عادي

حامل لواء «الترامبية».. تحليل تفصيلي لثنائية «ترامب وفانس»

18:34 مساء
قراءة 6 دقائق
حامل لواء «الترامبية».. تحليل تفصيلي لثنائية «ترامب وفانس»

إعداد: محمد كمال

من الواضح أن اختيار جيمس ديفيد فانس، ليكون نائباً للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لقي ارتياحاً كبيراً بين قطاع عريض من أعضاء الحزب الجمهوري خلال المؤتمر العام المنعقد بولاية ويسكونسن، في الوقت الذي أوضح خبراء استراتيجيون، كواليس وأسباب اختيار فانس ابن ال39 عاماً، الذي سيكون أحد أصغر نواب الرئيس في التاريخ إذا تم انتخابه.

ويرى محللون استراتيجيون أن كلمة السر الأبرز في اختيار فانس، تعود إلى إظهاره موهبة في التعبير عن مبادئ «الترامبية»، ولكن بانضباط أكثر من المؤلف الأصلي، في إشارة إلى دونالد ترامب، إذ إن كلاهما يفضل تشديد الحدود ضد الهجرة غير الشرعية، والرسوم الجمركية، والتدخل الحكومي في الاقتصاد، والانسحاب النوعي من المسرح العالمي، في حين يركز بشكل أقل على تقليد الحزب الجمهوري المتمثل في دعم التجارة الحرة والانضباط المالي، وفقاً لصحيفة وول ستريت جورنال.

ورغم أن فانس كان في فترة سابقة من أشد منتقدي ترامب، فقد أظهر دفاعاً كبيراً عنه لاحقاً، في الوقت الذي رفض عدد كبير من النخب الديمقراطية إظهار هذا الدعم عندما كان يحتاج إليه ترامب، وقد دافع مقربون عن هذا التحول بالقول إنه لا يعبر عن «الانتهازية السياسية»، ولكنه رأى لاحقاً أن ترامب على صواب ومن ثم يجب دعمه.

وفي اختياره لنائبه، لجأ ترامب إلى فانس كشخصية مألوفة داخل قاعدته الشعبوية اليمينية التي تضفي وجهاً جديداً على الانتخابات التي تضم رجلين أكبر سناً. وهو عضو مجلس الشيوخ الشاب من ولاية أوهايو، المحسوب على جيل الألفية الجديدة، وقد اكتسب شهرة بسبب مذكراته «مرثية هيلبيلي» التي تناولت بلدة صغيرة في أمريكا، والتي تشير بشكل ما إلى انتمائه لشعار ترامب الأشهر «لنجعل أمريكا عظيمة مجدداً»

وقد لا يساعد فانس رئيسه ترامب في توسيع ائتلافه كثيراً لأن أسلوبه الخطابي العدواني وملفه السياسي يعكس أسلوب الرئيس السابق، لكنه يمكن أن يساعد في ولايات البحيرات العظمى مثل ويسكونسن وميشيغان وبنسلفانيا التي تبدو حاسمة بشكل متزايد بالنسبة لنتيجة الانتخابات الرئاسية.

ويؤكد دينيس دارنوي، الخبير الاستراتيجي الجمهوري المقيم في ميشيغان،عن فانس: «إن هذا الرجل الذي يركض من ولاية إلى أخرى نشيط».

كما أشاد فيفيك راماسوامي، الذي تحدى ترامب لترشيحه لعام 2024 وهو صديق قديم وزميل سابق لفانس، بالاختيار. وقال: «إنه رجل طيب، ومفكر أصيل، ويتمتع بمبادئ واضحة المعالم.. سيكون نائباً متميزاً للرئيس. أنا فخور جداً به ولم أتخيل أبداً أننا سنكون هنا عندما كنا نشاهد كرة القدم في إحدى الحانات قبل 10 سنوات».

وقال حاكم ولاية أوهايو مايك ديواين، وهو جمهوري: «لقد قام ترامب باختيار حكيم للغاية في الحصول على شخص أصغر سناً بكثير».

  • هجوم حملة بايدن

حملة الرئيس الحالي جو بايدن ترى أن اختيار ترامب لفانس يأتي ربما، لأنه يشكل «نسخة من ترامب». وقالت جين أومالي ديلون، رئيسة الحملة: «من الواضح أن فانس فاز باختيار ترامب، لأنه نجح في اجتياز اختبار شعاره الشهير الخاص به بنجاح كبير».

ولدى الديمقراطيين العديد من حكام الولايات والمشرعين الشباب الذين اختاروا عدم تحدي بايدن هذا العام، ولكن قد يسعون إلى الحصول على ترشيح عام 2028. ومن بينهم حاكمة ميشيغان، غريتشن ويتمير، 52 عاماً؛ وحاكم ولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم، 56 عاماً؛ وحاكم ولاية ماريلاند ويس مور، 45 عاماً؛ وحاكم ولاية بنسلفانيا جوش شابيرو، 51 عاماً. ويُنظر أيضاً إلى نائب الرئيس كامالا هاريس، 59 عاماً، على أنه منافس مستقبلي. لكن فانس أصغر من كل هؤلاء الديمقراطيين. وقالت هاريس إنها تأمل في مقابلته في مناظرة لمنصب نائب الرئيس اقترحتها شبكة سي بي إس نيوز، إما في 23 يوليو أو 13 أغسطس. وقال الديمقراطيون إنهم متحمسون لهذا النقاش المحتمل.

