عادي

أدوار مرموقة للمرأة في صناعة الكتاب

23:22 مساء
قراءة 5 دقائق
1

الشارقة: «الخليج»

تواصلت، صباح أمس الاثنين، فعاليات اليوم الثاني من الدورة العاشرة لمؤتمر الناشرين الذي تنظمه هيئة الشارقة للكتاب؛ وذلك بحضور الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، نائب رئيس الاتحاد الدولي للناشرين؛ حيث عقدت جلسة حوارية شارك فيها نخبة من الرائدات في مجال النشر، عرّفن بتجاربهنّ وخبراتهنّ، وشاركن الحضور سلسلة من المعارف والخبرات.

وتناول المؤتمر في جلسة حملت عنوان: «هل هو عالم المرأة؟.. المرأة في عالم النشر»، الدور الذي تلعبه المرأة في صناعة الكتاب، وأثر جهودها في حراك النشر، مستضيفاً كلاً من أزافي أمولابي أوغوسي، الرئيس التنفيذي لشركة «باريسيا بابليشرز المحدودة» في نيجيريا؛ وهالة عمر، مالك ورئيس تنفيذي دار هلا للنشر والتوزيع في مصر؛ وجوديث روزينزفايغ، مدير الحقوق الأجنبية في دار «جاليمارد بابليشينج» في فرنسا؛ وريغان آرثر، ناشرة ونائبة الرئيس التنفيذي لدار «ألفريد أ. كنوبف» في الولايات المتحدة الأمريكية، وأدارتها إيما هاوس، مستشار إداري في مجموعة أوريهام من المملكة المتحدة.

استهلت أزافي أوغوسي حديثها خلال الجلسة بالإشارة إلى أن تأسيسها لدار النشر جاء من أجل إيجاد صوت للمرأة في قطاع صناعة الكتاب، مؤكدة أن المرأة اليوم تحتل مكانة متقدمة في قطاع النشر ولها إنجازات ملموسة على أرض الواقع.

وقالت أوغوسي: «أنا أؤمن بأن الشغف بالكتاب ليس كافياً؛ بل الأهم هو إيجاد الصناعة التي تعزز هذا المنتج المعرفي وحضوره، لهذا حرصنا من خلال تأسيس الدار على طرح أفكار جديدة ومتطورة، وقمنا بتوزيع نحو ألفيّ كتاب محلياً وإقليمياً، ولا أنكر حجم التحديات التي واجهتنا خاصة في بلادي، ولكننا سرعان ما تجاوزناها، واستفدنا منها، ونسعى على الدوام لأن نطوّر من أعمالنا وأن نثبت وجودنا بشكل أكبر في سوق صناعة الكتاب».

من جانبها، قالت الناشرة هالة عمر: «انطلقت في مجال النشر قبل عقدين من الزمن، من مكان صغير، كنت أبيع فيه كتباً وهدايا على امتداد عشرة أعوام، ثم انتقلت لتأسيس الدار، ولا يمكنني إنكار الصعوبات والتحديات التي تواجه المرأة في هذا القطاع، لكنني تجاوزتها وتعلمت الكثير من الأخطاء واستفدت منها، كنت أقضي وقتاً طويلاً في طرح الأسئلة، لأنني أؤمن بأن هذه المهنة تحتاج إلى الشغف والكثير من الجهود للارتقاء والتطوير».

ولفتت هالة عُمر إلى أن المشاركة الأولى لها في مجال بيع الكتب كانت عبر منصة معرض الشارقة الدولي للكتاب، الذي فتح لها أبواباً واسعة على سوق النشر، مؤكدة أنها لا تسعى لأن تقدم أعمالاً يريدها السوق لترفع من أرصدة البيع وحسب؛ بل تحرص على تقديم أعمالٍ ترتقي بذائقة وثقافة القرّاء بوصفها المعيار الأساسي لبناء المجتمع.

من جهتها قالت جوديث روزينزفايغ: «بدأت مشوار النشر قبل 25 عاماً، من شركة صغيرة للنشر والإنتاج الأدبي، وخضت التجارب وتعلمت منها، وبحثت عن أساليب وطرق جديدة، كما حرصت على تطوير خبراتي ومهاراتي، ولا أنكر المساندة التي قدمها لي العديد من الزملاء، واليوم إذا نظرنا إلى قطاع النشر نلمس الحضور الكبير الذي تشكله المرأة فيه لأننا وخلال العقد الماضي كان من الصعب أن نجد للسيدات أي حضور في المناصب القيادية».

وأشارت روزينزفايغ إلى أن الوضع فـي فـــرنــسـا مناسب جداً لعمل المرأة في قـــطــاع الــنـــشر، خــــــاصــة فـي ظلّ الظروف المواتـــيــة عـــلـى الصعيدين الثقافي والـــفــكـــري، لافـــتــة إلــى أن السيدات العاملات فــي هــذا المجال يطمحن لتقديم الأعمال التي تناسب وعي ومخيلة القرّاء، ما يبشر بمستقبل جيد لهذه الصناعة.

