«كوفيد19-».. سباق اللقاحات وتطوير التشخيص

00:51 صباحا
قراءة 5 دقائق

إعداد: خنساء الزبير

تتوالى الجهود العلمية منذ بداية الجائحة للتوصل للقاحات علاجية، ووقائية، ولتطوير طرق التشخيص بحيث تأخذ وقتاً أقل. وظهرت أسماء لقاحات وعقاقير كعلاجات واعدة للمرض، ولكنها لم تصل لمرحلة الاعتماد النهائي، وتطورت أدوات وطرق التشخيص ما ساعد في تقليص وقت ظهور النتائج، وبالتالي التعرف إلى المصابين في وقت وجيز، ما يسهم في الحد من انتشار العدوى، ومعالجة أعراض المريض قبل أن تسوء حالته.

أوصت بعض الدراسات باستخدام عقاقير معروفة بعد أن وجدت أنها فعالة في السيطرة على الأعراض، منها عقاقير التتراسيكلين المعروفة، ونشرت بعض المختبرات الشهيرة تقارير عن توصلها للقاحات فعالة تبشر بقرب انتهاء الأزمة الصحية، كما فعلت مختبرات جونسون وجونسون.

لقاح «جونسون وجونسون»

دخل ذلك اللقاح السباق للحصول على الموافقة ضمن أنواع أخرى كثيرة، ومن بين اللقاحات المرشحة هناك 26 مجموعة قيد التقييم السريري، و6 مجموعات في المرحلة الأخيرة والنهائية من التجارب. وتشمل هذه اللقاحات ما طوره كلٌّ من جامعة أكسفورد، ومعهد ووهان للمنتجات الحيوية، ومعهد بكين للمنتجات الحيوية، والمعاهد الوطنية للصحة، وغيرها.
وانضمت إحدى الشركات التابعة لشركة «جونسون وجونسون» التي بدأت تجاربها المتعلقة بآمنية لقاح فيروس كورونا بعد نتائج واعدة أجرتها على القرود. وأظهر اللقاح فاعلية في حماية تلك الحيوانات من مخاطر «كوفيد-19» بحسب ما نشرته المجلة العلمية «الطبيعة»، وتمكن اللقاح من حماية مجموعة القرود بالكامل، (مكونة من 6)، من مرض الرئة، وحماية 5 منها من أي التهاب عقب تعرضها للفيروس.
وسيجري الباحثون- بناءً على تلك النتائج الواعدة- تجارب بشرية في بلجيكا، والولايات المتحدة، والتي سوف تشمل أكثر من 1000 متطوع سليم تتراوح أعمارهم بين 18 و55 عاماً، بما في ذلك بعض المشاركين الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً. وسيتم تعيين المشاركين لتلقي اللقاح ،أو الدواء الوهمي خلال التجربة.

لقاح ثنائي التكافؤ

استجابة للأزمة الصحية المستمرة التي تسببها جائحة فيروس كورونا المستجد، فإن البحث عن لقاح آمن، وفعال يؤدي إلى استجابات مناعية دائمة له أهمية قصوى؛ وقد أظهر باحثون أمريكيون قدرة الجيل القادم من لقاح «الفيروسات الغدية البشرية ثنائي التكافؤ مصلي 5» لإثارة كل من المناعة الخلوية، والخلطية ضد فيروس كورونا.
ويُعرف عن الفيروس أنه يستخدم بروتين S، ومجال ارتباطه بالمستقبلات للتفاعل مع «إنزيم تحويل الأنجيوتنسين 2» للدخول للخلية الجسدية، وبالتالي فإن معظم اللقاحات قيد التطوير تستهدف ذلك البروتين من أجل تحفيز إنتاج الأجسام المضادة للنطاق ملزم المستقبلات، وأيضا ًلتوجيه الاستجابة المناعية للخلايا التائية بدرجة كافية.
ويعتبر الاعتماد على شحنة مستضد واحدة فقط، أو مسار مناعي (كما هو موضح حاليًا في اللقاحات الأحادية قيد التطوير)، غير خال من المخاطر؛ فعلى سبيل المثال قد تظهر سلالات فيروسية جديدة مع طفرات في بروتين S، وتجعل تلك اللقاحات غير فعالة. ومن أجل التغلب على تلك المخاطر وتوفير مستضدات إضافية، أضاف باحثون من كلية الطب بجامعة ماونت سيناي في نيويورك، تسلسل بروتين N الأمثل الذي له دور في النسخ الفيروسي، وتجميع الجسيمات وإطلاقها. وتمثل منصة اللقاح المستخدمة في هذه الدراسة، الجيل القادم من ناقل الفيروس الغدي البشري المؤتلف 5 الذي يؤوي عمليات الحذف في مناطق الجينات E1 وE2b وE3.

