الإمارات بدأت في تقديمها منذ بداية السبعينات، ثم قدمت المساعدات في لبنان في العام 1976 حيث تسهم هيئة الهلال الأحمر وغيرها من الهيئات في تنفيذ البرامج والمساعدات الطبية .
لبنى القاسمي تناقش التعاون الإغاثي مع بريطانيا وكندا
ناقشت الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي وزيرة التنمية والتعاون الدولي خلال استقبالها آلان دانكن وزير التنمية الدولية البريطاني بمقر الوزارة بأبوظبي سبل دعم الجهود المشتركة وتنسيق وجهات النظر بين دولة الإمارات وبريطانيا في مجالات التنمية الدولية والتعاون الإغاثي .
وقالت وزارة التنمية والتعاون الدولي في بيان صحفي أمس إن اللقاء تطرق أيضاً إلى العديد من المسائل والأزمات الإنسانية والتي تتضمن قضايا الأمن الغذائي والتغذية والجفاف واللاجئين وضحايا الصراعات .
وأكدت الشيخة لبنى القاسمي أن دولة الإمارات تهدف دوماً للارتقاء بإسهاماتها في التخفيف من معاناة الآخرين في العالم ومد يد العون والمساعدة كفلسفة تتبناها دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله .
وتناول اللقاء أهمية المبادرة الثانية التي أطلقها الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة خلال القمة العالمية للقاحات بتقديم المزيد من الدعم للجهود العالمية للقضاء على مرض شلل الأطفال في العالم بحلول العام 2018 كمثال يحتذي به للقضاء على العديد من الأمراض التي تهدد صحة وسلامة ملايين الأطفال في العالم . من جهة أخرى، استقبلت الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي وزيرة التنمية والتعاون الدولي في مقر الوزارة بأبوظبي ججليان فانتينو وزير التعاون الدولي في كندا .
الكلفة المرتفعة والحروب أبرزها
4 أسباب تحول دون توافر اللقاحات لأطفال العالم
وبحسب المتحدثين في الجلسة التي أدارتها الإعلامية ميسون عزام، ثمة أربعة أسباب رئيسية تحول دون تحقيق الهدف العالمي في تغطية اللقاحات للأطفال أينما وجدوا بنسبة 100% كما هو مخطط منذ سبعينات القرن الماضي، علما أن النسبة المحققة في هذا المجال تقارب ال 80% حتى الآن .
ويأتي على رأس الأسباب الكلفة المادية المرتفعة للقحات، ثم الحروب والنزاعات التي تعيق وصولها إلى بعض المناطق، وبعدها المفاهيم الدينية الخاطئة ضد اللقاحات، ورابعاً ضعف الدعم الحكومي والتنسيق بين الجهات العالمية والمحلية .
ويقول أنتوني ليك المدير التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونسيف)، إن ثمانينات القرن الماضي كانت فترة ذهبية للجهود الدولية في مجال توفير اللقاحات لأطفال العالم، ولكن ارتفاع التكاليف حد من هذه الجهود، حتى باتت برامج اللقاح اليوم أكثر كلفة من أي برامج علاجية أخرى، على حد قوله .
وشدد ليك على أن نسبة تغطية اللقاحات للأطفال حول العالم لا تتجاوز 80% .
ومن وجهة نظر سايروس بوناولا رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي لمعهد الأمصال في الهند الذي وفّر التطعيم لأكثر من 80% من أطفال 72 دولة حول العالم، لابد من تكثيف الجهود الدولية للضغط على الشركات المصنعة للقاحات لتخفيض أعبائها المالية عن الدول .
وبحسب بوناولا فإن المعهد طالب أحد الشركات المصنعة للقاح شلل الأطفال في هولندا بتخفيض كلفة هذا المصل بنسبة 50%، من أجل دعم جهود مؤسسة بيل غيتس وغيرها من المنظمات، بالإضافة إلى جهود الكثير من الأفراد المتبرعين حول العالم، من أجل القضاء على هذا المرض بشكل نهائي .
وتلفت سانيا نيشتار وزيرة الحكومة الاتحادية للعلوم والتقنية والتعليم في باكستان، إلى وقوف الحرب أو النزاعات أمام وصول اللقاحات إلى أطفال المناطق التي تدور فيها، وذلك من حيث عدم قدرة المنظمات المعنية الوصول إليهم من ناحية، ورفض أمراء القتال حصولهم على اللقاحات من ناحية ثانية .
وأثنت على الدعم الكبير الذي حصل عليه بلدها باكستان من المتبرعين والمنظمات العالمية المعنية في هذا المجال، مشيرة إلى أن الحكومات المتعاقبة لبلدها أبدت اهتماماً كبيراً في مجال توفير التطعيم لأطفال الدولة ولكن جميعها كانت تصطدم بمعوقات محلية وخارجية تصعب تنفيذ أهدافها وخططها .
ويشير بيكلي جيليتا الأمين العام للاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر، إلى ضرورة تعزيز التعاون والتنسيق بين الدول والمنظمات العالمية المعنية في توفير اللقاحات والعلاج للأطفال حول العالم . مبيناً إن الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر، يعمل اليوم في حوالي 107 دول .
