عادي

الإمارات تدعو في يوم التسامح لعالـم بلا كـراهيـة وتمييـز

19:00 مساء
قراءة 4 دقائق
حمدان بن راشد

 

استكملت الإمارات خلال العام الجاري بناء منظومة التشريعات والمبادرات المحلية الداعمة لمبدأ التسامح، فيما واصلت العمل مع المؤسسات والمرجعيات الدينية حول العالم لتعزيز الاتفاقيات والمواثيق الدولية التي تضمن نبذ الكراهية والتمييز لتسهم تلك الجهود في رسم خريطة طريق إماراتية للتسامح العالمي.
ويحتفل العالم، اليوم الاثنين، باليوم الدولي للتسامح الذي يتزامن هذا العام مع أزمة انتشار فيروس كورونا المستجد، والتي أعادت الإمارات خلالها التأكيد على مكانتها الإنسانية كمنارة للتسامح والعطاء، مطلقة العديد من المبادرات التي شملت إجلاء رعايا عدد من الدول الشقيقة والصديقة من مقاطعة هوبي الصينية، بؤرة تفشي وباء كورونا إلى «المدينة الإنسانية» في أبوظبي، وإطلاق جسر جوي لإيصال المساعدات الإنسانية والطبية وربطها بمختلف بؤر التفشي حول العالم بهدف دعم ومساندة رعايا بلاد شقيقة وصديقة على تجاوز الأزمة ومواجهة تداعياتها الصحية والإنسانية بشكل عام.
محلياً.. توجت الدورة الرابعة من المهرجان الوطني للتسامح والتعايش 2020، سلسلة الأنشطة والفعاليات التي شهدتها الدولة هذا العام بهدف تعزيز نشر قيم التسامح وإعلاء شأن الوسطية والاعتدال، بمشاركة أكثر من 100 جهة وأكثر من 6 آلاف طالب وطالبة، من 81 مدرسة حكومية وخاصة، إضافة إلى طلاب من 40 جامعة حكومية، وخاصة.
وشهد المهرجان فعاليات اللقاء السنوي الأول للحكومة حاضنة للتسامح والذي تم خلاله إطلاق 40 لجنة تسامح تضم 314 عضواً في 40 وزارة وجهة اتحادية، وإطلاق الدليل الإرشادي للحكومة حاضنة للتسامح، إضافة إلى إطلاق مبادرة اعتماد المؤسسات المتسامحة.
وفي السياق المحلي، أعلن المعهد الدولي للتسامح التابع لمؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية في دبي، عن إطلاق 10 مبادرات جديدة، ضمن سلسلة من الفعاليات والبرامج المدرجة في خطته الاستراتيجية 2021، الرامية إلى تدعيم قيم ومبادئ التسامح لدى المجتمعات الإنسانية، كاشفاً عن إضافة فئتين جديدتين إلى جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للتسامح، وتكريم عدد من الشخصيات الاعتبارية والرموز الدولية الداعمة للتسامح لمد جسور السلام، والمحبة بين الشعوب من كل الأطياف والأديان في احتفال رسمي سيعلن عنه لاحقاً. وتعد دولة الإمارات حاضنة لقيم التسامح والسلم والتعددية الثقافية.
وكانت الإمارات استكملت بناء منظومة تشريعية متكاملة مجرمة للتمييز والكراهية، كما عملت على رفع مستوى الوعي المجتمعي بدور التسامح.
إلى ذلك، نجحت الإمارات منذ عام 2019 في تصدير مفهوم «التسامح» إلى العالم، حيث شكلت وثيقة الأخوة الإنسانية التي صدرت من أبوظبي في ختام اللقاء التاريخي الذي جمع قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، في فبراير/ شباط من العام ذاته، وصفة متكاملة العناصر لإنهاء العديد من الأزمات التي تجتاح العالم.
ودعت وثيقة الأخوة الإنسانية إلى العديد من المبادرات التي تكرس روح التسامح والتعايش بين جميع الأديان. واحتضنت في العام نفسه المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية، وأطلقت تعهد زايد للتسامح، فيما افتتحت متحف غاندي- زايد، إضافة إلى استضافة مؤتمر تعزيز التسامح.
وتعبر مبادرات الإمارات المرتبطة بالتسامح عن إيمان قيادتها بأن التسامح هو الطريق للأمن والاستقرار والبناء والتطور، لذلك كانت السبّاقة عالمياً في الإعلان عن تشكيل وزارة للتسامح ضمن التشكيل الوزاري للحكومة في فبراير 2016 لتضطلع بمهمة ترسيخ التسامح كقيمة أساسية في المجتمع، والعالم.
وفي سياق متصل اعتمد مجلس الوزراء في يونيو 2016 البرنامج الوطني للتسامح الذي يرتكز على الإسلام والدستور الإماراتي، وإرث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والأخلاق الإماراتية والمواثيق الدولية والآثار والتاريخ والفطرة الإنسانية والقيم المشتركة.
قيم التسامح والتعايش
وأكد سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي وزير المالية، أهمية الدور الرائد للإمارات في نشر قيم التسامح والتعايش والسلام بين مختلف الشعوب والثقافات، حيث قدمت الدولة نموذجاً يحتذى به من خلال تشجيع التلاقي والتمازج الحضاري على أرضها الطيبة.
وأشار سموه إلى التزام القيادة الرشيدة بالنهج الذي وضع أسسه المغفور له الأب المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، في ترسيخ سياسة الانفتاح، ونشر وتشجيع ثقافة التسامح مع الجميع من كافة المعتقدات أو الخلفيات الثقافية والحضارية، فدولة الإمارات تقدر جوهر الإنسان قبل أي اعتبار آخر.
وقال سموه: «إن ما حققته دولة الإمارات من سلام وتسامح وانفتاح وتعايش، رسخ مكانتها جسراً للتواصل والتلاقي بين مختلف ثقافات وشعوب العالم بغض النظر عن اختلاف الأديان والأعراق والأجناس، الأمر الذي عزز من موقعها الريادي العالمي على مستوى العمل الإنساني وجعلها عنواناً للخير والعطاء».
قيمة متأصلة
أكد الشيخ أحمد بن حميد النعيمي ممثل صاحب السمو حاكم عجمان للشؤون الإدارية والمالية.. أن التسامح قيمة متأصلة وركيزة أساسية يقوم عليها المجتمع الإماراتي الذي يمتلك إرثاً حضارياً وثقافياً دعائمه المحبة والسلام والتسامح والانفتاح والتعايش مع الآخرين.
وقال - في تصريح بمناسبة اليوم العالمي للتسامح - إن دولة الإمارات بفضل الرؤية الثاقبة للقيادة الرشيدة أصبحت نموذجاً يحتذى به في التعايش السلمي وقبول الطرف الآخر ونبذ التعصب والتفرقة العرقية، وهو ما يتضح جلياً في استيعاب الدولة أكثر من 200 جنسية تعمل وتعيش في سلام وتآخ على أرضها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"