عادي
المملكة تحتفل بيومها الوطني الـ 90

الإمارات والسعودية .. معاً أبداً

04:28 صباحا
قراءة 4 دقائق
إعداد: جيهان شعيب

العلاقات بين دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية متجذرة الدعائم تاريخياً، ومتفردة في حجم الترابط، والأخوّة، والمصير المشترك بين البلدين على المستويات كافة، فمنذ أسس ركائزها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وأخوه الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود، رحمه الله، ووشائج التلاحم تتكرس، وتتنامي، بفضل صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» وأخيه خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وتأكيد صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في أكثر من مناسبة، إن امتلاك البلدين رؤى مشتركة يؤكد أنهما يمثلان صمام الأمان لكل النظام العربي والإسلامي، وليس لدول المنطقة، فحسب.
المملكة تحتفي بيومها الوطني ال 90، وتشاركها الإمارات فرحتها واحتفالها به، نسترجع بعض أوجه الترابط بين الدولتين، حيث لدى السعودية سفارة في أبوظبي وقنصلية في دبي، ولدى الإمارات سفارة في الرياض وقنصلية في جدة، علاوة على الجوار بين البلدين الشقيقين، وتطور العلاقات بينهما في عهد الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود في المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية، بسبب مواقفهما وأهدافهما المشتركة، وقيادتهما لدول التحالف العربي لدعم الشرعية في الجمهورية اليمنية الشقيقة، علاوة على كون علاقتهما بمنزلة ضمانة قوية للأمن القومي الخليجي والعربي بوجه عام، لاسيما في ضوء تطابق وجهات النظر بينهما، تجاه معظم قضايا المنطقة،كالقضية الفلسطينية، والوضع في مصر وسوريا والعراق واليمن، والعلاقات مع إيران في ظل احتلالها للجزر الإماراتية الثلاث، والغزو العراقي لدولة الكويت، والتدخل الإيراني في الشؤون البحرينية، فضلاً على تعاونهما المثمر في التعامل مع التحديات، خاصة التصدي لخطر التطرف والإرهاب، والقوى والأطراف الداعمة له، ومواجهة التدخلات الخارجية في دول المنطقة.
وتعد المواقف الإنسانية للدولتين خير شاهد على توحد رؤاهما تجاه مساندة أي من شعوب المنطقة حال معاناته، ومن ذلك المساعدات الإنسانية العاجلة التي قدماها للشعب اليمني الشقيق للتخفيف عنه، ولتلبية الاحتياجات الأساسية له، من الغذاء، والصحة، ودعم المعيشة إجمالاً في اليمن، حيث خصصتا 200 مليون دولار ضمن مبادرة إمداد، منها 140 مليون دولار لتوفير الاحتياجات الغذائية العاجلة من خلال برنامج الغذاء العالمي، و40 مليون دولار لعلاج سوء التغذية الحاد لدى الأمهات والأطفال، والإصحاح البيئي من خلال منظمة اليونيسيف، و20 مليون دولار لمكافحة وباء الكوليرا، وتأمين المحاليل الوريدية من خلال منظمة الصحة العالمية، وغيرها.


مجلس التنسيق


في عام 2016 تم إعلان تشكيل «مجلس التنسيق السعودي - الإماراتي»، ومن مبادراته التأشيرة السياحية المشتركة، بالتعاون بين الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في المملكة، مع وزارة الاقتصاد في دولة الإمارات، على إصدار تأشيرة سياحية مشتركة للمقيمين في البلدين عند الوصول.
وتسهيل انسياب الحركة بين المنافذ الجمركية، حيث تعمل الهيئة العامة للجمارك في المملكة العربية السعودية مع الهيئة الاتحادية للجمارك في دولة الإمارات على تسهيل انسياب الحركة في المنافذ التي من شأنها تعزيز التعاون الجمركي لانسيابية الحركة التجارية في المنافذ الجمركية بين البلدين، وأسهمت المبادرة بعد إطلاقها في خفض «مدة الفسح الجمركي» من 14 ساعة في عام 2018 إلى 4 ساعات العام الماضي على أن يتم تقليص هذه المدة خلال السنوات المقبلة.


الأمن الغذائي


استراتيجية الأمن الغذائي المشتركة وتهدف إلى توثيق العمل بين الدولتين في مجال الأمن الغذائي، لضمان التغلب على التحديات الغذائية التي تواجه البلدين خاصة والمنطقة عامة.
وتعزيز الأمن السيبراني لدى البلدين، ودعم توفير فضاء موثوق به لكل بلد يمكن من خلاله تقديم خدمات وتعاملات إلكترونية آمنة، وقد أسهمت المبادرة، خلال المرحلة الماضية، في خفض الهجمات السيبرانية مقارنة بإجماليها على القطاعات الحساسة بنسبة 55%، حيث أدى هذا الانخفاض إلى توفير 257 مليون درهم مقارنة بعام 2018، وانخفاض المدة اللازمة للاستجابة للهجمات من 24 ساعة بحد أقصى، إلى 6 ساعات، وانخفاض المدة اللازمة للتعافي منها بنسبة 25%، ما وفّر أكثر من 500 ألف درهم يومياً لكل هجمة، وازدياد وعي الجهات والأفراد بالتهديدات السيبرانية بنسبة 30%.


العملة الرقمية المشتركة


تم إصدار عملة رقمية إلكترونية بشكل تجريبي ومحصور التداول بين عدد من بنوك البلدين، بهدف فهم ودراسة أبعاد التقنيات الحديثة، وجدواها في تعزيز الاستقرار المالي، ومعرفة مدى أثرها في تحسين وخفض تكاليف عمليات التحويل وتقييم المخاطر التقنية وكيفية التعامل معها، إلى جانب تأهيل الكوادر التي ستتعامل مع تقنيات المستقبل، وإيجاد وسيلة إضافية لنظم التحويلات المركزية في البلدين.


مجلس الشباب


إنشاء مجلس الشباب السعودي - الإماراتي، لتعزيز الشراكة بين الشباب في البلدين، وتبادل الأفكار بينهم، وتنسيق الجهود لاستثمار طاقاتهم وإمكانياتهم في تنمية المجتمع، ويعمل المجلس على تمكين الشباب من الإسهام والمشاركة بفاعلية في وضع التصورات التنموية المستقبلية، وتشجيعهم على تطوير المبادرات الإنمائية لمواجهة تحديات المستقبل.


وحدة الخليج

وحدة الخليج العربي والقضايا العروبية، كانتا تتصدران اهتمام المغفور لهما الشيخ زايد، والملك فيصل، طيب الله ثراهما، وظهر جلياً موقفهما من ذلك في وقوفهما في حرب أكتوبر/ تشرين الأول 1973، ليعلنا معاً، وقف ضخ النفط، ليجبرا العدو آنذاك على الرضوخ، حفاظاً منهما على الأمن القومي العربي، وكانت التحديات المتصاعدة في منطقة الشرق الأوسط، دافعاً أساسياً لتطوير العلاقات الأخويّة بين الإمارات والسعودية.
ويعد تشكيل اللجنة العليا المشتركة بين دولة الإمارات والسعودية في مايو 2014، من القفزات النوعية الكبيرة التي شهدتها هذه العلاقات، وهي التي تولت تنفيذ الرؤى الاستراتيجية لقيادتي البلدين.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"