ويوضح الشيخ عبدالله بن بيه من جامعة الملك عبدالعزيز في المملكة العربية السعودية، أن الدول الإسلامية وعلى رأسها تركية، كانت في القرن الثامن عشر سباقة إلى الاهتمام والتعاطي مع اللقاحات، وأكد عدم وجود أي مانع شرعي في التطعيم واللقاح، وقال إن الدين الإسلامي يدعو للبحث العلمي والاهتمام بالصحة والعلاج .
وفي السياق ذاته، دعا محمد سعد أبوبكر الثالث، سلطان سوكوتو من نيجيريا، المؤسسات الدينية الإسلامية والمسيحية للتعاون في دعم الجهود العالمية الرامية إلى توفير اللقاحات ضد أمراض الأطفال أينما وجدت وحيثما ظهرت الحاجة إليها، لأن في ذلك واجباً إنسانياً ودينياً تحث عليه كل الكتب السماوية .
كوفي عنان:
استئصال شلل الأطفال يوفر مابين 40 و50 مليار دولار
وأضاف أن مرض شلل الأطفال كان تهديداً فعلياً وألقى بظلاله على الطفولة في العالم وقبل تطوير اللقاح كان يقتل ويتسبب في الشلل لنحو ربع مليون شخص كل عام ، ولذا يجب العمل على توصيل اللقاح إلى الأطفال وليس تطويره فقط وهذا هو هدف المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال من خلال الدعم والتعاون بين الشركاء على مستوى العالم ، للوصول إلى القضاء على المرض بنسبة 100%، مشيراً إلى أن ما تم تحقيقه حتى الآن 80% من استئصال المرض عالمياً .
لفت إلى أن التقديرات تشير إلى أن استئصال شلل الأطفال يوفر ما بين 40 و 50 مليار دولار ، توجه 85% من تلك المبالغ إلى الدول منخفضة الدخل، وعلى الدول التي مازال المرض متوطناً فيها أن تسرع جهودها لتحصين الأفراد وتحديث برامج التحصين .
وفي كلمة مصورة قال ديزموند توتو، رئيس الأساقفة الفخري لمدينة كيب تاون، إن اللقاحات أضحت أفضل الابتكارات التي أفادت البشرية، ولذا يجب مواصلة الجهود المبذولة لمواجهة المرض ببرامج التحصين الدورية وتقديم اللقاحات لمكافحة مرض شلل الأطفال .
وترأست جلسة العمل الثالثة ميسون عزام، مقدمة أخبار وصحفية التي جاءت بعنوان استدامة مكتسباتنا: تقوية آليات التحصين الروتينية، تم خلالها تسليط الضوء على العلاقة بين القضاء على مرض شلل الأطفال وآليات العمل الروتينية القوية وآثرها على المدى الطويل التي تؤكد أهمية حصول الأطفال على التحصينات الضرورية بطريقة مستدامة .
وأكدت مارغريت شان، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية ضرورة الحفاظ على المنافع التي تم تحقيقها لإنقاذ الأرواح من خلال اللقاحات، ولذا يجب تقوية أنظمة التحصين للتأكد من الحصول على التغطية الشاملة، مشيرة إلى أن جميع الدول الاعضاء في المنظمة لديها التزام سياسي لاعتماد السياسات الصحيحة وإيصال اللقاحات بطريقة منسقة . وقال خوسيه فييرا، وزير الصحة في انجولا، إن دولته أطلقت نحو 50 حملة للتطعيم ضد مرض شلل الأطفال خلال 12 عاماً، وأن خطة عملهم تمتد على مدار 5 سنوات لمواجهة الأمراض الفيروسية وتوفير التحصين اللازم للأطفال عبر الوحدات الصحية العامة والخاصة .
وأكد اندريس بيبالغس، المفوض الأوروبي للتطوير لدى المفوضية الأوروبية، ضروة العمل على توفير اللقاحات وتوصيلها إلى الأطفال دون 5 سنوات، مع التركيز على التأكد من توفير اللقاحات وتوصليها لجميع الأطفال .
واستعرضت لي شياو لين، رئيس جمعية الشعب الصيني للصداقة مع الدول الأجنبية، جهود الصين في تعزيز برامج التحصين التي نجحت في استئصال مرض شلل الأطفال في الصين عام 1995 .
* * *
في ختام فعاليات القمة العالمية للقاحات في أبوظبي
جمع 4 مليارات دولار لاستئصال شلل الأطفال حتى عام 2018
اختتمت أمس فعاليات القمة العالمية للقاحات في العاصمة أبوظبي التي عقدت بالشراكة مع الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وبان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة، وبيل غيتس الرئيس المشارك لمؤسسة بيل وميليندا غيتس وسط مبادرات فاقت جميع التوقعات .
وأعلن أمس خلال جلسة خريطة الطريق العالمية نحو القضاء على مرض شلل الأطفال عن جمع 4 مليارات دولار من أصل 5 .5 مليار دولار متطلبات الخطة الاستراتيجية للقضاء على شلل الأطفال واستئصاله حتى العام 2018 .
