عادي

«الخارجية» تنظم أمسية «الإمارات منارة التسامح والتعايش في العالم»

20:12 مساء
قراءة 5 دقائق
2

نظمت وزارة الخارجية والتعاون الدولي، بالتعاون مع وزارة التسامح والتعايش يوم الإثنين، أمسية افتراضية بمناسبة اليوم العالمي للتسامح، على هامش فعاليات المهرجان الوطني للتسامح والتعايش، الذي تنظمه وزارة التسامح والتعايش تحت شعار «على نهج زايد».
شارك في الأمسية - التي بثّت عبر قنوات التواصل الخاصة بالوزارة: الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، وزكي أنور نسيبة، وزيرالدولة، رئيس جامعة الإمارات، ومحمد عبدالله الشامسي، سفير الدولة لدى جمهورية البيرو.
وتناولت الجلسة عددا من المحاور المهمة، التي تلخص التحديات التي تواجه البشرية بشكل عام ومنظومة القيم الإنسانية بشكل خاص، في عالم بعد «كورونا»، ومستقبل التسامح، والفرص أمام العالم، ودور الإمارات المحوري في هذا الصدد.
وقال الشيخ نهيان بن مبارك خلال الأمسية «يسرني، أن أكون معكم في هذا اللقاء السنوي المتجدد، الذي ينعقد برعاية كريمة، من سموّ الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي. ويسرني ويشرفني في البداية، أن أتقدم بوافر التحية، إلى سموّه، لجهوده المتواصلة والناجحة، في سبيل أن تكون الإمارات دائما، في المقدمة والطليعة بين دول العالم أجمع، دولة عزيزة المقام، مرفوعة الرأس، وتكون دائماً، نموذجاً وقدوة، في العمل الجاد، لبناء العلاقات الدولية والإنسانية، على أسس قوية، تنشر السلام والتسامح والتعايش، في كل ربوع العالم».
وأضاف «إنني في لقائي معكم في العام الماضي، كنت قد أشرت باعتزاز كبير، إلى أن التسامح والتعايش لهما مكانة أصيلة، في الإمارات، بفضل قادة الدولة الحكماء والمخلصين، وبفضل تراثنا العربي والإسلامي الخالد وشعب الإمارات المسالم والمتسامح؛ هذا الشعب الذي يلتحم بكل قوة، مع قادته في إطار تتكاتف فيه، مؤسسات المجتمع، لمكافحة التعصب والتطرف، والحفاظ على القيم والمبادئ الإنسانية، التي تتسم بها مسيرة الدولة، الناجحة في كل المجالات».
وتابع: «الكل يجمعون على أنه من فضل الله على الإمارات، أن قيض لها، قادة حكماء ومخلصين، بدءاً بمؤسس الدولة العظيم، المغفور له الوالد، الشيخ زايد، طيب الله ثراه، الذي كان حريصاً كل الحرص، على رعاية قيم التسامح والتعايش والمساواة أمام القانون، وكان، رحمه الله، مثالاً في العدل، والتراحم، والتعارف، والشجاعة في تحمل المسؤولية. وأشرت لكم كذلك، عن اعتزازنا الكبير، بأن دولتنا العزيزة، قد استمرت وبحمد الله، في الالتزام بهذه القيم والمبادئ، في ظل القيادة الحكيمة، لصاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإخوانهم أصحاب السموّ أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات - نحن نتقدم لهم اليوم جميعا، في مناسبة اليوم العالمي للتسامح، بعظيم الشكر والامتنان، لدعمهم القوي، والتزامهم الكامل، بمكانة التسامح والتعايش، في مسيرة الدولة، في إطار جهودهم المتواصلة والصادقة، من أجل تحقيق حاضر ناجح، ومستقبل مزدهر، في كل ربوع الوطن».
وأضاف: نقدر لكم كثيراً، أيها الإخوة والأخوات، كل ما تقومون به من جهد طيب، في تمثيل الدولة في الخارج، لأننا دولة محورية، في المنطقة والعالم، دولة تحرص على السلام والاستقرارـ تحمل راية الوسطية، والاعتدال، والفكر السليم وتنفتح على العالم كله، بوعي وذكاء، ولها علاقات ممتدة ومثمرة، مع جميع دول العالم، وتمثل الآن، مصدر إشعاع حضاري عالمي كبير، ومجالاً رحباً للتفاعل والتعاون، بين الثقافات العالمية.
