المدرسة الرقمية

00:25 صباحا
قراءة دقيقتين


محمد إبراهيم

تمكين العلم (المدرسة الرقمية) مبادرة نوعية جديدة، لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، لتمكين العلم في مخيمات اللاجئين، وهي تفتح أبواب الأمل أمام الأطفال المحرومين من نعمة التعليم.
المرحلة التجريبية للمدرسة الرقمية تأخذنا لتعليم 20 ألف طالب عن بُعد، في مخيمات اللاجئين في أربعة دول تضم الأردن وسوريا ولبنان والعراق. والتجريب هنا لا يعني قياس نجاح أو فشل المشروع؛ بل يركز على الوصول إلى خريطة طريق دقيقة للتطبيق في جميع الدول التي تحتضن أطفالاً خارج المدارس، ولكن لماذا المدرسة الرقمية في هذا التوقيت؟ وما أهميتها؟ ولماذا تركز على اللاجئين؟
إذا نظرنا إلى الإحصائيات الخاصة باللاجئين، سنجدها حقاً «مفجعة»، والبيانات المتاحة تأخذنا إلى أزمة حقيقية في تعليمهم؛ إذ إن هناك 260 مليون طفل لا يذهبون إلى المدارس، والأمية فرضت سيطرتها على 800 مليون بالغ، وهناك 400 مليون طفل يتركون المدرسة إلى الأبد عند بلغوهم سن الحادية أو الثانية عشرة، ولدينا 75 مليون طفل في البلدان المتأثرة بالأزمات، غير قادرين على الذهاب إلى المدرسة.
إن تقدم الأطفال اللاجئين، في السن، يشكل أيضاً تحدياً كبيراً على المدى البعيد، يحول دون حصولهم على التعليم، فهل تعلم أن 63% فقط من الأطفال اللاجئين يرتادون المدارس الابتدائية؟، مقارنة بـ91% على مستوى العالم، ويحصل 84% من المراهقين على تعليم ثانوي حول العالم، بينما لا يحظى سوى 24% من اللاجئين بتلك الفرصة.
هنا تكمن أهمية مبادرة صاحب السمو، نائب رئيس الدولة، فالأعداد بالملايين، وإمكانيات الدول المضيفة «متواضعة»، والتحديات والمصاعب «حدث ولا حرج»، لاسيما بعد مجيء فيروس «كوفيد ـ 19»، الذي تمكن من منابر العلم في معظم المجتمعات على مستوى العالم؛ إذ فقدت توازنها أمام تداعياته وآثاره.
الحق يقال، مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، جعلت التعليم ونشر المعرفة ركيزة أساسية لسياستها ومسارات أعمالها، فهناك برامج ومشاريع وحملات لدعم التعليم في البلدان النامية والمجتمعات التي تفتقر للبيئات التعليمية وسد احتياجات الطلبة والمعلمين، لضمان مستقبل أفضل للأجيال، والأهم كان في دعم برامج القضاء على الأمية، وتنفيذ مشاريع ومبادرات التعليم المهني لمساعدة الطلبة في المناطق الفقيرة والمحرومة.
المدرسة الرقمية، طوق نجاة لجيل كامل من اللاجئين؛ إذ تحمل لهم العلوم والمعارف أينما كانوا، وتقدم لهم محتوى تعليمياً بمعايير دولية، ونظاماً مرناً وشهادات رقمية معتمدة عالمياً، لتكون مدرسة ذكية عابرة للحدود، تقدّم تجربة تعليمية متفردة. شكراً محمد بن راشد نيابة عن ملايين اللاجئين، وتهانينا لطلبة المخيمات.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"