عادي

علاقاتنا مع الولايات المتحدة مبنية على الصداقة والمصالح والقيم

01:08 صباحا
قراءة 6 دقائق
قرقاش

أبوظبي: محمد علاء

أكد الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، أن علاقات الإمارات مع الولايات المتحدة الأمريكية مبنية على الصداقة والمصالح والقيم المشتركة، وتتخطى الأحزاب والإدارات المختلفة، موجهاً التهنئة إلى الرئيس المنتخب جو بايدن ونائبته كمالا هاريس. كما أكد أن على تركيا أن تحترم سيادة الدول العربية وعدم التدخل في شؤونها الداخلية قائلاً إن إيران وتركيا أصبحتا متواجدتين في المنطقة بصور أكثر عبر التدخل الخارجي كأداة لتطبيق أجندتهما التوسعية، مضيفاً أن الأسلحة الإيرانية ما زالت تتدفق إلى اليمن وتدعم الميليشيات الإرهابية.

قال الدكتور أنور قرقاش إن الإمارات ملتزمة بتحقيق الحل السلمي في اليمن وسنواصل دعمنا للتحالف العربي، كما أكد أن قرار الإمارات إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل قرار سيادي وطني ولم يمكن موجهاً ضد أي دولة، وكان قرار يعزز التسامح والانفتاح وخفض الاستقطاب في المنطقة تطلب كثيراً من الشجاعة من قيادتنا.

جاء ذلك خلال اليوم الأول لملتقى أبوظبي الاستراتيجي السابع، الذي ينظمه مركز الإمارات للسياسات ويعقد «افتراضياً» لمدة 3 أيام ويناقش الانتخابات الأمريكية واتفاقيات إبراهيم وجائحة كورونا.

بداية قال قرقاش: إنه في نسخة الملتقى من العام الماضي قال إن عام 2020 سيكون حاسماً في وقت لم يكن يتخيل فيها مثل مستوى هذه التحديات الموجودة هذا العام، مضيفاً أنه سواء عجبنا ذلك أم لا فإن عام 2020 كان عام تفشي وباء فيروس كورونا المستجد وعلى الرغم من التحديات الكبيرة واصلت دولة الإمارات تحقيق التقدم في أجندتها الوطنية وبينما نقترب من العام الخمسين لإنشاء دولتنا ما زلنا نواصل الإنجازات والإبداع والابتكار لتحقيق مستقبل أفضل.

  مسبار الأمل

وتابع: قمنا بإطلاق مسبار الأمل في الأشهر الماضية في رحلته نحو كوكب المريخ كما بدأنا تشغيل محطة براكة للطاقة النووية السلمية وكذلك قمنا بإبرام اتفاق السلام مع إسرائيل، هذه الانجازات نرى فيها الكثير من الاهتمام بالفعاليات الثقافية التي تحدث في المنطقة وسيكون لدينا أول إكسبو في منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي.

وأضاف: سيكون معرض إكسبو دبي 2020 الذي سيعقد العام المقبل فرصة أكبر لتجمع العالم وتوحيده عقب تفشي وباء كورونا وستكون تلك فرصة واعدة لتقديم حلول ابتكارية للتعاطي مع مشكلات خاصة في زمننا وحلها.

مساعدات طبية 

وقال قرقاش إن العالم تعرض لصدمات كبيرة ولا يذكر طوال حياته أن استمر حدث لمثل هذه الفترة التي نشهدها وأثرت على كافة مناحي الحياة، مضيفاً أن الإمارات أرسلت مساعدات طبية منذ بدء جائحة كورونا إلى نحو 118 دولة يستفيد منها 1.3 مليون شخص دون النظر إلى الاعتبارات السياسية والدليل على ذلك إرسال مساعدات طبية إلى إيران، مشيراً إلى أن الإمارات استمرت في إحراز التقدم في أجندتها الخارجية رغم تفشي جائحة كورونا.

