عادي

مؤشر: انخفاض طفيف في انتشار المنتجات المصرفية في الإمارات

20:07 مساء
قراءة 5 دقائق
1

دبي: عبير أبو شمالة

أكد وسيم سيفي نائب الرئيس التنفيذي للخدمات المصرفية للأفراد وإدارة الثروات في «الإمارات الإسلامي» تفاؤل البنك حيال عودة النشاط الاقتصادي إلى التعافي، ورجح أن يكون الأداء في العام المقبل أفضل بكثير مما كان عليه في 2020. وقال: إنه من المتوقع أن نرى تعافياً إيجابياً في الربع الثاني من العام المقبل. وأوضح: إن القطاع بدأ يشهد حركة نمو مجدداً في مستويات الإنفاق المحلي مع فتح الاقتصاد وعودة الأنشطة الاقتصادية التي توقفت نتيجة الإجراءات الاحترازية ومبادرات الحد من تفشي انتشار فيروس «كوفيد-19».
وقال خلال لقاء صحفي عن بُعد، الأربعاء إن أنشطة القطاع المصرفي تأثرت نتيجة تبعات الجائحة والإغلاق الاقتصادي، لكن المؤشرات الأخيرة تعكس تحسناً في الأداء. وقال: إن البنوك واصلت دعمها للعملاء خلال الجائحة بدعم من خطط المركزي لمساعدة العملاء، والتي قرر مصرف الإمارات المركزي تمديدها حتى منتصف العام المقبل.
ولفت إلى أن البنوك تواصل دعمها للعملاء خاصة وأن بعض القطاعات لم تتعاف بعد من تبعات الجائحة مثل قطاع الضيافة والطيران، وبالتالي تعمل البنوك على مساعدة العملاء الذين ما زالوا يواجهون تبعات الجائحة إلى الوقت الحاضر. وكان مصرف الإمارات المركزي أعلن مؤخراً قراره بتمديد مهلة خطة الدعم حتى نهاية النصف الأول من العام المقبل؛ أي لستة أشهر إضافية لمساعدة عملاء البنوك المتضررين من تبعات الجائحة على الوفاء بالتزاماتهم.
وكشف البنك خلال اللقاء الصحفي عن نتائج النسخة الأحدث من مؤشر الصيرفة الإسلامية من «الإمارات الإسلامي»، الاستطلاع المعياري الذي يكشف مدى تقدم وانتشار قطاع الخدمات المصرفية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية في دولة الإمارات، إضافة إلى النوايا المستقبلية لعملاء الخدمات المصرفية في الدولة.

انخفاض طفيف

وفي أعقاب التباطؤ الاقتصادي العالمي الذي شهده عام 2020 بعد جائحة «كوفيد-19»، تأتي نتائج «مؤشر الصيرفة الإسلامية من الإمارات الإسلامي» لهذا العام لتعكس انخفاضاً طفيفاً في انتشار المنتجات المصرفية الإسلامية والتقليدية ونية الشراء مقارنة مع عام 2019، الأمر المرتبط بالدرجة الأولى بتبعات الجائحة التي كان لها أثرها بطبيعة الحال على خطط الإنفاق والتمويل على مستوى شرائح واسعة من العملاء، أما مقياس الانطباع فبقي عند معدلاته المسجلة في عام 2019.
وبحسب المؤشر تراجع انتشار المنتجات المصرفية الإسلامية والتقليدية تراجعاً طفيفاً خلال عام 2020؛ حيث انخفض استخدام المنتجات المصرفية الإسلامية من 60% إلى 58%، والمنتجات المصرفية التقليدية من 65% إلى 64% مقارنة مع عام 2019.
وعلى المدى الطويل، ارتفع معدّل انتشار المنتجات المصرفية الإسلامية تدريجياً من 47% إلى 58% منذ عام 2015، بينما شهدت المنتجات المصرفية التقليدية على مرّ السنوات تراجعاً من 70% إلى 64%.
وبقي المعدّل العام لانتشار منتجات الصيرفة الإسلامية بين المسلمين المشاركين في الاستطلاع على حاله؛ حيث بلغ 70% في عام 2019 وأصبح 69% في عام 2020.

