عادي

الفلبينيون يحاولون إنقاذ «عيد الميلاد» من «كورونا»

17:42 مساء
قراءة 3 دقائق
الفلبين

تشهد الفلبين تقليدياً أحد أطول مواسم «عيد الميلاد» في العالم؛ إذ تنطلق مظاهر الاحتفال سنوياً في سبتمبر/أيلول بأضواء سحرية وأشجار صناعية في مراكز التسوق، إضافة إلى بث إيقاعات احتفالية على الإذاعات، لكن يبدو أن جائحة «كوفيد-19» ستكون السبب الرئيسي في إفساد هذا التقليد.
التجمعات ممنوعة وحظر التجول الليلي ساري المفعول وعدد الحاضرين في الكنيسة محدود، كما أن الفلبينيين سيحرمون من تقاليد أخرى بسبب القيود المفروضة لمكافحة انتشار الفيروس الذي دمر الاقتصاد وترك الملايين عاطلين عن العمل.
وقال المغني الفلبيني خوسيه ماري تشان الذي تعلن أغنيته «كريسمس إن أور هارتس» بداية الاحتفالات في الأول من سبتمبر/أيلول: «الحزن يحيط بنا».
وهذا العام، لن تكون هناك لقاءات عائلية وحفلات وإنفاق باذخ على الهدايا، وهي أمور عادة ما تمثل العد التنازلي لعيد الميلاد.

التمسك بالفرحة

رغم الظروف القاتمة، يقول الفلبينيون إنهم مصممون على منع الفيروس من سرقة كل أوجه الاحتفالات لعيد الميلاد.
وأوضحت سيسيليا موري التي كانت تضع كمامة وتدفع 2500 بيزو (52 دولاراً) مقابل أضواء لتزيين منزلها «مع «كوفيد» أو بدونه، «علينا الاحتفال بعيد الميلاد مهما كلف الأمر، هذا تقليد فلبيني».
فقد زوج موري وظيفته موقتاً في ناقلة نفط عندما أغلقت البلاد في مارس/آذار بسبب الوباء، ما أثر سلباً على الوضع الاقتصادي للأسرة، لكنها قالت إنها في حاجة إلى شيء ملون لتبديد الكآبة التي تسيطر على أفراد عائلتها.
وليس من الواضح لماذا يبدأ الفلبينيون الاحتفال بعيد الميلاد في سبتمبر/أيلول، قبل أشهر من معظم البلدان الأخرى، لكن عالمة الاجتماع يلوبيلي دواكي قالت إن الأمر قد يكون ثقافياً، «فهم يحبون الاحتفال».
وتابعت، «من المعروف أن الضيافة الفلبينية هي الأفضل في العالم. نحب الترفيه».
ولفت جيفري لوبيز الذي يصنع الأضواء الاحتفالية في سان فرناندو قرب مانيلا، إلى أنه كان غارقاً في العمل منذ رفع تدابير الإغلاق في أغسطس/ آب بعد إغلاق استمر شهرين.
ويصل مقدار المبيعات إلى 40 ألف بيزو في اليوم، وأكثر من ضعف ذلك المبلغ في عطل نهاية الأسبوع، على غرار مستويات ما قبل الجائحة.
وأضاف لوبيز لوكالة «فرانس برس» من ورشته، «يبدو الأمر كما لو أن «كوفيد» لم يصبنا». وختم، «لا شيء، ولا حتى الوباء، يمكنه أن يقف عائقاً أمام وصول عيد الميلاد».
ورغم ذلك، فإن الكثير من تجار التجزئة يعانون هذا الموسم، فغالباً ما تكون مراكز التسوق مزدحمة عادة، لكنها هذه السنة أكثر هدوءاً؛ إذ يبقى الناس في منازلهم خوفاً من الإصابة بفيروس أصاب ما يزيد على 400 ألف شخص في البلاد.
كما أن بعض المتاجر مغلقة، والعديد من المتاجر المفتوحة تقدم حسوماً كبيرة بنسبة 50 إلى 70 في المئة على منتجاتها.
وقال رويلانو بريونيس، الباحث في المعهد الفلبيني لدراسات التنمية الحكومي: «خسر الكثير من الناس أموالهم، وليس من السهل تعويض الخسائر».
وتابع أن احتفالات عيد الميلاد عادة ما تدفع بزيادة إنفاق المستهلكين بما بين 12 و18 في المئة في الربع الرابع، مقارنة ببقية العام. وأضاف أن هذا التوجه سيستمر هذا العام «لكنه سيكبت».
كما خسرت العديد من الأسر التحويلات الشهرية من الأقارب العاملين في الخارج بعدما فقدوا وظائفهم بسبب الأزمة الصحية العالمية. وقال تشان، إن الوباء كان بمثابة تذكير للفلبينيين «بما يهم فعلاً». وتابع، «هناك الكثير من إخوتنا عاطلون عن العمل وجياع. يجب أن توقظ فينا هذه الأشهر مشاعر الكرم واللطف تجاههم».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"