وقالت الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي وزيرة التنمية والتعاون الدولي، يسرنا أن تستضيف العاصمة أبوظبي هذه القمة المهمة، مؤكدة أن الإمارات منذ سنوات طويله تقدمت بتعهد تجاه أطفال العالم، حيث قامت الجهات المختصة في الإمارات في العديد من الحملات الإنسانية وهذا تقليد قديم لجهود الدولة على الصعيد العالمي، انطلاقاً من الاهتمام بالصحة العامة وعلى وجه الخصوص صحة الأطفال .
وأضافت أن الاستثمارات في مجال اللقاحات وإيصالها إلى الفئات المستهدفة من أفضل الاستثمارات في القطاع الصحي، مشيرة إلى أن الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، سبق وأن قدم 100 مليون دولار لجهود استئصال شلل الأطفال، في إطار التنسيق والتعاون مع مؤسسة بيل غيتس في مجال استئصال المرض، كما تعهد سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أمس الأول بتقديم 120 مليون دولار لاستئصال شلل الأطفال، وهذا تشجيع للمضي قدماً للوصول إلى المرحلة النهائية وهي استئصال المرض نهائياً على المستوى العالمي داعياً إلى الجميع الالتزام بالوصول إلى هذا الهدف .
وقال بيل غيتس إن حملة استئصال شلل الأطفال بدأت في العام 1988 وبحلول العام 2000 انخفض عدد الإصابات عالمياً، وفي السنوات الماضية توصلنا إلى الخطة الجديدة تتضمن خطط طوارئ أدت إلى تعبئة 500 مليون دولار في السنوات الماضية .
وأعلن بيل غيتس خلال الجلسة عن تبرع مؤسسته 8 .1 مليار دولار للخطة الاستراتيجية للقضاء على شلل الأطفال حتى العام ،2018 معلناً أن إجمالي التبرعات للخطة بلغت 4 مليار دولار وهي تمثل 73% ما نصبو إليه من أصل 5 .5 مليار دولار متطلبات الخطة حتى العام 2018 .
وأضاف أن 60% من التبرعات مقدمة من الحكومات و40% من المؤسسات الخيرية، وبهذا المبلغ الذي تم جمعه لن تكون هناك عقبة أمام هدفنا في استئصال شلل الأطفال، وسنواصل الآن جهودنا في التنسيق مع مصانع اللقاحات والمختبرات لتوفير اللقاحات بأسعار مناسبة .
ورداً على سؤال عن كيفية تدبير المبلغ المتبقي لمتطلبات الخطة الذي يصل إلى مليار ونصف المليار دولار، قال بيل غيتس إن الآمال معقودة على دول أخرى مثل استراليا واليابان وأمريكا وغيرها من الدول التي من الممكن أن تقدم تعهدات لمواصلة تنفيذ الخطة .
وقال حامد جعفري مدير العمليات والبحوث لشلل الأطفال في منظمة الصحة العالمية عام 2012 كانت سنة مهمة لموضوع شلل الأطفال، حيث أصبح عدد الإصابات قليلاً، والهند حذفت من قائمة الدول التي يتوطن فيها المرض، وشلل الأطفال يمكن أن يصيب الكبار، وجمعية الصحة العالمية اعتبرت مرض شلل الأطفال من الطوارئ البرمجية، وتم تحقيق تقدم العام الماضي، وهناك العديد من الأمراض التي تم استئصالها السنوات الماضية، ولدينا استراتيجية تستمر لمدة سنوات لاستئصال شلل الأطفال، ويمكن ان نضع خريطة طريق تخطط للمرحلة التالية لاستئصال شلل الأطفال، مشيراً إلى أن قضية الأمن في بعض الدول من المعوقات في تنفيذ الخطة إلا أن عمليات التطعيم مستمرة .
وقال جوليان فانتينو وزير التعاون الدولي في كندا إن اللقاحات من المشاريع الاستثمارية في مجال الصحة والنضال في شلل الأطفال يحتاج إلى التعاون والتكاتف لحماية 20 مليون طفل سنوياً، وقضية الوصول إلى المناطق النائية في بعض الدول من التحديات التي تقف أمام وصول اللقاحات للأطفال المستهدفين .
وأكد أن كندا مصممة على تحصين الأطفال وتشارك في الجهود العالمية لاستئصال المرض وكندا تعلن أنها ستستثمر 250 مليون دولار من أجل مكافحة شلل الأطفال .
وتوجهت ثريا دليل وزيرة الصحة في أفغانستان بالشكر لدولة الإمارات وقالت أعبر عن امتناني لدولة الإمارات على استضافة القمة وأشكر بيل غيتس على جهوده وأشكركم في إحداث هذا التغيير، والقضاء على شلل الأطفال من أولويات الحكومة الأفغانية .
