الجمعيات العمومية السنوية

04:09 صباحا
قراءة دقيقتين
إبراهيم الهاشمي

الكثير من الشركات المساهمة، دعت مساهميها إلى حضور جمعياتها العمومية. بالطبع كل تلك الجمعيات العمومية ستعقد إلكترونياً، وقد نشرت بعض تلك الشركات دعوات للحضور الإلكتروني عبر الصحف المحلية المختلفة مع جداول أعمالها. بالطبع ليس في ذلك أي شيء، بل هو واجب تحتمه القوانين المتبعة في الدولة.
هناك ملاحظات تسترعي الملاحظة؛ فلو راجعنا مجالس إدارات جل تلك الشركات، لوجدناها لا تتغير بتاتاً، وإن تغيرت فهي لإخراج عضو مشاغب قليلاً لا تستوعبه منظومة المجلس، ولوجدنا بعض رؤساء تلك المجالس قد عمروا فيها، ولم يتغيروا منذ التأسيس، ما يطرح تساؤلاً بسيطاً؛ هل هي الكفاءة أم ضعف القوانين التي لا تسمح بالتغيير.
لو دققنا لوجدنا أن الجمعيات العمومية تضم الآلاف من المساهمين، لكن الحضور لا يعكس ذلك بسبب التوكيلات «التربيطية» التي تتم فيصبح شخص واحد موكل من قبل عدد كبير من الأفراد يصوت عنهم، وهنا تتحكم مجموعة مجلس الإدارة في تحريك الأصوات رفضاً وقبولاً، وهو ما يعكس ثغرة تمكن أي مجلس إدارة من تمرير ما يريد ويشاء من قرارات، فاقتراحات أو اعتراضات الحضور لا تمر إلا إذا رغب المجلس في ذلك مهما كان عدد الحاضرين.
وفي جولة في بعض جداول أعمال تلك الشركات لفت نظري بند تكرر في أغلبها يدعو دائماً لمنح أعضاء مجلس الإدارة مكافأة مالية، إما أن تكون نسبة محددة من الربح الصافي وإما مبلغ محدد، رغم أن الشركة ذاتها تحجب الأرباح على المساهمين وتبقيها على مجلس الإدارة الذي يكافئ نفسه ولا يكافئ المساهمين أصحاب المال.
أيضاً كيف يمكن للشركات أن تكافئ مجلس الإدارة على أداء مميز قام به فريق العمل الكون من الموظفين الذين كانت الأرباح المحققة بسبب إنتاجيتهم وتعمل في الوقت ذاته على«تفتيشهم» بحجة تراجع الأعمال بسبب كورونا، فلماذا مادامت تعتقد أن الأرباح ستتأثر لا تقوم هي ذاتها بإلغاء المكافأت التي وضعتها لنفسها.
وفي بند غريب يبدو كأنه محاولة لتمرير قرار مسبق قد اتخذ من مجلس الإدارة فعلاً يطلب من الجمعية العمومية الموافقة على منحه قراراً خاصاً بتفويض مجلس الإدارة بإقرار مساهمات طوعية عن عام 2020 بشرط ألا تزيد تلك المساهمات الطوعية على 2% من متوسط الأرباح الصافية للشركة خلال السنتين الماليتين السابقتين، مع العلم أن السنة قد مر نصفها وتبعات الجائحة كانت واضحة في تصرفات تلك الشركة تجاه موظفيها أو تجاه الشركات التي تتعامل معها، فهل هي محاولة للتمرير، أم لذر الرماد في العيون بلغة المساهمة؟
متى سيكون فعلاً للجمعيات العمومية دور حقيقي في ما تفعله مجالس إداراتها، ومتى سيكون للمساهمين صوت فعلي وعملي فيما يحدث في الجمعيات العمومية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"