مسؤولية مضاعفة

05:20 صباحا
قراءة دقيقتين
سلام ابوشهاب

الجميع يشعرون بالفرح والسعادة مع كل معلومة وفيديو لآخر مريض بفيروس كورونا يغادر أحد مستشفيات الدولة بما فيها المستشفيات الميدانية، بعد شفائه تماماً من الفيروس، وأن هذه المستشفيات أصبحت خالية تماماً من مرضى فيروس كورونا، لأن الجميع يتمنون أن نصل فيه إلى اليوم الذي يعلن فيه أن إجمالي الإصابات بالفيروس صفر، وأن جميع المنشآت الصحية أصبحت خالية من مرضى كورونا.
الشيء المفرح أيضاً والذي يدعو للتفاؤل، أن أكثر من 80% من مصابي كورونا في الإمارات وصلوا إلى مرحلة الشفاء التام، وأن النسبة في تزايد مستمر، فخلال 24 ساعة وصل عدد الحالات التي شفيت تماماً من كورونا إلى 993 حالة، وفي كل يوم تتزايد أعداد الحالات التي تشفى من المرض، والحالات التي تدخل في مضاعفات أيضا تحت السيطرة في ظل تطور مستوى الخدمات الصحية في الدولة.
السؤال الذي يطرح نفسه، هل مع زيادة أعداد الفحوصات اليومية تزداد أعداد الإصابات المكتشفة؟، فمثلا أمس الأول تم إجراء 44 ألف فحص جديد ساهمت في الكشف عن 532 إصابة جديدة، فلو تم مضاعفة عدد الفحوصات عشر مرات لتصبح 440 ألف فحص في اليوم، هل ستكون الإصابات الجديدة المكتشفة 5300 إصابة تقريبا؟
ارتباط اكتشاف الإصابات الجديدة بإجمالي الفحوصات اليومية، يشير إلى أن هناك مئات الإصابات بالفيروس بين أفراد المجتمع، ولم يتم اكتشافها لعدم خضوعها للفحوصات والمسوحات اليومية، ومثل هذه الأعداد من المصابين الذين لا يعرفون بإصاباتهم مستمرون في نقل العدوى للآخرين وانتشار الإصابات، ولمواجهة هذه المشكلة الفعلية يجب الالتزام التام بإجراءات الوقاية من كل فرد في المجتمع والتي سبق أن حددتها جهات الاختصاص.
مع انتهاء تقييد الحركة وعودة الحياة بتفاصيلها لطبيعتها، أصبحت المسؤولية اكبر بكثير ومضاعفة من كل فرد في الوقاية من الفيروس، إلى أن يتم التوصل إلى لقاح فعال ويطرح في الأسواق، لأن فيروس كورونا كغيره من الفيروسات الموسمية قد تطرأ عليه طفرات ويرافق ذلك تغيير في طبيعة ونوعية الأعراض والمضاعفات، كما يتطلب تجديد نوعية اللقاحات السنوية كما هو الحال في فيروسات الإنفلونزا الموسمية، وحتى نصل إلى هذه المرحلة التي نتمنى أن تكون اليوم قبل الغد، تظل الإجراءات الوقاية ولبس الكمامات واستخدام المعقمات وغسل الأيدي المستمر بالصابون الملاذ الوحيد للابتعاد عن هذا الفيروس.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"