عدنا والعود أحوط

04:31 صباحا
قراءة دقيقتين
عبدالله محمد السبب

ها هي دولة الإمارات العربية المتحدة تعلن، بكامل لياقتها الذهنية، رغبتها الأكيدة في العودة إلى الحياة تدريجياً وفق احترازات واشتراطات لا بد أن تؤخذ بعين الاعتبار من كافة عناصر المجتمع، وذلك عبر عدة محطات باشرت الدولة في تنفيذ فكرة العودة الجادة عبرها على النحو التالي:
ابتداءً من يوم الأربعاء 24 يونيو 2020، أتاحت لكافة أفراد المجتمع حرية الخروج والعودة طوال اليوم دون تقييد، نظراً لاستكمال وانتهاء برنامج التعقيم الوطني في مختلف أرجاء الدولة.
اعتباراً من يوم الأربعاء 1 يوليو 2020، أمرت بالعودة التدريجية لأداء الصلوات في مساجد ومصليات ودور العبادة في جميع أنحاء الدولة، بالتنسيق مع الجهات المختصة الاتحادية والمحلية، مع تطبيق كافة الإجراءات الاحترازية، لإقامة الصلوات الخمس بطاقة استيعابية لا تتجاوز ال30%.
اعتباراً من يوم الأحد 5 يوليو 2020، عودة جميع الموظفين في الحكومات الاتحادية والمحلية والقطاع الخاص إلى مقار عملهم بنسبة 100%، باستثناء فئة الموظفين المصابين بأمراض مزمنة، ما يتطلب استمرار عملهم عن بعد وفق ضوابط وأحكام النظام المعتمد، نظراً لارتباطهم بالمخاطر ذات الصلة بكوفيد 19.
وكذلك إعلان السماح للأطفال ما دون 12 عاماً بدخول المراكز التجارية والمطاعم في كافة إمارات الدولة.. وما إلى ذلك من قرارات ما يؤكد العودة التدريجية الحميدة إلى حياة المال والأعمال ومختلف مجالات الحياة الحية والحيوية.
إذن، الحياة هي الحياة، والحذر واجب ذاتي يجب مراعاة العمل بموجبه، وما قرارات العودة تلك إلا اختبار حقيقي لأناس الإمارات من مواطنين ومقيمين وزائرين، وعودة كهذه بحاجة إلى توخي الحذر أولاً وأولاً وأولاً، وتدعو إلى اتخاذ إجراءات ذاتية من قِبل كافة الأُسر والأفراد..
إذ يجب أن لا نتمادى في الدخول والخروج وفق أهوائنا الشخصية دون مراعاة للاحترازات درءاً لخطر فيروس كورونا المستجد، الذي يجدد هجومه بين لحظة وأختها.
يجب أن لا نتمادى في السهر خارج الحضن المنزلي، بالمثول على خشبة مسرح الحياة الخارجي، عبر تجمعات أهلية أو رفقة رفاق الحياة بمختلف صور وأشكال تلك الرفقة.. فالصاحب ساحب، إما إلى سبل السلامة والحياة الآمنة، أو إلى ما لا تُحمد عقباه بما يجرنا إلى عض أصابع الندم الذي لن يجدي نفعاً ولن يعيد المياه إلى مجاريها.
ويجب أن لا نغامر في تعريض فلذات أكبادنا لما يمكن أن يجنوه من اصطحابهم إلى الأماكن التجارية وفي أحضان المطاعم، فمشروع التجوال التجاري لحاجة ضرورية وملحة بما ينبغي لها أن تكون في تلك اللحظة المستهدفة.
وفي مختلف مواقع العمل الوظيفي، ينبغي الحرص على ارتداء الكمامات بوصفها جزءاً لا يتجزأ من الإجراءات الاحترازية التي توصي بها منظمة الصحة العالمية تجنباً لانتشار «فيروس كورونا المستجد» الذي تحول إلى وباء عالمي لا يمكن لجمه أو رصد تحركاته، لكن يمكن تجنب الوقوع في شركه إذا ما انتبهنا إلى ضرورات الوقاية منه وسبل التصدي له.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

أديب وكاتب وإعلامي إماراتي، مهتم بالنقد الأدبي. يحمل درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال، من جامعة بيروت العربية. وهو عضو في اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات، وعضو في مسرح رأس الخيمة الوطني. له عدة إصدارات في الشعر والقصة والمقال والدراسات وأدب التراجم

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"