فحص بلازما الدم

يتم فحص «كوفيد-19»، في الأغلب، عن طريق فحص التفاعل المتسلسل العكسي الحالي للبوليميراز، وهـو فحص يستغرق عـدة أيام قبل ظهور واستلام النتائج، بجانب أن الحصول علـى العينـة غـير مـريح للمرضى، ويشـكك بعـض العلمـاء فـي حساسيته؛ ومـن الجـيد أن دراسة حـديثة أظهرت إمكانية استخدام الجلطات الدقيقة في بلازما الدم كفحص سريع للمرض.
وتتكون في المرحلة الأولية من المرض جلطات مفرطة، ويحدث انحلال الفيبرين الجزئي، ما يتسبب بارتفاع مستويات دي-دايمر التي ثبت أنها تتسم بها الحالات الأسوأ من المرض، وبينما يستمر تكوّن الجلطة، ويمتد، تنخفض مستويات عامل الفيبرينوجين، وفون ويليبراند (vWF)، إلى جانب عدد الصفائح الدموية. ويؤدي ذلك إلى المرحلة الثانية من النزيف المفرط، بما فيه التخثر المنتشر داخل الأوعية الدموية والذي قد يكون من الأعراض المهددة للحياة. واقترح العلماء بناءً على ما سبق، استخدام العلاج المضاد للتخثر في وقت مبكر من المرض، مع المراقبة الدقيقة للمريض عبر معلمات التخثر في الدم لتحسين العلاج.
وعلى عكس الجلطات التي تم العثور عليها في الدراسات السابقة، أظهرت البلازما من مرضى «كوفيد-19» النوع نفسه من الجلطات، لكن الباحثين يعلقون قائلين إن الإشارات كانت ضخمة لدرجة أنها كانت خارج النطاق؛ وفي الواقع تحتوي هذه البلازما على كمية كبيرة من الجلطات النشوانية الموجودة بالفعل من دون الحاجة إلى إضافة الثرومبين (إنزيم في بلازما الدم يسبب تخثر الدم عن طريق تحويل الفيبرينوجين إلى الفيبرين).
ويصف الباحثون الفحص الذي استخدموه بأنه سهل، وسريع، ورخيص، ويستغرق 40 دقيقة فقط، بما في ذلك وقت الحضانة (30 دقيقة)، لذلك يعتبر فحصاً سريعاً ومريحاً.

علاج تقليدي

يبدو أن مرض «كوفيد-19» يهاجم ظهارة مجرى الهواء بشكل أساسي؛ ففي حالات المرض الشديد تتطور الحالة إلى فشل تنفسي ناجم عن نقص الأوكسجين وحدوث متلازمة الضائقة التنفسية الحادة التي تتطلب التنفس الصناعي.
وأيدت دراسة حالية استخدام عقار تقليدي وهو «التتراسيكلين»، كدواء مناعي، ومن المعروف أن هذه الأدوية لها تأثير مضاد للالتهابات، إضافة إلى وجود نشاط مضاد للجراثيم واسع النطاق. ويشمل ذلك قدرتها على قمع تكاثر الخلايا التائية، وتقليل إنتاج جزيئات الإشارات الالتهابية؛ وقد تم استخدامها لعلاج فيروس نقص المناعة البشرية، والملاريا.
وكشفت الدراسة أن المرضى الذين تلقوا مينوسيكلين، أو دوكسيسيكلين، قبل عام من تعرضهم للضائقة التنفسية، انخفضت بينهم الحاجة للتنفس الصناعي بنسبة بلغت 75% أثناء فترة تواجدهم داخل المستشفى. وارتبط العلاج بهذه الأدوية بانخفاض ملحوظ في مدة إقامة وحدة العناية المركزة. ويقول الباحثون إن توقيت الإعطاء (قبل مقارنة بأثناء الضائقة) لم يكن له أي ارتباط بالنتائج التي تم تقييمها، باستثناء الدوكسيسيكلين.و بقيت النتائج صالحة بعد تعديل الأمراض الأخرى، والعمر، والجنس، والتدخين، والكبت المناعي.

الهرمون الأنثوي

أصيب العلماء بالدهشة منذ بداية الجائحة بسبب الأعداد المرتفعة بشكل غير متناسب من الرجال، وكبار السن، الذين أصيبوا بـ«كوفيد-19» الحاد، مقارنة بالأفراد، والنساء الأصغر سناً. وأظهرت الأبحاث السابقة أن البيانات الواردة من 37 من أصل 38 دولة، تبين أن الذكور أكثر عرضة للوفاة، وأن النساء بعد انقطاع الطمث في خطر متزايد من شدة المرض الشديد؛ ولكن لم تكن الأسس الحيوية واضحة وراء تلك الاختلافات.
ووجدت دراسة حديثة أجراها باحثون من كلية لندن الملكية، بالتعاون مع آخرين، أن الهرمونات الجنسية الأنثوية مسؤولة جزئياً عن هذه الظاهرة، وأن الإناث لديهن استجابة مناعية أكثر قوة للعديد من الالتهابات الفيروسية. وتشير مستويات الاستراديول، ومضادات هرمون مولر، إلى ارتفاع احتياطي المبيض، وتتناسب عكسياً مع شدة المرض في أي عمر؛ وقد دفعت هذه النتائج إلى تجربة المرحلة الثانية من استراديول عبر الجلد على المدى القصير عند الرجال، والنساء، بعد انقطاع الطمث، واختبار آخر للبروجسترون عن طريق الفم في الذكور المصابين بالمرض والمتواجدين في المستشفى.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"