وأضاف: قامت الإمارات بإجراء فحوص طبية كانت أكبر في حجمها من أي دولة أخرى بالنسبة لتعداد السكان، أدركنا منذ البداية أن توسعة أعداد الفحوص ستوفر الأسس اللازمة للتتبع والتقصي والتحكم في انتشار الفيروس، طبقنا الإجراءات اللازمة لحماية صحة الناس علاوة على تطبيق الإجراءات السلبية الناجمة عن تفشي الفيروس، وتقديم العلاج لكافة من أصيبوا بالفيروس وفقاً لقيمنا المجتمعية.

أزمة كورونا 

وقال إن استجابة الإمارات بفاعلية لأزمة كورونا لم تكن مصادفة، فقد تمكنا من تقديم إنجازات غير مسبوقة بسبب استثمار قيادتنا الرشيدة في البنية التحتية والتخطيط طويل الأمد الذي جعل من الممكن تحقيق ذلك ولأننا كشعب ملتزمون ببناء مستقبل مزدهر للمنطقة حيث نتطلع قدماً للتفاؤل بخمسين عاماً مقبلة من تاريخ هذه الدولة. 

وتابع: تعلمنا من هذا الوباء أنه لابد أن نعيد تركيزنا على مسألة التحديات طويلة الأمد وكيفية التعامل معها والتي زادت من حدتها هذه الأزمة، وبينما نقوم بذلك فإننا نسترشد بقيم من مسألة التعاون المشترك ومكافحة الطرف والحفاظ على السيادة الوطنية والحل السلمي للنزاعات والحوكمة الرشيدة والاستدامة، ولابد أن نعيد تركيزنا للنظر حول التطور في العالم الجديد.

وقال: الإمارات تعمل عن كثب لتعزيز النظام متعدد الأطراف وتجد موقعاً مميزاً فيه، لقد أوضح وباء كورونا أننا مجتمع عالمي واحد وبحاجة ان نعمل سوياً لمواجهة التحديات المشتركة مثل الأزمات الاقتصادية والتغيرات المناخية ومكافحة الإرهاب والفقر وحل النزاعات المسلحة، إن المنهجية متعددة الأطراف تفيد الدول الصغيرة والعظمى. فما من شك أن أمريكا والصين استفادتا في ظل النظام العالمي الذي ساد لمدة 75 عاماً مضت.

وأضاف: بصفتنا مرشحين لمقعد غير دائم في مجلس الأمن 2021 -2023 سنسعى لتعزيز الثقة في النظام متعدد الأطراف وتبني منهجية راسخة في ميثاق الأمم المتحدة وسندافع عن مصالحنا ونحن واقعيون في ذلك بطريقة تتسق مع القانون الدولي، وعلى المستوى الإقليمي لابد من تعزيز الجهود الرامية إلى التعاون المشترك والصداقة.

وشدد على أن الدول في المنطقة عليها أن تتبنى المنهجية التي تعزز التسامح بدلا من الصدام وتبني المنهجية العملية بدلا من الإيديولوجيات.

وقال قرقاش: «تركيا عززت من دور الجماعات المسلحة في ليبيا واستغلت الفراغ الأمني على الأرض هناك، لن نقبل هذه الطبيعة المزعزعة للسياسات في العالم العربي ولا نسعى للمواجهة. الإمارات ملتزمة بالسعي لتحقيق الحل السلمي للأزمات في اليمن وسنواصل دعمنا للتحالف العربي ونسعى لوقف جاد لإطلاق النار الذي يمهد الطريق نحو حل سياسي دائم وسندعم جهود الأمم المتحدة في ليبيا لحل الأزمة الليبية بشكل سلمي».

وأضاف: «‏الأزمة السورية الممتدة بحاجة إلى مقاربة جديدة فلا يمكن أن يستمر العنف بأبشع صوره وكأنه عمل طبيعي وخبر عادي، التوجه والدور العربي ضروري لينهي العنف والاقتتال عبر رؤية واقعية وبراجماتية، دون ذلك سيستمر الصراع على سوريا الشقيقة».

