الإرهاب الفاشل في سيناء

02:33 صباحا
قراءة دقيقتين
مفتاح شعيب

ليست المرة الأولى التي تُحبط فيها قوات الأمن المصرية مخططات إرهابية تستهدف الآمنين في المناسبات الدينية والاجتماعية، وآخرها تفكيك خلية تكفيرية خططت لتنفيذ عمليات خلال أيام عيد الفطر المبارك. ولولا الاستباق الأمني لتمكن الإرهابيون من ارتكاب جرائم إضافية تزيد من آلام الشعب المصري جراء غدر الإرهاب وتحريض المتطرفين.

سيناء المصرية الضاربة في التاريخ والشاهدة على حقب متقلبة من الأحداث، تحتفظ بصفحات مضيئة في مقاومة كل أنواع الشرور. ومنذ تفجيرات طابا و«دهب» وشرم الشيخ أواسط العقد الماضي، ما زالت مسرحاً لجرائم الإرهاب التي استفحلت عقب الإطاحة بنظام الرئيس الراحل حسني مبارك، واتسعت بعدما أسقط الشعب المصري وجيشه، نظام «الإخوان» عام 2013، وشهدت أوجها في نوفمبر 2017 عندما تجرأ الإرهابيون على بيت من بيوت الله في مدينة «بئر العبد»، حيث سقط أكثر من 300 من المصلين شهداء في ضربة غادرة استنكرها العالم أجمع.

لكنّ المتطرفين ومن يدعمونهم بالمال والسلاح والإعلام يريدون أن يختلقوا واقعاً كاذباً يرمي إلى تشويه الحقائق والمسّ بالقوات المصرية بادّعاء استهداف المدنيين في سيناء. مع أنه ليس هناك جيش وطني أو دولة مسؤولة يمكن أن تستهدف مواطنيها تحت أي ظرف من الظروف أو ذريعة من الذرائع. ولأن حبل الكذب قصير؛ فإن الحقائق والشواهد عديدة على العبث الإرهابي الذي يتساقط تباعاً بجهود الأجهزة الأمنية لحماية أهالي سيناء الذين يتأملون الخير والسلام والعيش آمنين.

ما يحدث في شمال شبه الجزيرة المصرية حرب فعلية على عصابات إرهابية استباحت كل شيء، ولم تعد تراعي حرمة للوطن ومواطنيه. وفي هذه الحرب يسقط شهداء من خيرة أبناء مصر في الجيش ومختلف الأجهزة الأمنية. ورغم التضحيات الجسيمة، فقد تمكنت الدولة من تحقيق نجاحات ملموسة لبسط الأمن والاستقرار وحفظ الأرواح والأملاك العامة والخاصة. أما الهدف الأكبر فقد كان إحباطاً مخططاً واسع النطاق كان يهدف إلى اقتطاع جزء من أرض سيناء لتكون فضاء خاصاً للإرهاب ومنطلقاً لضرب عموم مصر. وبفعل الصبر والتضحيات وقوافل الشهداء، ارتد ذلك المخطط كابوساً على مدبّريه، لتصبح سيناء مقبرة للإرهاب وبدأت تقترب من يوم الحسم النهائي.

الجاهزية والكفاءة اللتان تتمتع بهما الأجهزة المصرية أجهضت عدداً كبيراً من العمليات الإجرامية. وما تزال الأخطار قائمة، لأن من يخططون للشر يواصلون محاولين النيل من الأمن العام. وأمام العجز عن مواجهة قوات إنفاذ القانون، تلجأ فلول الإرهابيين إلى استهداف المدنيين وترويعهم بالقتل والنهب والتخريب، وقد تكررت تلك الجرائم في مناطق العريش ورفح والشيخ زويد. وقد كان الرد قوياً يعبر عن التحام الجيش والشعب ضد عدو لا يعرف الإنسانية ويستمد إيديولوجيته من مرجعيات آسنة بالحقد والكراهية. وحتى في ظل الإجراءات المتخذة عالمياً لحماية البشرية من وباء فيروس كورونا، لم يتوقف الإرهاب عن التخطيط للغدر وسفك الدماء، ليؤكد مجدداً أنه ليس عدو شعب أو فكر فقط؛ بل عدو للحياة أيضاً.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامي

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"