عادي

يوم لهزيمة الملاريا عالمياً

02:26 صباحا
قراءة 4 دقائق

يشهد العالم كل عام، حدوث نحو 216 مليون إصابة بمرض الملاريا، تقضي على ما يقارب 655 ألف شخص . ولذلك يستحق هذا المرض، أن يكون له يوم عالمي، تشحذ فيه جهود مكافحته من جديد . ويحلّ هذا اليوم في 25 إبريل/ نيسان، وكان شعاره لهذا العام: الاستثمار في المستقبل، هزيمة الملاريا .

في صحيفة فاينانشيال تايمز، (25/4/2013)، كتب راي تشامبرز، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، (في الولايات المتحدة)، بخصوص الملاريا . . إنه تم تهيئة مليارات الدولارات لمكافحة الملاريا . حيث وُزع أكثر من 300 مليون خيمة قاتلة للحشرات . وأصبح العلاج الفعال متوفراً بصورة متزايدة، وإن يكن بصورة غير كافية . ويشهد العالم الآن تنسيقاً في مكافحة الملاريا أكثر من أي وقت مضى .

ويقول الكاتب، إن الوفيات الناجمة عن الملاريا، قد انخفضت بنسبة الثلث في العالم، والنصف في العديد من البلدان، وتستمرّ النسبة في الهبوط . ويضيف قائلاً: إننا نحْيي هذا اليوم العالمي للملاريا مع أكثر من مليون طفل، لم يكونوا ليعيشوا ليشهدوا يوم ميلادهم الخامس، من دون التزامنا المشترك بمكافحة المرض .

وفي موقع هفنغتون بوست، (25/4/2013)، كتبت لين فيذرستون، وزيرة التنمية الدولية في بريطانيا . . يطول تأثير الملاريا، أكثر من نصف سكان العالم، حيث يموت طفل كل دقيقة بسبب هذا المرض . وفي الدول الأسوأ تأثراً، يُحدث الملاريا أثراً مدمراً على الأنظمة الصحية والاقتصادات . وحين يُواجَه المرء بمثل هذه الحقائق الصارمة، يكاد يشعر بفقدان الأمل .

ولكنْ تطل من ظلمة هذه الكآبة، علامات أصيلة على أننا قد نكسب المعركة ضدّ الملاريا في نهاية المطاف . فهذا المرض آخذ بالانحسار في أنحاء العالم . وعلى مدى العقد الماضي، تضافرت الحكومات والمنظمات غير الحكومية، والمؤسسات الدولية، مثل الأمم المتحدة والبنك الدولي، لمحاربة هذا المرض، بينما أحرزت الحكومات الوطنية في الدول الأسوأ إصابةً، تقدماً حقيقياً في وضع برامج للسيطرة على الملاريا .

وتحذر الوزيرة من احتمال انفراط عقد التحالف الذي يكافح الملاريا . فالتمويل العالمي لمكافحة هذا المرض، يكفّ عن النموّ، وهو عرضة لخطر الهبوط في السنوات المقبلة، مما يهدد بعكس اتجاه التقدم الذي تم إحرازه خلال عقد من الزمن . وتقول الكاتبة إن على المجتمع الدولي، الاستمرار في تقديم الدعم، كيْ لا تذهب المكاسب التي تحققت أدراج الرياح .

وتقول الوزيرة، إن المملكة المتحدة لن تقف مكتوفة الأيدي، بينما يعاني ملايين الناس هذا المرض الذي يمكن الوقاية منه وعلاجه بصورة تامة . وتضيف قائلة: لقد حان الوقت لأن يتضافر المجتمع الدولي من جديد، ويفي بالتزاماته . ونحن في حاجة إلى عشر سنوات أخرى من مكافحة الملاريا . ولعل المكافأة تكون إنقاذ مليون طفل آخر . .