وقال جاكوب روباشكين، نائب رئيس تحرير مجلة إنسايد للانتخابات، على منصة إكس، إن اختيار ترامب لفانس ينم عن الثقة، في حين أن حاكم ولاية داكوتا الشمالية دوج بورجوم كان سيقدم المال والأجواء المعتدلة، وأن سيناتور فلوريدا ماركو روبيو يشير إلى تغير التركيبة السكانية داخل الحزب، فإن فانس لا يقدم أياً من ذلك أو القوة الانتخابية، بل ما يقدمه هو أنه التطور الطبيعي لترامب.

  • المستقبل

وإذا انتخب في نوفمبر/تشرين الثاني، فلن يتمكن ترامب، البالغ من العمر 78 عاماً، من تولي المنصب إلا لفترة واحدة - ينص التعديل الثاني والعشرون على أنه لا يجوز انتخاب أي شخص رئيساً أكثر من مرتين. وقد أضافت هذه الفترة القصيرة إلحاحاً إضافياً إلى السؤال حول من سيأتي بعد ذلك بالنسبة ل«الترامبية» وهي الحركة المرتبطة ارتباطاً وثيقاً برجل واحد حول الحزب الجمهوري بشكل كامل، وفق صحيفة نيويورك تايمز.

وفانس هو أول فرد من جيل الألفية يترشح لمنصب رئاسي رئيسي، وهو من قدامى المحاربين في البحرية وسياسي أعاد صياغة نفسه تماماً باعتباره متحمساً تماماً لشعار ترامب، وفي الأشهر الأخيرة، كان دفاعه القوي عن ترامب، هو ما ساعده على الظهور كنائب محتمل للرئيس السابق.

وأشاد جيف كوفمان، رئيس الحزب الجمهوري في ولاية أيوا، حيث ستبدأ مسابقة الترشيح مرة أخرى في عام 2028، بفانس باعتباره يمثل «جيلاً جديداً من سياسات دونالد ترامب». ووصفت النائبة آشلي هينسون من ولاية أيوا الاختيار بأنه «ملهم».

  • ليس الخيار الآمن

ولا يُنظَر إلى فانس باعتباره الخيار الآمن سياسياً. فهو لم يشغل منصباً عاماً سوى لمدة 18 شهراً. ولم يسبق له قط أن خاض سباق الرئاسة، على النقيض من المرشحين الآخرين البارزين، السيناتور ماركو روبيو من فلوريدا وحاكم ولاية داكوتا الشمالية دوج بورجوم.

كما تبنى فانس بعض الأفكار الأكثر تطرفاً وبعيدة المدى والتي تتوافق مع ترامب، بما في ذلك الدعوة ذات مرة إلى طرد «كل موظف مدني في الدولة الإدارية» واستبدالهم ب «شعبنا». ومؤخراً، في منشور على منصة إكس ألقى باللوم على الرئيس بايدن والديمقراطيين في الخطاب الذي «أدى مباشرة إلى محاولة اغتيال ترامب».

ويأمل الجمهوريون أن يؤدي صعود فانس إلى قائمة المرشحين إلى ترسيخ الجاذبية الديموغرافية الجديدة التي يتمتع بها الحزب الجمهوري لدى الطبقة العاملة. وفي كتابه، روى فانس نشأته الشاقة في المناطق الفقيرة في ولايتي أوهايو وكنتاكي.

وقال حاكم ولاية أوهايو مايك ديواين، الجمهوري الذي اختلف بشدة مع كل من ترامب وفانس بشأن بعض القضايا، بما في ذلك المساعدات المقدمة لأوكرانيا: «لقد شهدنا حركة في الحزب الجمهوري لجذب المزيد من العمال ذوي الياقات الزرقاء - إنها استمرار لذلك». وأضاف ديواين إن الاختيار أظهر أن الرئيس السابق «يريد شخصاً وثيق الصلة به في السياسة».

ومن الواضح أنه كان لدى فانس دعم بعض ممولي وادي السيليكون الرئيسيين، بما في ذلك ديفيد ساكس، الذي تحدث في المؤتمر الجمهوري يوم الاثنين، والملياردير إيلون ماسك وبيتر ثيل، الذي ساهم بمبلغ 10 ملايين دولار في لجنة عمل سياسي مؤيدة لفانس في عام 2022.

  • لم يعد هتلر؟

وفي عام 2022 حين تحدثت تقارير لأول مرة عن تعليقه الذي شبه فيه ترامب بهتلر، لم يدحضه المتحدث باسمه، لكنه قال إنه لم يعد يمثل آراء فانس. وحين ترشح فانس لمجلس الشيوخ في 2022، أثمر تأييده لترامب الذي تضمن التقليل من شأن هجوم أنصار الرئيس السابق في السادس من يناير/كانون الثاني 2021 على مبنى الكونجرس، عن حصوله على دعم ترامب في المقابل، وهو ما ساعد على وضعه على القمة في انتخابات تمهيدية تنافسية.

وفي مقابلات إعلامية، قال فانس إنه لم تكن هناك لحظة كشف «غيرت وجهة نظره تجاه ترامب. وبدلاً من ذلك، أدرك تدريجياً أن معارضته للرئيس السابق كان سببها أساساً الأسلوب وليس الجوهر».، فعلى سبيل المثال، وافق على ادعاءات ترامب بأن التجارة الحرة أدت إلى تقويض الطبقة الوسطى في الولايات المتحدة بسحق التصنيع المحلي، وأن قادة البلاد يسارعون بشدة في التورط في حروب خارجية.

وقال فانس لصحيفة نيويورك تايمز في يونيو/حزيران إنه اجتمع مع ترامب في 2021 وإن ​​الاثنين تقاربا خلال حملته في مجلس الشيوخ. ويرى منتقدو سيناتور ولاية أوهايو أن تحول آرائه هو حيلة ماكرة للصعود في صفوف السياسة الجمهورية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2ahhsj9p

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"