اتفقنا أو اختلفنا

22:52 مساء
قراءة دقيقتين


محمد إبراهيم

اتفقنا أو اختلفنا، لابد من الاعتراف بأن جائحة كورونا فرضت إعادة صياغة القطاعات والمؤسسات والشركات، وانعكس ذلك على نوعية الوظائف، ووصف المهام والمسؤوليات، وهذا يعني ولادة سوق عمل جديد خلال السنوات القليلة المقبلة، وهنا على المجتمعات مراجعة أوراقها استعداداً لقطاع الأعمال في ثوبه الجديد.
كما نعلم أن مخرجات التعليم هي الوقود الذي يغذي سوق العمل بكوادر مؤهلة ومهارات قادرة على مواكبة المستجدات؛ لذا قبل أن نضع الخطط ونُعد الاستراتيجيات، ينبغي أن نرصد أولاً الاحتياجات، ونتعرف إلى متطلبات المرحلة المقبلة، ونعالج الخلل الراهن الذي قد يعوق التقدم نحو المستقبل الجديد.
استوقفتني مؤخراً، نتائج دراسة بحثية جديدة أعدتها «كي بي إم جي» و«ذا تالنت إنتربرايز»، بدعم من مدينة دبي الأكاديمية العالمية، حول مستقبل الوظائف وارتباطه الوثيق بالمخرجات، وقدمت حقائق بلورت الإشكاليات الراهنة التي تحتاج إلى حلول ناجعة وسريعة، لنلحق بركب سوق العمل المستقبلي.
الدراسة استهدفت أكثر من 153 ألف طالب في دول المنطقة، بما فيها الإمارات، وكشفت إجماع آراء نسبة كبيرة من طلبة الجامعات (72%)، على طلب مزيد من التوجيه والإرشاد لتمكين المخرجات من دخول سوق العمل المستقبلي، وهذا يبيّـن لنا أن مفاهيم الإرشاد الأكاديمي وأدواته بحاجة إلى تطوير، فطرق العمل النمطية والتقليدية للمرشدين «لا تسمن ولا تغني من جوع»، والارتقاء ببرامج التوجيه الأكاديمي للطلبة، بات أمراً ضرورياً.
الإمارات تركز خلال الأعوام القليلة المقبلة، على إطلاق مهام فضائية جديدة لتصبح المهن المرتبطة بتخصصات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات والروبوتات والذكاء الاصطناعي، الأكثر طلباً في السوق الجديد. وهنا نسأل: هل تعي مؤسسات التعليم هذا التوجه؟ وهل لديها برامج أكاديمية متخصصة قادرة على تأهيل أصحاب تلك المهن؟
مؤسسات التعليم مسؤولة عن إيجاد طرق جديدة لإثراء مهارات الخريجين، لاسيما أن هناك فجوة بين أرباب العمل وما يتطلعون إليه من سواعد جادة تواكب تطورات سوق العمل، والمساقات الأكاديمية المتاحة في الوقت الراهن، وهذا يتطلب إعادة هيكلة الشراكة بين الطرفين، لإيجاد طرق مبتكرة توفر للشباب مسارات ممنهجة لدخول سوق العمل.
مهمة إعادة هيكلة الوظائف وتطوير المهام والمواصفات، لا تقتصر على المؤسسات فحسب؛ بل تشكل الجامعات ركيزة أساسية في مكونات تلك المهمة التي تحاكي في مضمونها، الجهات القائمة على إعداد المخرجات، وتأهيلها وفق ما آلت إليه المجتمعات من متغيرات.
إذا أردنا مخرجات حقيقية تحاكي سوق العمل المستقبلي، فعلينا رفع مستوى إرشاد وتوجيه الطلبة مبكراً، لضبط إيقاع اختياراتهم المهنية.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"