تطوير المدن الذكية

03:48 صباحا
قراءة دقيقتين
ليونيد بيرشدسكي*

لا شك في أن السعي الحثيث الذي تقوم به البشرية الآن للتحول إلى المدن الذكية أمر جلي، ولكن هل نقوم بذلك بالطريقة الصحيحة، أم أن الطريقة التي نتبعها خاطئة؟ هنالك الكثير من الجدل النظري الذي دار حول هذه المسألة التي تتسع للكثير من النظريات، ولكن يجب أولاً إيجاد الإطار المحدد الذي يتم فيه تعريف المدن الذكية، والغرض من تطويرها وإنشائها، وأيضاً تحديد الهدف الذي نصبو إليه من ذلك.
وعندما يحاول البعض التفكير في هذا الأمر، فإنه يواجه الكثير من الجوانب غير الواضحة، أو المعقدة في المسألة، مثل عدم وضوح الرؤية في ما يتعلق بالغرض من تطوير المدن الذكية، أو الطرق التي يمكن بها تحقيق ذلك، والفائدة التي سيجنيها المواطنون، والمجالات التي يجب أن تعطى الأولوية.
اطلعت مؤخراً على دراسة ألقت الضوء على الكثير من المسائل الحساسة في ما يتعلق بأهداف وأغراض المدن الذكية، والهدف من تطويرها، وتغيرت بعد ذلك الكثير من الأفكار التي كنت أؤمن بها في هذا الشأن، أولها أن التحول إلى مدينة ذكية أمر ليس من السهولة بمكان، بسبب الكثير من المشاكل التي توجد على طريق ذلك التحول، مثل العقبات الاقتصادية التي يتمثل أبرزها في القدرة على خفض التكاليف المرتبطة بتطوير المدن الذكية، خاصة بعد الأزمات الكثيرة التي عانتها الاقتصادات العالمية خلال السنوات الماضية.
هذا الأمر أدى إلى أن يصبح التحول في حد ذاته أمراً صعب المنال بالنسبة إلى الاقتصادات التي تأثرت أكثر من غيرها بالأزمة المالية العالمية، الأمر الذي يستوجب إيجاد إطار عمل عالمي موحد يسهل على المدن والقائمين عليها تحقيق هذا التحول، من خلال استغلال جميع الموارد المتاحة بطريقة فعالة. هنالك الكثير من العوامل التي يمكن أن تسهل تحقيق هذه الأهداف، ولا شك في أن الدور الذي تتحمله الشركات الخاصة كبير جداً، إضافة إلى الحكومات التي يتعين عليها الانفتاح على التكنولوجيا واستخدامها في الخدمات التي تقدمها للجمهور.
هذه الخدمات تستمد قوتها أولاً من البيئة الجيدة التي توفرها النظم والقوانين التي توفر للشركات والمؤسسات، وحتى القطاعات الحكومية، الفرصة للتطور والنمو، فضلاً عن توفير أطر قانونية وتجارية يمكن بها استقطاب شركات التكنولوجيا الكبرى حول العالم.

* «بلومبيرج»

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"