وأكد هانز جورجين وزير الحكومة الاتحادية للتعاون الاقتصادي والتطوير في ألمانيا، أننا بحاجة إلى تنسيق أفضل، وألمانيا تدعم الخطة الاستراتيجية وفق رؤية منظمة الصحة العالمية، ونلعب دوراً في التنسيق وعلينا القيام ببعض الإصلاحيات، ويبقى ضرورياً أن نقوم ببعض الاصلاحات، وقررت ألمانيا أن تدعم التحالف العالمي ب 100 مليون يورو و100 مليون يورو للعام المقبل للقضاء على شلل الأطفال، وبيل غيتس أقنعنا بتقديم التعهدات، حيث لديه سحر لا يقاوم في الإقناع وهذا جيد لإقناع الرأي العام وعليه سنقدم 200 مليون يورو لهذا التحالف .
وقال الدكتور أحمد محمد علي رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية: أشكر الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وبان كي مون، وبيل غيتس على تبني القمة المهمة، والبنك يدعم هذه الجهود وجعل من أولوياته النهوض بالصحة، وتعد الشراكة والتنسيق من الأولويات الاستراتيجية المهمة .
وأكدت شاهناز وزير علي منسقة القطاع الاجتماعي لمكافحة شلل الأطفال ومساعدة الرئيس في باكستان أهمية القمة، وقالت إن باكستان حكومة وشعباً ترفع الشكر والامتنان إلى الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وبيل غيتس على هذه المبادرة والدعم اللامحدود، مشيرة إلى أن باكستان سجلت خلال العام الحالي 6 إصابات بشلل الأطفال بعد أن كانت 144 حالة في العام 2010 .
وأعلن آلان دانكن وزير التنمية الدولية في المملكة المتحدة تقديم المملكة المتحدة 300 مليون باوند ما يعادل 350 مليون دولار للخطة الاستراتيجية لدعم الجهود العالمية لاستئصال شلل الأطفال، مشيراً إلى بريطانيا ملتزمة بجهود القضاء على شلل الأطفال .
5.5 مليار دولار تكلفة الخطة الاستراتيجية للقضاء على شلل الأطفال 2013 - 2018
شهدت القمة العالمية للقاحات في أبوظبي أمس، الإعلان عن الخطة الاستراتيجية 2013- 2018 للقضاء على شلل الأطفال واستئصاله، والتي ستكلف للقضاء على المرض واستئصاله المجتمع الدولي 5 .5 مليار دولار، وسوف تجمع الأموال من مصادر عدة تشمل مانحين قائمين أو آخرين جدد، إضافة الى آليات تمويل مبتكرة .
وقدرت دراسة منشورة في دورية Vaccine أن جهود المبادرة العالمية للقضاء على شلل الأطفال يمكن أن توفر 40-50 مليار دولار، وتمنح الالتزامات المسبقة بالتمويل الكامل نوعاً من الثقة لبرنامج المبادرة العالمية للقضاء على شلل الأطفال، إذ يتيح ضمان التمويل الكامل للمبادرة تنفيذ مكونات طويلة الأجل من الخطة بدلاً من التركيز على إيقاف انتقال المرض فقط، كما أن الالتزامات تساعد على حماية المكاسب التي تم تحقيقها في علاج شلل الأطفال حتى الآن .
واستعرضت القمة النجاحات التي تم تحقيقها على صعيد مكافحة مرض شلل الأطفال، حيث وصل عدد حالات شلل الأطفال في العالم إلى أدنى معدلاته على مدى التاريخ في عام ،2012 فالهند التي كانت تعتبر لوقت طويل البلد الأصعب بالنسبة للقضاء على شلل الأطفال فيه لم تسجل حالة واحدة في فترة تتجاوز العامين، وقد توقفت حالات التفشي في البلدان التي تكررت إصابتها بحيث استعادت انجولا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وضعها كدولتين خاليتين من مرض شلل الأطفال العام الماضي، كما أطلقت البلدان الثلاثة المتبقية التي يتوطن فيها المرض وهي أفغانستان وباكستان ونيجيريا خطط عمل طارئة في عام 2012 لرفع تغطية التطعيم إلى المستويات الضرورية لوقف انتقال شلل الأطفال .
وتعد الخطة الاستراتيجية للقضاء على المرض واستئصاله خطة شاملة واستراتيجية طويلة الاجل تجمع الاحتياجات المطلوبة للقضاء على مرض شلل الأطفال بحلول عام ،2018 وترتبط بأربعة أهداف تسعى الى تحقيقها، أولها كشف فيروس شلل الأطفال وإيقافه حيث تقدم الخطة استراتيجية لايقاف كافة أشكال انتقال فيروس شلل الأطفال البري بحلول نهاية عام 2014 من خلال تحسين حملات التطعيم لدعم المناعة ورفع مستوى الرصد لكشف الفيروس المنتشر الاستجابة سريعاً لحالات التفشي بهدف منع الانتشار .
والهدف الثاني تقوية التطعيم الروتيني وسحاب لقاح شلل الأطفال عن طريق الفم، والهدف الثالث الاحتواء والاعتماد بحيث قبل التدصيق على القضاء على المرض يجب على المختبرات ومنشآت إنتاج اللقاحات العالمية أن تحتوي كافة عينات الفيروس بشكل صحيح للحماية من حالات التفشي المستقبلية، ويجب على الدول التي سجلت إصابات مرضية والخالية من شلل الأطفال مؤخراً أن تعالج الفجوة الموجود في الرصد من أجل كشف حالات شلل الأطفال المشتبه بها والتأكد من توقف كافة أشكال الانتقال ويجب على كافة المناطق أن تتجاوز 3 سنوات من دون تسجيل حالة واحدة للوصول إلى حالة الخلو من المرض مع امكانية الحصول على شهادة الخلو من المرض في العام التالي .