وفي صحيفة الغارديان، (25/4/2013)، كتبت الصحافية المستقلة، ايميلي فيل: إن جهود تشجيع الاستثمار في منع الملاريا ليست شيئاً جديداً، ولكنها تكتسب معنى جديداً هذا العام مع استكمال الصندوق الدولي لمحاربة الإيدز، والسلّ والملاريا- الذي يموّل 60-70% من جميع الاستثمارات العالمية في الملاريا- المقرر تنفيذها في الخريف .

وتنقل الكاتبة عن بريان غرينوود، أستاذ الطب المداري في كلية لندن لعلم الصحة والطب المداري قوله، كان الوضع مع الملاريا قبل 10-15 عاماً مروعاً . ومنذئذٍ نحرز تقدماً مضطرداً، بفضل التمويل الثابت، والصندوق الدولي الذي لعب دوراً رئيساً .

وتقول الكاتبة، إن الأرقام خير شاهد: فمنذ عام ،2000 انخفضت معدلات الوفاة العالمية بسبب الملاريا بنسبة 25% (وبنسبة الثلث في إفريقيا، أسوأ القارات المتأثرة بالمرض)، كما أن هنالك 50 دولة الآن، تسير على طريق تخفيض الإصابة بالملاريا بنسبة 75% بحلول عام 2015 .

وتضيف الكاتبة، إن الطريق لا يزال طويلاً للقضاء على المرض . وتنقل عن غرينوالد قوله، في السابق، كان يوجد مليون حالة وفاة في العام، بسبب الملاريا، وقد انخفضت إلى 600 ألف . وهذا تقدم جيد، ولكن كون 600 ألف شخص، بينهم الكثير من الأطفال، لا يزالون يموتون كل عام، جراء مرض يمكن منعه، لا يشكل خبراً مفرحاً .

وفي صحيفة بلتيمور صَن، (25/4/2013)، كتبت كارولين وو، (رئيسة ومديرة جمعية الغوث الكاثوليكية، في مدينة بلتيمور الأمريكية)، إن الملاريا مشكلة مأساوية- يمكن التغلب عليها . وهي تُزهق روح طفل كل دقيقة جنوب الصحراء الإفريقية، ويقضي مليون شخص نحبهم من الملاريا كل عام . كما أن هذا المرض يخنق التنمية الاقتصادية، إذ يمنع التلاميذ من الالتحاق بالمدارس، والكبار من الالتحاق بالعمل .

وتقول الكاتبة، إن جهوداً منسقة لاستئصال الملاريا، تجري الآن على قدم وساق، وكان لها، وسيكون، أثر عميق إذا تضافرت جهودنا جميعاً معاً . وقد استمرت الوفيات بسبب الملاريا بالتصاعد منذ عقود، حتى بلغت 8 .1 مليون شخص عام 2004 . ثم جاء الالتزام الدولي لمكافحة الملاريا، فتم تحقيق هبوط حادّ في الوفيات، الأمر الذي لم يكن يخطر بالبال قبل جيل مضى .

وفي صحيفة الغارديان، (24/4/2013)، كتب ديفيد كاسلو، مدير مبادرة لقاح الملاريا في جمعية باث، (التي تأسست بمنحة من مؤسسة بيل وميليندا غيتس، عام 1999) . . عن آفاق ابتكار لقاح لمرض الملاريا: على الرغم من أن أبحاثاً طبية أساسية لا تزال جارية، فقد تم إحراز تقدم كافٍ على صعيد إمكان وجود لقاح ضد الملاريا . ومع اقترابنا من احتمال وجود لقاح مرخّص، من الضروري فهم كيفية اختلاف دوره عن الأدوار التي تلعبها اللقاحات المرخصة الأخرى .

ويضيف الكاتب موضحاً، إن لقاحات الملاريا سوف تُستخدَم إضافة إلى الإجراءات الأخرى، لا بديلة عنها . وخلافاً للقاحات أمراض مثل شلل الأطفال والجدري، لا نتوقع، ولا ينبغي أن نتوقع من لقاح الملاريا أن ينهض بالعبء الثقيل كله . فهو سيؤدي مفعوله مع تدخلات أخرى .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"