عادي

الشارع الرياضي الإماراتي ينقلب على بينتو

19:50 مساء
قراءة 4 دقائق
بينتو

متابعة: علي نجم
جاءت خسارة منتخب الإمارات أمام نظيره البحريني ودياً 1-3 لتضع مصير المدرب الكولومبي بينتو فوق صفيح ساخن، ولاسيما أن الشارع الرياضي انقلب عليه كلياً، وطالب بإقالته على الرغم من أنه لم يخض أي مباراة رسمية حتى الآن، ولعب «الأبيض» تحت قيادته 3 مباريات ودية، خسر في اثنتين وفاز في واحدة وظهر بلا شخصية أو لون ورائحة.
كل الاتهامات توجهت نحو المدرب الكولومبي الذي لم يخضع لإختبار رسمي واحد للحكم على قراراته وقراءاته ورؤيته الفنية؛ حيث تم وضع رأسه تحت «مقصلة الإقالة»، وذهب البعض للمطالبة بقرار سريع بالاستعانة بالمدرب عبد العزيز العنبري.
ولايبدو أن أيام المدرب الكولومبي ستكون مستقرة مع منتخبنا، في ظل حالة القرارات السريعة التي تسود أجواء المنتخب الذي لم يستقر على بر ولم يعرف معنى الاستقرار منذ انتهاء حقبة المدير الفني المواطن مهدي علي.
كانت الخسارة أمام البحرين، أقرب إلى نقطة فاض بها كأس الصبر، فخرجت كل الاتهامات وتوجهت الانتقادات صوب مدرب قد يكون يتحمل جزءاً من المسؤولية، لكن الثابت أنه ليس المذنب الوحيد بما وصل إليه حال منتخبنا الوطني؛ بل وحال كرة الإمارات التي يعد «الأبيض» واجهتها الأساسية.
سيناريو غريب
أما بالعودة إلى المباراة أمام البحرين، فلا يمكن وضعها في سيناريو عادي؛ بل إن كل ما حصل في اللقاء يبدو غريباً وإن كان طبيعياً في عالم المستديرة الصغيرة التي تشهد الكثير من التقلبات والتغييرات في دقائق مبارياتها الـ90.
كانت اختيارات المدير الفني للتشكيلة الأساسية أكثر من واقعية ومنطقية، وقد لا يختلف عليها اثنان، وإن كان لا يزال «محور الدفاع» هو نقطة الضعف والثغرة الأبرز في التشكيل؛ وذلك بسبب عدد اللاعبين المصابين في هذا المركز الذي بات يعد عملة نادرة في الأندية على مستوى دوري الخليج العربي.
سيطر منتخب البحرين على مجريات الدقائق العشر الأولى، وهدد مرمى خالد عيسى في مناسبتين، قبل أن تميل الكفة لمصلحة منتخبنا الذي قدم أفضل 35 دقيقة له منذ تولي بينتو قيادة الأبيض.
كل الأمور بدا أنها تسير بالشكل السليم، حتى لحظة خروج الفريق إلى أرض الملعب لخوض الشوط الثاني، فبدا وكأن الروح والانضباط والعزيمة قد تركت في غرفة الملابس.
وضحت آثار التراجع، وتركت السيطرة للمنافس الذي أحكم التفوق فوق أرض الميدان، لينجح في إدراك التعادل بعد ركلة جزاء غريبة ارتكبها تيغالي.
لم تقتصر العيوب على الشق الدفاعي؛ حيث وضحت الثغرات، وبدا واضحاً أن الرعونة سمة أداء فابيو ليما الذي أهدر فرصة من النوع الذي لا يهدر والتي كانت نقطة التحول الأساسية في مسار المباراة، ليحصل بعدها الانهيار في ربع الساعة الأخير، ليمنى مرمى منتخبنا بهدفين سريعين كان الأول من ركلة ركنية أشبه بنسخة طبق الأصل عن هدف طاجكستان الأول، والثاني بعد دربكة وأخطاء عدة في الأداء الدفاعي للاعبين.
ولعل ما عاب اللقاء، أن الانتقادات وجهت نحو الرباعي الدفاعي، وتحميل مسؤولية الخسارة لرباعي خط الظهر، ليتناسى المنتقدون أن كرة القدم الحديثة لم تعد تعتمد على دفاع المدافعين فقط؛ بل هي منظومة متكاملة تبدأ من رأس الحربة، وهي سمات لا تتوفر في عناصر منتخبنا؛ حيث اكتفى الرباعي علي مبخوت وليما وكايو وبندر الأحبابي بتأدية أدوارهم الهجومية، من دون تأدية الشق الدفاعي، مما تسبب في رمي كل المسؤوليات على عاتق ثنائي الارتكاز عبد الله رمضان وعلي سالمين؛ حيث تحملا مع الرباعي الدفاعي عبء ضغط وهجمات المنافس.
انتهاء المهمة
عقب المباراة، تحركت «ماكينة» الانتقادات التي صبت جام غضبها نحو المدير الفني بينتو وقرارات لجنة المنتخبات بالتعاقد مع المدرب الذي تعرض لهزيمنتين وحقق فوزاً واحداً في المباريات الودية الثلاث التي لعبها حتى الآن خلال تجمعي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ونوفمبر/ تشرين الثاني الحالي.
ولأن المدرب هو الضحية دائماً، فلن يبدو غريباً أن يخرج قرار الإقالة والاستغناء عن المدرب في القادم من الأيام، خاصة لو تم الأخذ بالملاحظات التي سجلت على عمل المدرب في الفترة السابقة، وهي ملاحظات بعضها منطقية وواقعية، وبعضها الآخر أقرب إلى ذر للرماد في العيون.
ويتغافل المنتقدون عن حقائق ووقائع اللعبة محلياً في الوقت الراهن؛ حيث تراجع مردود الفرق الكبيرة، ولم يعد هناك ضخ لوجوه ودماء جديدة، وعناصر يمكن لها أن تمثل مستقبل اللعبة على المستوى الدولي.
أما الجانب الآخر، فيتعلق بالرؤية والخطط التي تتبدل مع تبدل الأشخاص؛ حيث لمسنا التحول الكبير ما بين الرهان على «الشباب الجدد» في حقبة الهولندي فان مارفيك، والعودة إلى الاعتماد على «المخضرمين» في زمن بينتو، علماً أن كل مدرب منهما نال من الانتقادات والسخط ما يجعل من تكملة المهمة أمراً شبه مستحيل، وسط غياب لمنطق الصبر والتروي حتى اكتمال المهمة، لتجد كرة الإمارات نفسها تعيش مراحل من التخبط والتغيير الذي يسهم في ترك المنافسين يتقدمون عليها بأشواط، بينما نتخبط نحن في موقعنا من دون أن نعرف إلى أين المسار.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"