ويتمثل الهدف الرابع التخطيط الراجع لشلل الأطفال، حيث يوفر برنامج شلل الأطفال مخططاً للوصول إلى المجتمعات الأكثر تهميشاً والاصعب وصولاً على مستوى العالم ويمكن أن تفيد مشاركة هذه الخبرة مبادرات أخرى تتعلق بالصحة والتنمية، ووفق دراسة تم نشرها في عام 2010 في دورية تم تقييم البرنامج بانه وفر إنفاق عشرات المليارات من الدولارات عن طريق إعطاء فيتامين أثناء حملات شلل الأطفال .
وتحدد الخطة ستة مخاطر رئيسة وتستعد لها، من بينها مخاطر تتعلق بالمدخلات تشمل عدم القدرة على العمل في المناطق غير الامنة وضعف الإرادة السياسية أو الاجتماعية وضعف المسؤولية تجاه أنشطة الجودة، أما مخاطر التنفيذ فتشمل التمويل غير الكافي وعدم القدرة على توظيف او الابقاء على العاملين اللازمين والامداد غير الكافي من اللقاحات الصحيحة .
الإعلان العلمي
تناول الإعلان العلمي حول استئصال مرض شلل الأطفال، التقدم غير المسبوق والتطورات العلمية والأدوات الجديدة التي تمنح الثقة في إمكانية القضاء على المرض، حيث انخفضت الحالات الجديدة للإصابة بالفيروس المسبب لشلل الأطفال من نحو 350 ألف حالة في أكثر من 125 دولة عام 1988 إلى أقل من 250 حالة في 5 دول فقط عام 2012 .
وشكل عام 2012 نقطة تحول بالنسبة للدول الموبوءة المتبقية حيث أطلقت نيجيريا وافغانستان وباكستان خطط عمل طارئة وذلك على صعيد وطني اثمرت عن تحسن كبير للغاية في جودة حملات التطعيم كما أدت إلى انخفاض عدد الاصابات المسجلة، نجحت الهند في ايقاف انتشار انتقال العدوى بفيروس شلل الأطفال عام ،2011 كما أسهم استخدام نوعين من اللقاحات الفعالة في حماية مئات الملايين من الأطفال من هذا المرض هما اللقاح الفموي لشلل الأطفال ولقاح شلل الأطفال المعطل .
وطالب الاعلان العلمي الأطراف الفاعلة في المجتمع العالمي القيام بدورها في ضمان التنفيذ الكامل للخطة حيث دعا العلماء إلى تطوير أدوات جديدة وأفضل لتسريع عملية القضاء على شلل الأطفال واستدامة هذه العملية بما في ذلك توفير خيارات منخفضة التكاليف والاستمرار في توفير الدعم الفني للدول المصابة، وعلى الشركاء بما في ذلك مبادرة GPEI الشركات المصنعة للقاحات ضمان توفير الانواع المختلفة من اللقاحات اللازمة للقضاء على المرض وجعلها في متناول الجميع .
وطالب الإعلان العلمي قادة الدول المتوطن فيها المرض ومسؤولي البرامج العالمية البقاء على التزامهم ومسؤوليتهم الكاملتين لوقف انتشار المرض، ولحكومات الدول المتوطن فيها المرض والشركاء العمل على تقوية إجراءات السلامة والأمان وتعميق المشاركة مع المجتمع وعلماء الدين للترويج لأهمية اللقاح والمساهمة في حماية فريق التطعيم والمتطوعين وذلك في ضوء الهجمات الأخيرة التي تمت على العاملين في المجال الصحي في كل من باكستان ونيجيريا .
في الجلسة الختامية للقمة
الأزهر: القمة والعمل على إيصال اللقاحات للفئات المستهدفة نوع من الجهاد في سبيل الله
الجلسة الختامية من القمة العالمية للقاحات التي عقدت، مساء أمس، ركزت على الأفكار والالتزامات الجديدة وتمكين المجتمعات من خلال تحقيق الشراكة فرصة للشركاء للتدبر والوفاء بالوعود تجاه تحصين الأطفال في كل مكان .
تحدث في الجلسة الدكتور وسام خضر من الأزهر الشريف، قال كم يسعدني أن أشارك ممثلاً عن دار الإفتاء المصرية في القمة العالمية للقاحات، وأؤكد أن الإسلام أقر الحفاظ على صحة الإنسان وأوجب على الإنسان اتخاذ الآليات للحفاظ على الصحة، إذن فأصبح حكماً شرعياً الوصول إلى أطفال العالم لتحقيق الصحة لهم، وشاركت المؤسسة الدينية في هذا الصدد بالفتاوى الدينية التي قلنا فيها أهمية المشاركة في هذه الحملة وقلنا إن المشاركة للتصدي لهذه الأمراض وإيصال اللقاحات للفئات المستهدفة والحفاظ على صحة الإنسان هو نوع من الجهاد في سبيل الله .
