متحدث رسمي تربوي

06:25 صباحا
قراءة دقيقتين
عبدالله محمد السبب

لكل حدث حديث، وحدث جائح عالمي (كوفيد 19)، أصبح حديث الناس في كافة أنحاء المعمورة العالمية، وفي كافة الأوساط المجتمعية، وعلى جميع الصعد الحياتية، الرسمية منها والأهلية، وفي كافة المجالات والنواحي.. حتى أضحى لكل دولة متحدثون رسميون في المجال الصحي، بما يقدمونه لعامة الجمهور من إحاطات إعلامية تخبر بالتطورات كنتائج مصاحبة للوجود الكوروني في المجتمع، وما نجم عنه من إحصائيات تفصح عن عدد الحالات المصابة وعدد حالات الشفاء.
ولأن الصحة والتعليم أولويتان إماراتيتان، لا يمكن تجاوزهما أو إغفالهما أو إهمال متطلباتهما بما هو لصالح الشعب الإماراتي من مواطنين ومقيمين، فلا بد أولاً من التأكيد على ضرورة استمرار الإحاطة الإعلامية الصحية في مختلف النواحي المتعلقة بالجانب الصحي، لا على صعيد جائحة كورونا فحسب التي نتمنى من الله انقشاعها عن المجتمع الدولي بأسرع وقت ممكن، وبأقل الخسائر البشرية والمعنوية والمادية المتوقعة.. فالمجتمع بحاجة ماسة إلى الإحاطات الطبية والمعلوماتية بين حين وآخر، في مختلف الحالات، للاعتماد عليها في استمرارية الحياة بأمن وأمان، حيث استقاء المعلومات والتوجيهات والتنبيهات من مصادرها، لا من المصادر المتفرقة التي لا يُعتد بها ولا يؤمن أثرها باعتبار عدم رسميتها..
ولأن التعليم، كما أسلفنا القول، أولوية إماراتية بامتياز؛ فلابد أن تتصدر وزارة التربية المشهد المجتمعي بتخصيص أو تكليف متحدث أو متحدثين رسميين لمخاطبة الشارع التربوي من مؤسسات تعليمية بجميع مفرداتها (هيئات إدارية، هيئات تدريسية، هيئات طلابية)، ومن مجتمع إماراتي زاخر ببيوت وأُسَرٍ وأولياء أمور، كما اقترحت ذلك إحدى الأمهات.. فكثير من المسائل والقضايا والإشكاليات ذات الصلة بالناحية التعليمية، سواء من حيث المناهج أو القرارات التربوية، تتطلب المزيد من الإفصاح والتوضيح، ولا يمكن للأشخاص البعيدين عن الشرنقة الوزارية أو المدرسية توضيح ما ترمي إليه القرارات أو الإحصائيات أو ما إلى ذلك من مسائل متعلقة بالحياة التعليمية أو التربوية على وجه العموم.
«الواتس أب» وسيلة اجتماعية نشطة، في بعض حالاتها يغرد عبرها الأفراد منفردين، وفي بعضها الآخر يتشارك فيها مجموعة من الناس تجمعهم أهداف وقضايا مشتركة في مختلف صور الحياة، منها ما اجتمعت عليها بعض الشخصيات المجتمعية (أولياء أمور من آباء وأمهات) لتداول القضايا التعليمية المعنية بأبنائهم الطلبة، من اختبارات ومقررات والمستوى التعليمي الذي وصل إليه الأبناء والمستوى التدريسي الذي بلغه المعلمون، وأحياناً يطرح بعض الآباء والأمهات تأويلات وتحليلات للقرارات الوزارية دون أدنى منطق، بما قد يؤدي إلى تشويش أفكار الأبناء الطلبة؛ ما يؤكد على ضرورة ظهور الإحاطات التربوية بين فترة وأخرى، لتتمكن الهيئات الإدارية والتدريسية والطلابية والأُسرية من استقاء المعلومات من مصادرها دون أدنى تبرير أو تحليل لا يمت إلى المنطق بصلة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

أديب وكاتب وإعلامي إماراتي، مهتم بالنقد الأدبي. يحمل درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال، من جامعة بيروت العربية. وهو عضو في اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات، وعضو في مسرح رأس الخيمة الوطني. له عدة إصدارات في الشعر والقصة والمقال والدراسات وأدب التراجم

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"