رهانات طلابية إماراتية

04:36 صباحا
قراءة دقيقتين

عبدالله محمد السبب

الحياة تجارب وتجارة متبادلة بين النفس البشرية ومعطيات الحياة.. ودولة الإمارات لها العديد من الحكايات والتجارب والتجارة مع الحياة منذ آلاف السنين، ومن حكاياتها وتجاراتها وتجاربها مع الحياة بمختلف ألوانها ومحطاتها ما هو مُتمثِّل في حكاية التحدي الذي قاد الإمارات السبع للانضواء تحت مظلة أممية واحدة «دولة الإمارات العربية المتحدة».
في الوقت الراهن، في ظل حرب الأمن والسلامة والصحة والعافية التي يقودها المجتمع الدولي احتراساً واحترازاً وحيطةً وحذراً من مغبات كائن هلامي يهيم في الفضاء، ويخترق الأجساد البشرية في أي زمان ومكان، ولا سيما إذا كان الجسد البشري منزوع المناعة أو مناعته هزيلة غير منيعة، ولا سيما أن «كوفيد - 19» يمكنه الوصول إلى مآربه من أجساد بشرية طرية أو معطوبة، ليحلو له العبث في تلك الأجساد، وإنهاكها بالقدر الذي يمكنه من القضاء عليها، وجعلها في عِداد الموتى أو المرضى الذين ربما يطول علاجهم، ليكونوا في لحظات عصيبة بين أمرين، إما أمل بالشفاء، وإما انتهاء الأمر إلى مفارقة الحياة.
في الوقت الراهن هذا، عقدت دولة الإمارات صفقة رهان مع أبنائها طلبة وطالبات التعليم في جميع مستوياته ومراحله وأمكنته وأزمنته، صفقة تتضمن حقوقاً وواجبات لكلا الطرفين (الدولة والطلبة)، بما يهدف إلى تأمين بيئة تعليمية إلكترونية ذكية، تجنباً لما قد يتعرض له الأبناء من خطر محدق بهم في البيئة التعليمية الورقية إذا ما تسللت إليهم الجائحة العالمية «كورونا المستجد»، مقابل أن يتحدى الأبناء أنفسهم مع مواصلة رحلة الكفاح والطموح لأجل أن يبلغوا مقصدهم العلمي باقتناص جائزة التفوق الطلابي الذي سوف يقودهم نحو مستقبلهم المأمول، ومستقبل وطنهم الذي ينمو ويتطور يوماً بعد يوم بسواعد أبنائه، وبفكرهم العلمي والمعرفي والثقافي، وبما يزخر به من تغذية راجعة منذ ألف باء السُّلم التعليمي حتى ما يشاء الله من زمن تُزهر فيه شجرة المعرفة، وتُثمر في اللحظة المُقدّر لها ذلك.
في مثل هذه الحكاية والرهان والاختبار، ومثل هذا التحدي نجح فيه الاثنان معاً، «الدولة والطلبة»، بما لم يُعَرْقِل سَيْر العام الدراسي (2019 - 2020)، وبما لم يُفسد العملية التعليمية، وبما قاد المجتمع الإماراتي إلى منصات الاحتفاء المختلفة، ليعم الفرح أرجاء البلاد وقلوب العباد، في كافة البيوت والأُسَر والقلوب التي تحمد الله، سبحانه وتعالى، على نعمة التفكير الإماراتي الذي جابه الخطر «الكوروني» بِحُسْنِ التدبير الذي أدى إلى استمرارية الأعمال التعليمية، والوصول بها إلى بر الأمان، بما يحقق رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة 2021: (مُتَّحِدُوُنَ في المسؤولية، مُتَّحِدُوُنَ في المصير، مُتَّحِدُوُنَ في المعرفة، مُتَّحِدُوُنَ في الرخاء)، وبما يؤكد دعوة صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله: «يجب التزود بالعلوم الحديثة والمعارف الواسعة، والإقبال عليها بروح عالية ورغبة صادقة؛ حتّى تتمكّن دولة الإمارات خلال الألفيّة الثالثة من تحقيق نقلة حضاريّة واسعة».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

أديب وكاتب وإعلامي إماراتي، مهتم بالنقد الأدبي. يحمل درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال، من جامعة بيروت العربية. وهو عضو في اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات، وعضو في مسرح رأس الخيمة الوطني. له عدة إصدارات في الشعر والقصة والمقال والدراسات وأدب التراجم

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"