أضاف أن مؤسسة الأزهر سأمت مما ينشر ظلماً ضد الإسلام وذلك حينما رأينا من يقتل من يوصل اللقاحات للأطفال، والإسلام يدعو بكل قوة إلى اعطاء الأطفال الفرصة الكافية ليعيش الإنسان في سعادة، ويكون نافعاً لمجتمعه، وهذه القمة نعدها نوعاً من الجهاد في سبيل الله، وهذا رد على أولئك الذين يرفضون الطعومات .وقالت توشيكو آبي نائب وزير الخارجية وعضو في البرلمان الياباني نحن قطعنا شوطاً طويلاً ضد شلل الأطفال ورؤية عالم خال من شلل الأطفال أصبح أقرب من الواقع، وعلينا أن ننتهز هذه الفرصة لتحرير العالم من شلل الأطفال، وفي الشهر الماضي قدمت اليابان 5 ملايين دولار إلى نيجيريا وباكستان وقدمنا 5 .6 مليون دولار لدول إفريقية من خلال اليونسيف، واليابان تتعاون مع مؤسسة بيل غيتس، وفي عام 2013 اليابان تسهم ب 9 .1 مليون دولار للتحالفات لاستئصال شلل الأطفال، والشركات اليابانية التزمت بتطوير لقاحات ضد مختلف الأمراض .
وتوجه جو كاستيلو وزير التجارة والتطوير في إيرلندا بالشكر إلى حكومة الإمارات، وإلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، على استضافة القمة، وكذلك نشكر مؤسسة بيل غيتس، مضيفاً لفت نظري ما تم الحديث عنه في جلسات أمس أن الإسلام أدخل اللقاحات منذ قرون مضت وفق ما ذكره ممثل جامعة الملك عبدالعزيز في السعودية وهذا شيء رائع،، وأعلن عن تبرع ايرلندا ب100 مليون يورو للقضاء على شلل الأطفال .
وقالت ماهيما داتلا مديرة شركة بيولجيكل من الصعب أن نشارك في هذه القمة ولا نتأثر بما سمعن، والتطعيم من أولوياتنا، والشركات أسهمت في صناعة اللقاحات، واثنين من ثلاث لقاحات يتلقاها الأطفال تأتي من أسواق ناشئة، والأسبوع الماضي أعلنا تخفيض تكلفة اللقاح الخماسي بنسبة 30% بالتعاون مع مؤسسة بيل غيتس لإنقاذ الأرواح ما يسهم في توفير الموارد، وهذا يؤدي إلى مساهمة الشركة بحوالي 150 مليون دولار، حيث كان سعر اللقاح 5 .3 دولار وأصبح الآن 9 .1 دولار .
وقال خالد جفالي نائب رئيس مجلس الإدارة في شركة جفالي وإخوانه في السعودية أن العمل الخيري في السعودية، وفي العالم الإسلامي من عملنا الأساس ونحن لدينا عدة منتجات تخدم المرضى بما في ذلك المرضى الذين يحتاجون إلى الغسيل الدموي، وبالنسبة لنا ما نحاول القيام به نقل العمل الخيري من مستوى فردي إلى مستوى جماعي، وهذا ما بدأته أنا وزوجتي، وأضاف يحضر سنوياً إلى السعودية 6 ملايين شخص لأداء فريضة الحج لذلك نسعى إلى مواجهة أي جائحات والتصدي لها قبل وصول الحجاج إلى السعودية .
وقال جان بوك يسعدني أن اتحدث هنا باسم الدول في لجان الطفولة في الأمم المتحدة، وتمكنا من الوصول إلى رسالة للعالم أنه أخلاقياً لا يمكن أن نقبل للأطفال فرص غير متكافئة للوصول إلى أهدافهم واحتياجاتهم، والأمر الآخر أنه التغيير ممكن، وشعار اليونسيف العمل معاً ويمكن أن نحقق النجاح، ويسعدني أننا سنبدأ حملة 100% التي تهدف الى تلقيح كل طفل في العالم وسنجمع 100 مليون دولار خلال الخمس سنوات المقبلة سيخصص 50% منها للقضاء على شلل الأطفال و50% لمكافحة أمراض أخرى .
وفي نهاية الجلسة تحدث ادي اديبيتان مقدم برامج في بريطانيا والذي أصيب بشلل الأطفال منذ الطفولة، حيث شرح تجربته مع المرض وإصراره على النجاح، حيث قال أصبحت الآن عضواً في فريق كرة السلة لذوي الاحتياجات في بريطانيا، حيث أصبت بشلل الأطفال في عمر 5 شهور في نيجيريا، وأثر شلل الأطفال في قدمي وذراعي اليسرى، وبعد الإصابة لم أعد أتمكن من السير، وعندما ذهبنا إلى المملكة المتحدة عشت في لندن مع والدي ووالدتي، وكان حبي الأول كرة القدم، ووصلت إلى أولمبياد أنجلوس عام 1994 والأبطال وممثلي هوليود احتضنوني وكنت متحمساً لكرة القدم .