كما أكد أن الإمارات تابعت بقلق بالغ الأعمال العنيفة البشعة التي وقعت في بعض الدول الأوروبية ولابد أن نميز بين استخدام الإسلام كأداة سياسية والدين الإسلامي. فالإسلام لابد ألا تشوهه مسألة العنف والتطرف في أي مكان في العالم وهؤلاء المتطرفون لا يمثلون الإسلام بأي طريقة كانت وهم يقومون باستخدام العنف لتحقيق أهداف سياسية وهم تهديد لكافة المجتمعات المتسامحة.

نتعاون مع بايدن 

وأخيراً قال قرقاش: نتطلع قدماً للتعاون مع الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن ونائبته كامالا هاريس لتعميق العلاقات بين الإمارات وأمريكا فهي علاقة مبنية على القيم المشتركة والصداقة، واثق أن الإمارات وأمريكا ستسعيان لمواجهة التحديات ومواجهة الفرص بمزيد من الشجاعة.

 مواءمات جديدة

من جانبها قالت الدكتورة ابتسام الكتبي رئيسة مركز الإمارات للسياسات خلال كلمتها بالملتقى إن عام 2020 كشف النقاب عن صدامات جديدة، وأدت جائحة كورونا وانتخابات الرئاسة الأمريكية والتوقيع على معاهدة السلام الإماراتية الإسرائيلية إلى خلق مواءمات جديدة سيكون لها الدور الحاسم في تحديد ملامح مستقبل في النظامي العالمي والإقليمي.

وذكرت الكتبي أن تراجع النظام العالمي أحادي القطبية أدى إلى عودة التنافس بين القوى الكبرى ضمن سياقات ومعطيات جديدة، في حين أن المؤسسات العالمية عانت من التردد في اتخاذ القرار، وانعدام الرؤية للصورة الكبرى.

 الأمن الإقليمي 

وأضافت أن الانتخابات الأمريكية الأخيرة أكدت أن العالم لا يزال مرتبطاً بالتحولات داخل الولايات المتحدة، ولئن كشفت هذه الانتخابات عن حالة الاستقطاب الحاد والانقسامات الإيديولوجية والإثنية في المجتمع الأمريكي، فإن التحدي يبقى في قدرة القيادة الجديدة على تجديد «القوة» الأمريكية، لافتة النظر إلى أن الإدارة الأمريكية الجديدة مطالبة بأن تتعاطى مع الأمن الإقليمي وكل أزمات المنطقة المزمنة برؤية تستوعب إشكالات الاستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط خلال آخر عقدين.

 فئة الشباب 

قال الدكتور أنور قرقاش  إن 65% من السكان في الوطن العربي من فئة الشباب، وهم يتطلعون لتخطي النزاعات المسلحة ويتطلعون للمستقبل وهذا لا يقلل من اهتمام الإمارات بالقضية الفلسطينية ودعم الشعب الفلسطيني، الإمارات ترى أنه لابد من تحقيق السلام الشامل والعادل وندرك أيضًا أن الفلسطينيين والإسرائيليين هم الذين عليهم تقرير صيغة السلام فيما بينهم ومستعدون لدعم السلام بأي طريقة كانت ونحن في موقف أفضل لأننا لدينا علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.

وأضاف: الاتفاق الإبراهيمي للسلام نؤكد به أن التفاعل مع الولايات المتحدة الأمريكية وقيادتها يظل أمراً لا غنى عنه في الشرق الأوسط ويعكس إجماعاً بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي على هذا الاتفاق، ويسرت إدارة ترامب هذا الاتفاق ودعمه أيضاً الرئيس المنتخب جو بايدن، وكل أعضاء الكونجرس من كافة الأحزاب امتدحوا اتفاقية إبراهيم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"