البطاقات الائتمانية الإسلامية

وازداد الإقبال على البطاقات الائتمانية الإسلامية بين العملاء غير المسلمين من 24% إلى 28%، وعلى حسابات الادخار الإسلامية من 28% إلى 32%.
كما بقي الانطباع العام السائد عن المصارف الإسلامية مستقراً عند نسبة 38% كما في عام 2019؛ ولكنه ارتفع بواقع 12 نقطة مئوية من 26% في عام 2015 متفوقاً على الانطباع السائد حيال الصيرفة التقليدية، وأبدى تحسناً ملموساً تحديداً في المجالات المرتبطة بالخدمات والتكنولوجيا.
وواصلت المصارف الإسلامية تفوقها على المصارف التقليدية؛ من حيث دعم المجتمع، والجدارة بالثقة، وفرض رسوم أقل، وتقديم أفضل الأرباح على التمويل والودائع.
وبحسب المؤشر يمتلك المتعاملون من المسلمين انطباعاً أفضل تجاه المصارف الإسلامية على كافة المقاييس، إلا من حيث الابتكار.
 حيث يمتلكون تحسناً ملحوظاً في انطباعهم حول المصارف الإسلامية لناحية دعمها للمجتمع؛ حيث ارتفعت نسبة القائلين بهذا الرأي من 35% في عام 2019 إلى 41% خلال هذا العام.
ومع أن أغلب المشاركين غير المسلمين ما زالوا يمنحون المصارف الإسلامية تصنيفاً أقل لناحية العوامل المرتبطة بالخدمات، إلا أن انطباعهم عنها تحسن على صعيد التكنولوجيا وتوفير قيمة أفضل (رسوم منخفضة على التعاملات، ومعدلات أرباح أفضل).

منتجات التكافل

يرصد مقياس المعرفة قدرة العملاء على تحديد هيكليات المنتجات المصرفية الإسلامية، وليس فقط الإلمام أو الوعي بمصطلحات المنتجات الإسلامية.
ويكشف مقياس المعرفة تراجعاً طفيفاً بواقع نقطتين مئويتين إلى 35%، ولكنه لا يزال مستقراً منذ عام 2015.
وبحسب المؤشر فإن أكثر من 70% من المشاركين سمعوا بمنتج إسلامي واحد على الأقل، حيث تحظى منتجات التكافل والمرابحة بالشعبية الأوسع منذ عام 2015، بينما أبدى 27% فقط عدم درايتهم بأي منتج مصرفي إسلامي.
وقال ثلث العدد الإجمالي من المشاركين إنهم يفهمون هيكلية الصيرفة الإسلامية ما أثر في قرارهم باستخدام المنتجات المصرفية المتوافقة مع الشريعة - وكان هذا الرقم أعلى بين المشاركين المسلمين (41%) مقارنةً مع غير المسلمين (24%).
وشهدت نية المستهلكين للحصول على المنتجات المصرفية الإسلامية انخفاضاً طفيفاً بمعدل 5% نتيجة الوضع الاقتصادي الراهن؛ حيث انخفضت من 38% في عام 2019 إلى 33% في عام 2020، وقابل ذلك انخفاض مماثل في نية الحصول على المنتجات التقليدية من 40% إلى 35%.
وعند حساب مقياس نية استخدام المنتجات الإسلامية، وهي النسبة المئوية للمشاركين الذين أعربوا عن نيتهم باستخدام منتج مصرفي إسلامي خلال الأشهر الستة القادمة من إجمالي عدد المشاركين، أظهر الاستطلاع انخفاضاً بنسبة 3 نقاط مئوية من 80% في عام 2019 إلى 77% في عام 2020.
ويُظهر المؤشر تنامي اهتمام المستهلكين بالقيمة مقابل المال في المنتجات المالية؛ حيث أشار 36% من المشاركين في الاستطلاع إلى أن تقديم أسعار ومعدلات ربح أفضل هو العامل الأبرز الذي يؤثر في نيتهم التحول نحو استخدام المنتجات المالية الإسلامية مقارنة مع 33% في العام المنصرم. ويتقدم هذا العامل على العوامل الأخرى مثل خدمة العملاء المتميزة، والتقنية الأفضل، وتنوع المنتجات.

طمأنة المستهلكين

قال فريد الملا، نائب رئيس الخدمات المصرفية للأفراد وإدارة الثروات في «الإمارات الإسلامي»: «بالنسبة لقطاع الصيرفة، تلعب التكنولوجيا الرقمية دوراً محورياً في طمأنة المستهلكين لسلامة مواردهم المالية وتمكينهم من مواصلة إدارة متطلباتهم اليومية عبر الوصول إليها بسرعة وسهولة وأمان من أي مكان بما في ذلك منازلهم. ولا شك أن البنوك التي تدرك وتلبي هذه الاحتياجات الأساسية تحظى بفرصة أكثر من غيرها للمحافظة على ثقة المستهلك، ورسم أسلوب حياتنا وأعمالنا في ضوء الوضع الجديد. وكمؤسسات مالية إسلامية تركز في صميمها على خدمة المجتمع، بات لزاماً علينا الآن أن نتبنى هذا الواقع الجديد عبر استخدام الحلول الرقمية، وتطوير منظومات تركز على المتعاملين وتدعم مكانتنا الموثوقة ليتسنى لنا مواصلة خدمة عملائنا على أكمل وجه».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"