* * *
ميزانيتها الإجمالية 7 مليارات دولار
قمة اللقاحات تدعم خطة استئصال شلل الأطفال حتى 2018
أعلنت القمة العالمية للقاحات في يومها الثاني والأخير أمس، دعمها لأول خطة شاملة لاستئصال شلل الأطفال خلال ستة أعوام، تستهدف جميع أنماط المرض سواءً كان سببه فيروس شلل الأطفال البري أم الفيروس المشتق من اللقاح في آنٍ واحدٍ معاً، ودعت القمة قادة العالم والوكالات والأطراف الخيرية المانحة، إلى الالتزام بهذه الخطة عبر توفير ثلاثة أرباع تكاليفها التقديرية ومقدارها 5 .5 مليار دولار، كما دعوا المزيد من المانحين للالتزام بتوفير 5 .1 مليار دولار في المستقبل لضمان نجاح الخطة .
أبوظبي - الخليج:
وانخفض عدد الأطفال الذين أصيبوا بالشلل إلى أدنى مستوى له على الإطلاق العام الماضي، حيث وصل إلى 223 طفلاً ولم يزد هذا العدد على 19 طفلاً حتى الآن في هذا العام، ويرتبط مدى إلحاح الاستئصال بجوانب التقدم الهائل الذي أحرز عام ،2012 وبضآلة الفترة التي يمكن الاستفادة من الفرص فيها لإحراز التقدم وإيقاف انتشار جميع فيروسات المرض قبل أن تعاود إصابة البلدان التي خلت منه من قبل .
وتقول الدكتورة مارغريت تشان المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية: بعد فترة طويلة من مكافحة شلل الأطفال تضعنا هذه الخطة في مشهد المرحلة النهائية، فلدينا الآن معارف جديدة حول فيروسات شلل الأطفال وتكنولوجيات جديدة وأساليب جديدة تمكننا من الوصول إلى أكثر المجتمعات تعرضاً للمخاطر، بل إن الخبرات الواسعة النطاق والبنية التحتية والمعارف التي اكتسبناها من التخلص من شلل الأطفال يمكن أن تساعدنا في الوصول إلى جميع الأطفال، وجميع المجتمعات بالخدمات الصحية الأساسية .
وقد أعدّت المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال الخطة الاستراتيجية لاستئصاله وللمرحلة النهائية 2013-،2018 استناداً إلى مشاورات مستفيضة مع طيف واسع من الأطراف المعنية، والخطة مستمدة من الدروس المستفادة من النجاحات التي حققتها الهند في وصولها إلى حالة الخلوّ من شلل الأطفال في مطلع عام ،2012 كما تستمد الخطة أيضاً مضمونها من آخر المستجدات الحديثة في المعارف، حول خطر فيروسات شلل الأطفال المشتقة من اللقاح التي تدور في المجتمعات، وتضفي اللمسات التكميلية على خطط عمل الطوارئ المصممة وفقاً للاحتياجات، والتي تنفذ منذ العام المنصرم في البلدان التي لا تزال موطونة بشلل الأطفال مثل أفغانستان وباكستان ونيجيريا، ومن بينها الأساليب المتبعة في تلقيح الأطفال في المناطق التي تعاني من انعدام الأمن .
وفي القمة العالمية للقاحات، أعلنت الأطراف والوكالات القيادية في العالم ثقتها في قدرة الخطة على بلوغ عالم خالٍ من شلل الأطفال على الدوام بحلول عام ،2018 والتزمت بتقديم الدعم المالي والسياسي اللازم للتنفيذ، ويقول الدكتور أنطوني ليك، المدير التنفيذي لمنظمة اليونيسيف: إن التخلص من شلل الأطفال لن يقتصر على كونه عملاً فذاً في خدمة الإنسانية، بل إنه جزء ضخم من جهودنا التي نبذلها للوصول إلى كل طفل يصعب الوصول إليه وإعطائه مختلف اللقاحات المنقذة للأرواح .
إن الخطة الاستراتيجية لاستئصال شلل الأطفال تتصدى للتحديات الميدانية التي تواجه تطعيم الأطفال باللقاحات، والتي تشمل المناطق الحضرية المكتظة بالسكان والمناطق التي يصعب الوصول إليها والمناطق التي يفتقد فيها الأمن، كما تتضمن الخطة الاستفادة من الخبرات والموارد المستفادة من استئصال شلل الأطفال من أجل تقوية نظم المناعة في البلدان ذات الأولوية المرتفعة؛ كما أن هذه الخطة ترسم ملامح إجراءات التخطيط لكيفية الانتقال بالموارد والدروس المستفادة من المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال؛ ولاسيما في الوصول إلى أكثر الأطفال والمجتمعات حرماناً وتعرضاً للمخاطر، مما يواصل الاستفادة من تلك الموارد والدروس لخدمة الجهود الأخرى التي تبذل في الصحة عموماً .
