عادي
ضمن برنامج مختبر الإبداع الأدبي

«فن كتابة الرواية» على منصة «كتَّاب الإمارات»

02:59 صباحا
قراءة 3 دقائق
الشارقة: أوميد عبد الكريم إبراهيم

نظَّم اتحاد كتَّاب وأدباء الإمارات، مساء أمس الأول الأحد، عبر منصة «زووم» الإلكترونية «برنامج مختبر الإبداع الأدبي»؛ من خلال إقامة ورشة عمل بعنوان: «فن كتابة الرواية» قدَّمها الروائي ناصر عراق؛ بحضور 13 مشاركاً على مدى ثلاثة أسابيع، وأدارها الأمين العام للاتحاد الدكتور محمد بن جرش، وتمحورت الورشة حول الأدوات والعناصر التي يجب أن يمتلكها الكاتب الذي يريد خوض غمار الكتابة الروائية.
وأكد الروائي ناصر عراق أن كاتب الرواية يجب أن يسأل نفسه أولاً عن الأسباب التي دفعته لكتابة الرواية؛ فهل يريد كتابة رواية للتعبير عن أفكار كثيرة ومهمة تدور في ذهنه مثلاً؟؛ أم لأنه قرأ روايات أذهلته، ويريد أن يكتب مثلها، فالكثير من الروائيين قرأوا لنجيب محفوظ وتولستوي ودوستويفسكي وغيرهم، وقرروا السير على خطى هؤلاء الكبار؛ كما قد يكتب أحدهم رواية؛ لأنه تعرض لمواقف غريبة خلال حياته، ويريد تحويلها إلى رواية، وربما يريد البعض كتابة رواية من باب المجد وتخليد الذكرى، وهناك آخرون يرغبون بكتابة الرواية للشهرة والحصول على جوائز.
وأضاف عراق: إنه عندما نريد قراءة أية رواية، يجب أن نعرف أولاً كم كان عمر الكاتب عند كتابتها؛ لأن ذلك يكشف مدى خبرته في الحياة آنذاك، فعندما كتب الروائي الكولومبي الكبير جابرييل جارسيا ماركيز روايته الشهيرة «مئة عام من العزلة» كان عمره 39 عاماً، أما روايته الأخرى «الحب في زمن الكوليرا» فكان عمره نحو 60 عاماً عند كتابتها؛ أي أنه كان في كامل نضجه حينذاك، وهذه الرواية عمل أدبي فذ لا مثيل له في القرن العشرين، وأعتقد أنها أهم رواية في الأدب الغربي.
وأشار الروائي ناصر عراق إلى أنه من المهم أن نعرف كيف نبدأ بالأسطر الأولى من الرواية، فهي مدخل إليها، كما أنه ليس من السهل أن يكتب المرء رواية باللغة العربية من دون أن يطلع على أعمال روائيين عظماء مثل: نجيب محفوظ وجابرييل جارسيا ماركيز مثلاً، فرواياتهما تحتاج للتعمق والقراءة بتمعن، وأنا أعتبر رواية «الحرافيش» لمحفوظ أهم رواية عربية على الإطلاق.
واقترح عراق على من بدأ بالكتابة أو يعتزم ذلك، أن يبدأ أولاً بكتابة فكرة أو مشهد لرواية؛ لمعرفة مستوى علاقته باللغة العربية الفصحى التي تُسهل قراءة العمل الأدبي في أي بلد عربي؛ لأنه إذا كُتبت الرواية باللهجات العامّية في بلد عربي ما، فلن يتمكن أبناء باقي البلدان من قراءتها، فعندما نقرأ الروايات الأجنبية المترجمة نرى فيها الحوارات وكل شيء مكتوباً باللغة العربية الفصحى؛ كما أن القراءة في مختلف المجالات مفيدة جداً للروائي؛ لأنها تخلق علاقة متينة بينه وبين العلوم المتنوعة، وتُسهِّل عليه طُرق الكتابة، والاستعانة بتشبيهات أو أمثلة أو غيرها.
وشدد الروائي ناصر عراق على أهمية العناوين وطُرق اختيارها، وقال: إن عنونة الروايات أو كتابة واختيار العناوين يخضع لبعض المعايير، فمن المعلوم في عالم الإعلام مثلاً أن العنوان هو نصف الموضوع، وعليه فإن من المهم أن تجتمع في العنوان عناصر التشويق والتناقض والغرابة وغيرها؛ علماً أن هناك أسماء غريبة نوعاً ما؛ أو مبهمة ولا توحي بما يوجد داخل الرواية؛ مثل عنوان رواية «اسم الوردة» للأديب الإيطالي الكبير أومبيرتو إيكو، ولكن بالمجمل لا شك في أن العنوان عنصر بالغ الأهمية، ويلعب دوراً مهماً في جرِّ القارئ إلى قراءة الرواية، وسبق أن خضتُ تجربة في هذا السياق؛ حيث رفضت دارُ النشرِ أن تنشرَ رواية لي كان عنوانها «النساء والخوخ»، وأصرَّت على تعديله؛ لأنه لن يلقى رواجاً، وبالتالي غيَّرتُ العنوان إلى «نساء القاهرة دبي»، ولاقت الرواية نجاحاً بالفعل.
ولفتَ عراق إلى أن الروائي الناجح هو صاحب مشروع ما؛ فنيٍّ أو إبداعيٍّ أو فكري، ويريد إيصاله من خلال العمل الروائي، والأمثلة كثيرة في هذا السياق؛ كما أن أفكار صاحب المشروع منثورة في روايته، وحتى إذا حاول إخفاء نفسه؛ فسوف يظهر من خلالها، وقد يُسمع صوت الروائيِّ نفسه من خلال بطل الرواية مثلاً، ولكن السؤال المطروح هو: هل يليق ذلك بالكاتب أم لا؟، وهنا تظهر قدرات الروائي من خلال الاتساق مع شخصية بطل الرواية، وسبق أن قال نجيب محفوظ إنه موجود في جميع رواياته، وفي شخصياتها، بمن فيهم النساء.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"