تحرير مناطق غربي تعز واستعادة القصر الجمهوري

حققت المقاومة الشعبية والجيش الوطني في محافظة تعز تقدماً كبيراً في جبهتي القتال في محيط القصر الجمهوري ـ داخل مدينة تعز ـ وجبهة القتال في منطقة الضباب، وأفادت مصادر المقاومة بأن جبهات القتال عموماً اشتعلت أمس، في المدينة وجبهة الضباب، بالتزامن مع قيام بوارج التحالف وطائرات الأباتشي بقصف مواقع المتمردين قرب مدينة المخا ومينائها على ساحل البحر الأحمر.
وقال مصدر مقرب للعميد الركن عدنان الحمادي قائد جبهة الضباب، لـ«الخليج» إن وحدات الجيش الوطني الموالي للشرعية مسنودة بالمقاومة الشعبية بقيادة الحمادي، استعادت السيطرة على مواقع كانت تحت أيدي ميليشيات الحوثي وصالح، في عملية هجوم واسعة ونوعية أطلق عليها «الثأر للطفل فريد»، وتمكنت من إحراز تقدم كبير وسط انهيار وتهاوي للميليشيات وفرار عناصرها من المواجهات.
وأوضح: سيطر الجيش الوطني على كل من منطقة ميلات وتبة الجزار وتبة المنعم وتبة سرور، مروراً بالتبة الحمراء وفندق الحرمين وتبة الكربة وحتى المقهاية وصولاً إلى جبل ذالح المطل على منطقة الربيعي، وغنم الجيش الوطني العديد من الأسلحة والذخائر التي تركتها الميليشيات قبل أن تلوذ بالفرار.
وأبلغت قيادة الجيش الوطني في جبهة الضباب أمس، المواطنين بأن خط الربيعي الضباب مغلق، داعية المواطنين عدم استخدامه، كون الميليشيات «تقوم بتجميع السيارات واتخاذ المواطنين دروعاً بشرية لإدخال التعزيزات».
وداخل مدينة تعز نفسها تمكنت المقاومة الشعبية في ساعة مبكرة من يوم أمس من استعادة السيطرة على مقر القصر الجمهوري «قصر الشعب»، شرقي المدينة، بعد معارك ضارية سقط فيها عشرات الحوثيين والقوات الموالية لصالح، وعدد من أفراد المقاومة، قبل أن تضطر المقاومة لاحقاً ـ بعد ساعات ـ من الانسحاب تكتيكياً من داخل القصر، تجنباً لنيران مدفعية الميليشيات المطلة على القصر.
وأكد عبدالتواب أحمد المقطري، أحد الناشطين في المقاومة الشعبية بتعز لـ«الخليج» أن الحوثيين والقوات الموالية للمخلوع تمكنت من فرض سيطرتها على مقر القصر ومحيطه بعد اشتباكات عنيفة، فجر أمس، استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة، مشيراً إلى أن قوات من الجيش الوطني وغطاء جوي من قوات التحالف، دعم تحقيق المقاومة لهذا الإنجاز.
وذكرت مصادر طبية أن 13 مقاتلاً حوثياً قتلوا في الاشتباكات في تعز إلى جانب ثمانية مقاتلين من المقاومة، في حين كانت جبهات القتال تشتعل في مناطق متفرقة من المدينة، ودارت أشرس المواجهات في حي الكمب وقرب منزل المخلوع، شرقي المدينة.
وأفادت مصادر محلية بهروب العميد حمود الحارثى، قائد قوات الأمن الخاصة الموالية صالح، والحوثيين من منطقة المواجهات في مقر قوات الأمن الخاصة. وفي الأثناء قصفت مقاتلات التحالف العربي مواقع تمركز ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح، في القصر الجمهوري ومحيطه وقصر صالة. وأفاد مصدر محلي في تعز بأن ميليشيات الحوثي وصالح، قصفت مستشفى الثورة في مدينة تعز، ضمن قصفها العشوائي على أحياء المدينة واستهدافها للمدنيين، وأكد أن القذائف سقطت على أقسام المستشفى، حيث سقطت إحداها على قسم إسعاف مرضى حمى الضنك بالمستشفى، ظهر أمس، فيما سقطت قذيفة أخرى في قسم الرقود، وجراء ذلك أعلنت إدارة المستشفى التوقف عن استقبال حالات مرض «حمى الضنك» أمس، حتى تستقر الحالة في المستشفى بعد القصف المستمر عليه. وتحدث عن 3 قتلى بالقصف الذي استهدف مستشفى الثورة.
وكان لافتاً أمس شن بوارج التحالف العربي ومروحيات الأباتشي، قصفاً عنيفاً على مواقع ميليشيا الحوثي على الشريط الساحلي في المخا غربي محافظة تعز، تزامناً مع التقدم الذي حققه رجال المقاومة في مدينة تعز ومنطقة الضباب جنوبها. وكانت مقاتلات التحالف قد قصفت ميليشيا الحوثي في القصر الجمهوري ومواقع شرقي المدينة.
واستهدف طيران التحالف مجدداً مواقع الميليشيات في منطقة السوادية في محافظة البيضاء، وضربت مقاتلات التحالف أمس، تحركات للميليشيات في منطقة الجدعان والمخدرة في محافظة مأرب.
وفي محافظة صعدة استهدف الطيران العربي جسراً في مديرية مجز واستهدف مواقع للميليشيات في منطقة حيدان.
وذكرت مصادر محلية في صعدة أن التحالف استهدف مخزن أسلحة في منطقة حيدان، أعقبها انفجارات عنيفة استمرت منذ مساء السبت وحتى وقت مبكر من صباح أمس الأحد. كما شن التحالف أيضاً أربع غارات على منطقة الجمعة ومنطقة وادي خير بمديرية غمر وحيدان. كما استهدف تحركات للحوثيين في منطقه الجمعة ومنطقة وادي خير.
وكان الطيران العربي نفذ مساء السبت، عشرات الغارات على مواقع عسكرية وتجمعات للميليشيات في مديرية حرض الحدودية مع السعودية، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى وخسائر كبيرة في العتاد العسكري والتموين الغذائي.