وتشير التقديرات إلى أن الجهود التي بذلتها المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال ستعود بمنافع إجمالية صافية تراوح بين 40 و50 مليار دولار بحلول عام 2035 بما تؤدي إليه من خفض لتكاليف المعالجة ومن مكاسب في الإنتاجية، وفي مطلع شهر إبريل/ نيسان الجاري، صادق ما يزيد على 400 عالم وخبير في الصحة العالمية من شتى أرجاء العالم على الخطة التي وضعتها المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال، وأصدروا الإعلان العلمي حول استئصال شلل الأطفال، وأكدوا مجدداً إيمانهم الراسخ بإمكانية الوصول إلى عالمٍ خالٍ من شلل الأطفال بحلول عام 2018 .
وأبدى بيل غيتس، الرئيس المشارك لمؤسسة بيل وميلندا غيتس، ملاحظاته أثناء القمة العالمية للقاحات، وأشار إلى أهمية المنافع المتعددة للتخلص من شلل الأطفال وإلى الحاجة لتقديم التدخلات الصحية والتنموية للأطفال الذين يصعب الوصول إليهم، كما دعا الأطراف والوكالات المانحة الأخرى للالتحاق بالالتزامات طويلة الأمد من أجل ضمان التمويل الكامل لخطة المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال .
وقال: إن هذه الخطة لا تقتصر على كونها خطة لاستئصال شلل الأطفال، بل هي خطة عالمية للتمنيع تهدف إلى التخلص من شلل الأطفال مع تحسين الجهود المبذولة لحماية جميع الأطفال، بمن فيهم الأطفال الأكثر تعرضاً للمخاطر، وتقديم اللقاحات المنقذة لأرواحهم . إن التنفيذ الناجح لهذه الخطة يتطلب استثماراً ضخماً في وقت قصير من أجل بلوغ عالم خالٍ من شلل الأطفال، ودفع الأرباح والمكاسب للأجيال القادمة .
وأعلن أن مؤسسة بيل وميليندا غيتس ستتكفل بثلث التكلفة الإجمالية لميزانية هذه المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال التي ستنفذ على مدى ستة أعوام، حيث ستلتزم بدفع مبلغ 8 .1 مليار دولار بين العامين 2016-،2018 وسيتم تخصيص هذه الأموال لتمكين هذه المبادرة العالمية من العمل بشكل فعال لتحقيق جميع أهداف الخطة، وذلك لتشجيع المانحين على الالتزام بالتكاليف المتبقية لتنفيذ الخطة .
وانضم إلى بيل غيتس مجموعة جديدة من الأفراد المانحين الخيرين الذين أعلنوا دعمهم للتنفيذ الكامل للخطة، فوصلت الالتزامات الجديدة الإجمالية من الأطراف المانحة الخيرة لمصلحة مبادرة استئصال شلل الأطفال إلى 335 مليون دولار أضيفت إلى ميزانية الخطة ذات السنوات الست . وقد أثنى المانحون على التقدم الهائل الذي تم إحرازه نحو استئصال شلل الأطفال خلال العام الماضي .
كما أبدوا رغبتهم بالمساعدة في تغيير التاريخ وفي التخلص من شلل الأطفال باغتنام الفرصة السانحة الآن، ومن المانحين الجدد جاءت مؤسسة ألبرت يولتشي، مؤسسة الوليد بن طلال الخيرية - العالمية، مؤسسة بلومبيرغ الخيرية، مؤسسة كارلوس سليم، مؤسسة داليو الخيرية، مؤسسة جريتر أبرتونيتي التي أسسها كارل إيكاهن، مؤسسة الطاهر الخيرية .
وخلال القمة العالمية للقاحات جددت قيادات من البلدان الموطونة بشلل الأطفال تركيزها المتواصل على استئصال المرض، ورحبوا بالنطاق الموسّع للخطة من أجل تحسين نُظُم التمنيع، وقد أعلنت أطراف مانحة جديدة وطويلة الأمد منها كندا، ألمانيا، النروج، المملكة المتحدة ونيجيريا عن دعمها للخطة والتزامها بدعم أهدافها طويلة الأمد، مثنية على التركيز الواسع النطاق للخطة من أجل ضمان وصول الجهود المبذولة لاستئصال شلل الأطفال إلى أكثر أطفال العالم تعرضاً للمخاطر، ودعمها للتدخلات الصحية الأوسع نطاقاً .
كذلك جدد (الروتاري الدولي)، وهو المانح الرئيس للبرنامج الموسع للتمنيع، التزامه بما تعهد به حتى عام 2018 بجلب التمويل وحشد الدعم لاستراتيجية المرحلة الأخيرة، ويقول ساكوجي تاناكا رئيس الروتاري: حتى نتمكن من التخلص من شلل الأطفال إلى الأبد، علينا أن نعمل بسرعة لنحمي الأطفال والبلدان من عودة العدوى إليهم، ويحتاج ذلك إلى التزام القادة الوطنيين والمحليين في المواقع التي لا تزال متأثرة بالمرض وإلى الدعم المتواصل من البلدان المانحة، وإلى الالتزام الصارم من قبل الأبطال القائمين على التلقيح .
