بالالتزام ننجح

05:24 صباحا
قراءة دقيقتين

حينما قررت الدولة تخفيف القيود على الخروج، وأعطت الناس فسحة للأمل، وفتحت المحلات والمراكز التجارية وقلّلت ساعات التعقيم الوطني، فإنها اعتمدت في ذلك على ثقتها بوعي أفراد المجتمع بكل مستوياته وفئاته مواطنين ومقيمين، ودعماً لحركة التجارة والاقتصاد الوطني، واضعة الثقة بكل الأطياف، في التاجر حتى يعود لممارسة تجارته وأصحاب المهن ليعودوا إلى أعمالهم، وأصحاب المراكز التجارية والشركات لأداء دورها الحيوي في ديمومة الاقتصاد وانتعاش حركته مرة أخرى، وفي أفراد المجتمع بالاستمرار في الالتزام بالاحتياطات والاحترازات المفروضة، مثل لبس الكمامات والقفازات والالتزام بالتباعد الجسدي، وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى خصوصاً بعد بدء ساعات التعقيم الوطني.
للأسف ما لمسناه يعكس شيئاً يدعو للتعجب والحزن من طريقة التعامل مع ما تقدمه الحكومة من جرعات تحفيزية اعتماداً على الوعي والترابط الكلي، وثقة بأن كل جهة ستؤدي دورها على أكمل وجه لنجاح هذه التخفيفات لتعود الحياة إلى مسارها الطبيعي تدريجياً، فبعض التجار ما زالوا يسرحون ويتلاعبون بالأسعار استغلالاً لهذا الظرف الاستثنائي، وبعض الجهات العقارية الكبرى ما زالت تسرح موظفيها بالرغم من قرارات وزارة الموارد البشرية والتوطين ولا تسدد التزاماتها المالية لمختلف الشركات، هذا من جهة ومن جهة أخرى تطالب المشترين لعقاراتها بالسداد الفوري أو مواجهة سحب العقارات منهم من دون مراعاة لتوجيهات الحكومة من تقديم تسهيلات وتخفيف أعباء هذا في المقام الأول.
أما فيما يخص ما حدث بعد السماح للمحلات والمراكز التجارية بالعودة لممارسة النشاط التجاري مع الالتزام بالاحترازات المفروضة فحدث ولا حرج، فبعض المراكز تعاملت بشكل عشوائي اعتباطي، فلا توجيهات ظاهرة ولا جلية، سوى قياس الحرارة عند المداخل والتأكد من لبس الكمامات، أما الباقي فمتروك لرحمة الله، فجل المراكز التجارية تفتقد للقدر الكافي من رجال الأمن الداخلي الذين عليهم أن يوجهوا الناس ويضبطوا إيقاع الالتزام، المحلات تطبق الاحترازات على ما تهوى، حتى في محال الهايبر ماركت والسوبرماركت والجمعيات التعاونية نرى الموظفين لا يمارسون ذلك الالتزام المطلوب، خصوصاً فيما يخص التباعد الجسدي.
أما فيما يخص الناس فكأنهم فهموا قرار الحكومة في التخفيف وعودة النشاط التجاري نهاية للأزمة، وكأننا تخلصنا من فيروس كورونا نهائياً، فلا تباعد جسدي يتم الالتزام به في الأماكن العامة أو المراكز التجارية أو المحلات، وعاد الناس للخروج و للتزاور بل للولائم والتجمع والسهر والسمر، بلا شك كلنا يرجو أن تنتهي هذه الغمة وهذا البلاء، ويطلبه ويبتهل لله ليلاً ونهاراً أن يحدث.
الوعي، خصوصاً في مثل هذا الوقت مطلوب، بل مطلوب جداً، والالتزام هو ما سيجعل توجه الحكومة في تخفيف القيود ناجحاً وعملياً، بأداء كل جهة لدورها الوطني والإنساني والاجتماعي، وأداء كل فرد لما هو منوط به حماية لنفسه وأهله وناسه ومجتمعه ووطنه، الالتزام بكل أشكاله سيجعلنا ننجح ونتجاوز، ليس هذه الأزمة، بل كل الأزمات.
دعونا نلتزم جميعاً فالوطنية هي الالتزام.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"