ولفت إلى أن العام الحالي شهد تطورات مهمة، في مسيرة المجتمعات البشرية، تدعونا جميعا، إلى النظر إلى المستقبل، والإعداد والاستعداد لمتطلباته، بكل جد واهتمام.. إن تجربة العالم مع فيروس «كورونا» المستجد، على سبيل المثال، قد أظهرت بكل وضوح، وجود تحديات كثيرة، لا تميز بين البشر، ولا تعترف بالحدود الجغرافية، أو السياسية للدول، بل هي كذلك، تحديات تشير إلى أهمية التسامح والتعايش، في التعامل معها، في الحاضر والمستقبل.
منها أننا في عالم يعيش ثورة في المعلومات، تؤثر في نظم اتخاذ القرار، وترتبط بظهور تحالفات اقتصادية وحروب تجارية، سوف تؤثر في العالم كله. وترتفع الدعوات العنصرية والطائفية والشعبوية. ثم التقنيات الحديثة، بما في ذلك، تحديات الذكاء الاصطناعي، وتحديات الجيل الخامس.
وأضاف: تنتشر النزاعات والصراعات، بين الدول، أو بين الجماعات والطوائف، وما يترتب على ذلك، من آثار في حركة المهاجرين واللاجئين في العالم. والرعاية الصحية، والبيئة والمناخ.
وجميعها تتصل مباشرة، بتشكيل معالم الحاضر والمستقبل في كل مكان في العالم - وفي هذا السياق، فإننا نحمد الله كثيرا، أن دولة الإمارات، وهي تحتفل في العام القادم، بمرور خمسين عاما على تأسيسها، وتضع خطط الاستعداد للخمسين عاما المقبلة، بلجنة الاستعداد للخمسين، برئاسة سموّ الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، إنما تؤكد بكل قوة، أهمية التعاون والعمل المشترك بين الجميع.
وأشار إلى أهمية أن نؤكد أمام العالم كله مكانة التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية، في دعم قدرات دولة الإمارات، على مواجهة كل التحديات،لأنه يحقق الثقة والأمل بمستقبل الوطن. ووسيلة فعالة، لتعبئة جهود جميع السكان، من أجل خدمة المجتمع والإنسان. والتسامح والقيم الإنسانية، أمور ضرورية، لدعم القدرة على التعاون وبناء العلاقات المفيدة، داخل الدولة وخارجها.
فيما أكد زكي أنور نسيبة، أن للتسامح قيمة عظيمة تؤلف بين الناس وتقرب بين الشعوب وتملأهم بالخير فيتعاونوا ويتعارفوا، كما أنه يغرس المحبة في النفوس والتحلي بالأخلاق الرفيعة التي دعت لها الديانات والأنبياء والرسل، وهذا ينعكس على المجتمعات بالخير، ويحقق التضامن والتماسك والابتعاد عما يفسد المجتمعات من خلافات وصراعات، ولا شك بأن احترام الثقافات والعقائد يحقق العدل والمساواة.
وقال «إننا في دولة الإمارات نستلهم من شريعتنا الغراء، ومن إرث المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، ومن الأخلاق الإمارتية الأصيلة مفاهيم التسامح والتعايش السلمي، واحترام الآخرين من جميع الأديان والأعراق والثقافات. ووفقا للبرنامج الوطني للتسامح وإثراء بالمحتوى العلمي والثقافي للبرامج والأنشطة، نقوم بحزمة من المبادرات نوضح بها نهج الدولة في التسامح وأهمية الحوار والتفاهم والتعايش داخل الدولة وخارجها، ليكون التسامح والاعتدال ثقافة ومنهجا في مجتمعنا».
الشامسي: القيم الراسخة في المجتمع الإماراتي الأصيل، التي يستمدها من وسطية الدين الإسلامي الحنيف
وقال محمد عبدالله الشامسي «لطالما كان التسامح من القيم الراسخة في المجتمع الإماراتي الأصيل، التي يستمدها من وسطية الدين الإسلامي الحنيف، ومن العادات والتقاليد العربية النبيلة، ومن حكمة وإرث زايد الخير، وعرفت بقيادتها وشعبها المتسمان بمزيج من التسامح والوئام والاحترام وقبول الآخر، فضمت أكثر من 200 جنسية تنعم بالحياة الكريمة والاحترام وكفلت قوانينها للجميع العدل والاحترام والمساواة، وجرمت الكراهية والعصبية، وأسباب الفرقة والاختلاف».
واختتمت الأمسية الافتراضية ببث حي لكورال التسامح الذي قدمه 250 شخصا من طلبة المدارس من 170 جنسية، حملت بها رسالة حب وقبول وتعايش وأمل في المستقبل. (وام)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"