عادي
أوباما: العدوان الروسي على أوكرانيا تهديد للعالم

قمة العشرين تنطلق وسط أجواء توتر بين روسيا والغرب

03:35 صباحا
قراءة 4 دقائق
بدأ قادة الدول الكبرى في العالم اجتماعاتهم أمس السبت، في مدينة بريزبين الأسترالية في إطار قمة مجموعة العشرين مع طغيان قضايا وباء إيبولا والمناخ والتوتر الدبلوماسي بين روسيا والغرب على المشاورات التي تتناول الاقتصاد العالمي .
وعشية القمة التي تستمر حتى اليوم الأحد، تبنت بريطانيا وأستراليا لهجة حادة حيال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن الولايات المتحدة "تعارض العدوان الروسي على أوكرانيا والذي يشكل تهديداً للعالم"، في حين اختصرت صحيفة "كوريير ميل" الأسترالية الوضع بنشر صورة على صفحتها الأولى لدب يرتدي الميدالية السوفييتية في مواجهة كنغر بقفازي ملاكم .
وكان بوتين عقد لقاءات ثنائية على هامش القمة مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند . وتصافح بوتين مع كاميرون أمام الكاميرات، لكنهما فضلا الحديث خلال جلسة مغلقة، وهو ما قالت وسائل الإعلام الروسية إنه دليل على حدة التوتر .
وقال المتحدث باسم الكرملين في ختام اللقاء إن الجانبين أعربا عن "اهتمامهما بإصلاح العلاقات (بين روسيا والغرب) وتبني تدابير فاعلة لتسوية الأزمة الأوكرانية، ما من شأنه تسهيل التخلي عن المشاعر المتعارضة" .
وقالت وسائل إعلام بريطانية إن كاميرون كان "واضحاً"، فإما تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في مينسك، وهذا من شأنه تحسين العلاقات، وإما "أننا قد نرى الأمور تسير بطريقة مختلفة كثيراً في ما يتعلق بالعلاقات بين روسيا وبريطانيا وأوروبا والولايات المتحدة" .
في المقابل، بدأ بوتين وهولاند الحوار أمام الصحفيين بالدعوة إلى التهدئة، في حين تختلف باريس وموسكو حول تسليم سفينة ميسترال الذي أخرته فرنسا .
وقال بوتين في بداية محادثته مع هولاند "علينا أن نبذل كل ما هو ممكن لتقليل المخاطر والتبعات السلبية على علاقاتنا الثنائية" . كما عقد الرئيس الروسي جلسة محادثات منفصلة مع المستشارة الالمانية انجيلا ميركل، وانضم رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر بصورة مفاجئة إلى المحادثات التي تركزت حول تطورات الوضع في أوكرانيا . وكانت ميركل قللت من الآمال المعقودة على هذه القمة، قائلة، "لا أعد نفسي بتغييرات نوعية مفاجئة" مستبعدة أن تؤدي القمة إلى حدوث تقارب مع بوتين .
وفي وقت سابق نفى المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف صحة تقارير تحدثت عن اعتزام بوتين مغادرة القمة قبل انتهائها بسبب كثرة الانتقادات إلى السياسة الروسية حيال الأزمة الأوكرانية . ونقلت وكالة أنباء (إنترفاكس) الروسية عن بيسكوف قوله إن بوتين سيظل في القمة لحين انتهائها .
واستمر التوتر في المنطقة مع مقتل خمسة مدنيين بينهم طفلان وإصابة 12 في قصف مدفعي على مدينة غورليفكا التي يسيطر عليها الانفصاليون في شرق أوكرانيا . كما أعلنت السلطات الأوكرانية مقتل ثلاثة جنود إضافيين في أعمال عنف بين الجيش والانفصاليين، ليرتفع بذلك إلى سبعة عدد العسكريين الأوكرانيين الذين قتلوا في الساعات ال24 الأخيرة .
وذكر تقرير لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا أن ضباطاً من الجيشين الأوكراني والروسي حددوا جدولاً زمنياً للبدء بإقامة منطقة عازلة على طول خط الصراع في المنطقة .
وفي ما يتعلق بالمناخ، حاول الرئيس الأمريكي باراك أوباما وضع التغير المناخي في صلب مناقشات قمة العشرين . وأعلن في خطاب ألقاه في جامعة بريزبين على هامش القمة مساهمة بقيمة ثلاثة مليارات دولار إلى الصندوق الأخضر في الأمم المتحدة من اجل المناخ .
ويفترض أن تصادق دول المجموعة، التي تمثل 85% من الثروة العالمية، على خطة ترمي إلى تسريع نمو إجمالي ناتجها الداخلي في وقت يتباطأ فيه الاقتصاد العالمي بينما الولايات المتحدة هي المنطقة الوحيدة التي يتقدم اقتصادها بقوة .
وقال أوباما في هذا الصدد "لا يمكن انتظار أن تحمل الولايات المتحدة الاقتصاد العالمي على ظهرها"، مضيفاً "هنا في بريزبين تتحمل مجموعة العشرين مسؤولية التحرك وتحفيز الطلب والاستثمار بشكل أكبر في البنى التحتية وخلق وظائف للناس في جميع بلداننا" . (وكالات)

القادة يتعهدون القضاء على "إيبولا"

وعد قادة دول مجموعة العشرين خلال قمتهم في أستراليا أمس السبت، ببذل كل الجهود الممكنة "للقضاء" على وباء إيبولا الذي أودى بحياة أكثر من خمسة آلاف شخص في غرب إفريقيا .
وقال القادة، في بيان إن "أعضاء مجموعة العشرين يتعهدون فعل ما يجب للقضاء على الوباء وتغطية انعكاساته الاقتصادية والإنسانية في الأمد المتوسط" . وأكد بيان المجموعة "سنعمل عن طريق التعاون الثنائي والإقليمي والمتعدد الجنسيات وبالتعاون مع جهات غير حكومية" . إلا أن البيان لا يتضمن أي التزام مالي واضح . ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قادة الدول الأكثر ثراء في العالم إلى تعزيز جهودهم للتصدي للوباء القاتل بهدف تفادي أزمة غذائية كبيرة . وقال إن "عدد الحالات يتراجع في منطقة لكنه يزداد في مناطق أخرى وانتقال (الفيروس) أسرع من رد المجتمع الدولي"، داعياً دول مجموعة العشرين إلى "تكثيف" جهودهم .
وفي عريضة مشتركة، طالبت منظمات غير حكومية بينها اوكسفام و"سيف" دول مجموعة العشرين التي تمثل 85 في المئة من الثروة العالمية إلى توحيد جهودها لتامين ما يكفي من التمويل والطواقم البشرية والتجهيزات لمواجهة تحديات "إيبولا" . (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"