عادي

الأزمات الإنسانية تقهر الأمم المتحدة

01:59 صباحا
قراءة 3 دقائق
إعداد: عمر عدس وصباح كنعان

تواجه الأمم المتحدة اليوم وضعاً غير مسبوق في تاريخها، حيث يتعين عليها أن تتعامل مع عشر أزمات إنسانية على الأقل عبر العالم في وقت واحد . ولهذا فهي تبدو عاجزة أمام هذه المهمة الهائلة . وهذا موضوع ناقشه ثاليف دين، رئيس مكتب وكالة "إنتر برس سرفيس" في الأمم المتحدة ومديرها الإقليمي في أمريكا الشمالية، في مقال جاء فيه:
تخوض الأمم المتحدة معركة خاسرة ضد أزمات سياسية وإنسانية في عشر من "البؤر الساخنة" المستفحلة في العالم .
ويقول الأمين العام بان كي مون إنه حتى الدول الأعضاء ال 193 في الأمم المتحدة لا تستطيع حل هذه النزاعات الجامحة .
وقالت المتحدثة باسم الأمم المتحدة ستيفاني دوجاريك: "نحن بحاجة إلى مزيد من الدعم ومزيد من العون المالي . ولكن الأهم هو أننا بحاجة إلى حلول سياسية . غير أن أي بلد، مهما كان قوياً وكثير الموارد، بما في ذلك الولايات المتحدة، لا يستطيع أن يفعل ذلك بمفرده" .
والبؤر الساخنة السياسية المحتدمة حالياً في العالم تشمل سوريا، والعراق، وليبيا، واليمن، وجنوب السودان، والصومال، وأفغانستان، وأوكرانيا، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وجمهورية إفريقيا الوسطى- ولا ننسى أيضاً بلدان غرب إفريقيا التي تتصارع مع انتشار مرض "الإيبولا" الفتاك .
وتاريخياً، كانت الأمم المتحدة تتعامل مع أزمة واحدة أو اثنتين في وقت واحد . أما التعامل مع عشر أزمات في وقت واحد، فهو، كما قال الأمين العام، نادر وغير مسبوق في ال70 سنة من تاريخ الأمم المتحدة . ومع أن المجتمع الدولي يتطلع إلى المنظمة الدولية لكي تحل هذه المشكلات، إلا أن بان قال: "الأمم المتحدة لا تستطيع التعامل مع الوضع الحالي بمفردها . نحن نحتاج إلى قوة وتضامن جماعيين، وإلا فإن عالمنا سيواجه المزيد والمزيد من المتاعب" . غير أن غياب القوة الجماعية صارخ .
وقالت شانون سكريبنر، مديرة السياسة الإنسانية في منظمة "أوكسفام أمريكا"، إن الوضع خطر، وإن "أوكسفام" (منظمة دولية للإغاثة) شديدة القلق . وأشارت إلى أنه في نهاية ،2013 كانت النزاعات العنيفة وانتهاكات حقوق الإنسان قد شردت 51 مليون إنسان - وهذا أكبر رقم سجل يوماً .
وفي ،2014 وجهت الأمم المتحدة نداء من أجل مساعدة 81 مليون إنسان، بمن فيهم نازحون ومهجرون، وآخرون تأثروا نتيجة لنزاعات طويلة الأمد وكوارث طبيعية .
وفي الوقت الراهن، يستجيب نظام المساعدة الإنسانية الدولي لأربع أزمات طارئة - أي تلك التي تعتبرها الأمم المتحدة الأكثر حدة والأوسع نطاقاً - وهي جمهورية إفريقيا الوسطى، والعراق، وجنوب السودان، وسوريا . وقالت سكريبنر إن هذه الأزمات وحدها تركت 20 مليون إنسان معرضين لسوء التغذية، والأمراض، والعنف والموت، وهم بحاجة إلى مساعدة وحماية .
وهناك أيضاً أزمات في اليمن، حيث يحتاج شخصان من بين كل ثلاثة إلى مساعدة إنسانية، وغرب إفريقيا، حيث طلبت ليبيريا وسيراليون وغينيا مساعدات بقيمة 8 مليارات دولار لمواجهة أزمة "إيبولا"، والصومال، حيث انقطعت التحويلات المالية للمغتربين والمهاجرين، والتي كانت تبلغ 3 .1 مليار دولار في السنة وتعد شريان حياة بالنسبة إلى ملايين يحتاجون إلى مساعدة إنسانية . يضاف إلى كل ذلك أزمة الهجرة واللاجئين في حوض المتوسط، حيث يموت آلاف وهم يحاولون الفرار من أوضاع رهيبة في بلدانهم .
وتقول الأمم المتحدة إنها تحتاج إلى نحو 16 مليار دولار حتى تستطيع تلبية الاحتياجات الإنسانية، بما فيها الغذاء، والطبابة والمأوى، لأكثر من 55 مليون لاجئ ونازح عبر العالم . ولكن المتحدثة ستيفاني دوجاريك قالت (في 20 إبريل/ نيسان) إن جميع العمليات الطارئة للأمم المتحدة "تفتقر للتمويلات" .
وفي مارس/ آذار، استضافت الحكومة الكويتية مؤتمراً نظمته الأمم المتحدة حول تقديم مساعدات إنسانية إلى سوريا، تعهدت خلاله الدول والجهات المانحة بتقديم أكثر من 8 .3 مليار دولار . ولكن الأمم المتحدة توجه نداءات لتقديم تمويلات أكثر حتى تبلغ هدفها المحدد ب4 .8 مليار دولار كمساعدات لسوريا حتى نهاية 2015 . وقالت دوجاريك: "نريد دعماً أكبر ومساعدة مالية أكبر . ولكن الأهم هو أننا نحتاج إلى حلول سياسية" .
غير أن معظم الأزمات تبقى من دون حل أو في طريق مسدود، ويعود ذلك أساساً إلى انقسامات حادة داخل مجلس الأمن الدولي - الهيئة السياسية الوحيدة للأمم المتحدة التي تملك سلطات لحل النزاعات المسلحة .
وقد سئلت سكريبنر عما إذا كان المجتمع الدولي يفعل ما فيه الكفاية، فأجابت بأنه لا يوجد علاج سريع للتعامل مع هذه الأزمات عبر العالم، لأن هناك الكثير جداً من المشكلات، مشيرة إلى أن اقتصادات الحرب تعززت نتيجة لشحنات الأسلحة، والتوترات العرقية، وغير ذلك .
وفي الحقيقة، نظام المساعدة الإنسانية الدولي لم يبن للتعامل مع أزمات القرن الحادي والعشرين .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"