بدورها قالت ريغان آرثر: «اليوم أنا أدير شركة كبيرة في مجال نشر الأعمال الأدبية والفكرية، ونحن كنساء علينا أن نفكر بما سنقدمه لهذه الصناعة التي تعد حجر الأساس في مسيرة الثقافة الإنسانية، باعتبارها عملية متصلة بين الكاتب والمثقف والقارئ على حدّ سواء».

وتابعت: «قطاع النشر يقدم فرصاً كبيرة للراغبات بتحقيق طموحاتهنّ على أرض الواقع، وهذه الصناعة اليوم تبحث عن التميّز والتألق في الأفكار ونوعية الأعمال المقدمة، وبالطبع ما فرضه انتشار فيروس كورونا المستجد على العالم أدى لاستحداث العديد من الأفكار والرؤى لمواصلة الفعل الثقافي واستمرار صناعة الكتاب، ما أوجد الكثير من التحديات، لكنني مؤمنة بأننا سنتجاوزها بالصبر والإدارة الجيدة».

واستضاف المؤتمر الكاتبة الروائية الإماراتية صالحة عبيد في جلسة أدارتها ليلى الوافي، تطرقت خلالها الكاتبة للحديث عن مسيرتها في مجال الكتابة وانشغالاتها على صعيد الإبداع الروائي والقصصي، كما تناولت الحديث عن بداياتها وعلاقتها مع معرض الشارقة الدولي للكتاب، والأثر الذي تحدثه الذاكرة على مسيرة المبدع وأعماله، فيما عرفت بالعلاقة ما بين الكاتب ومحيطه ودورها في خلق حبكة متوازنة ومثالية لأعماله، وغيرها من المواضيع التي سلّطت الضوء على إبداعات نسائية إماراتية في مجال الكتابة الإبداعية.

التعليم الإلكتروني

أما جلسة «التعليم المنزلي والتعلم الإلكتروني: ما الخطوة التالية للنشر التعليمي؟»، فاستضافت كلاً من: لورانس نجاجي، رئيس جمعية الناشرين في كينيا، وملك عبيد، ناشر من دار «بيرسون» في الإمارات، ومات سانتاسبيرت، المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في مطبعة جامعة كامبريدج في الإمارات.

وناقش ضيوف الجلسة التحديات التي فرضتها جائحة كورونا على نظام التعليم، والنشر التعليمي، واستعرضوا دور وزارات التربية والتعليم، وأهمية تعاونها مع المؤسسات التعليمية، والجهات المتخصصة في صناعة وتطوير برامج التعلم (عن بعد)، والمنصات الإلكترونية المعنية بالنشر. وفي هذا الصدد، أكد مات سانتاسبيرت أهمية تطوير مهارات المؤسسات التعليمية، في التعامل مع نماذج التعليم الافتراضي، ومواصلة الارتقاء بالمواقع المعنية بابتكار برامج التعلم عن بعد، ومنصات النشر الإلكترونية التي نشطت خلال الشهور الماضية، نظراً لفرض الحظر الصحي في العديد من دول العالم. ودعا سانتاسبيرت إلى الاستفادة من الفرص التي انبثقت عن تحديات جائحة كورونا، لسد الثغرات التي برزت خلال تطبيق نظام التعليم عن بعد، والتعليم الهجين، إضافة إلى تطوير برامج النظام التعليمي الجديد، وتعزيز أداء المعلمين.

بدورها، أشارت ملك عبيد إلى ضرورة انسجام وتناغم التعليم الواقعي، والتعليم الافتراضي، وتكثيف جهود جميع أطراف العمليّة التعليميّة، لمواجهة التحديات الحالية والمقبلة، وإيجاد حلول بديلة ومتوازنة قادرة على وضع رؤى تعزز من نظامي التعلم في المدارس، والتعلم الافتراضي، واستباق الصعوبات المستقبلية بآليات وخطط عملية، تضع جهوزية القطاع التعليمي في مقدمة الأولويات.

واتفق لورانس نجاجي مع طرح زملائه، حول صعوبة التحديات التي فرضتها جائحة كورونا، وضرورة تكاتف جهود الجميع في مواجهتها، مؤكداً توافر القدرة لدى المجتمعات، لإيجاد حلول ووضع استراتيجيات وسيناريوهات استباقية، والعمل من خلالها، وصولاً إلى نتائج تؤكد جاهزية المؤسسات التعليمية، ومنصات البرامج التعليمية الإلكترونية، ومواقع النشر، للتطورات والمتغيرات التي قد يشهدها العالم مستقبلاً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"