حتى نذهب إلى المستقبل بكامل قوتنا وقدرتنا على الإحاطة بما ينتظرنا من نظريات ونهضة غير معلنة وغير معلومة المظهر والجوهر، لا بد وأن تكون لنا اتكاءة مسؤولة على الماضي بما يكتنزه من ثروات ومنجزات دافعة إلى المزيد من النجاحات المتتابعة في مثولها في الحاضر بما لديه من رؤى وأفكار تتطلع إلى المستقبل بحنكة الإرادة وحكمة الإدارة، وحاضر دولة الإمارات يذهب بنا نحو خمسين عاماً إماراتية قادمة استعداداً للمثول في مئوية الإمارات في 2 ديسمبر 2071؛ الأمر الذي دفع المؤسسات والأفراد إلى المساهمة في تحقيق متطلبات العام 2020 المعنية بالاستعداد المبكر للخمسين عاماً القادمة، لإحاطة أجيال ما بعد الاتحاد، والأجيال المنتظرة في تلك المئوية الزمنية المرتقبة، بما للإمارات من بصمات نهضوية في شتى المجالات والميادين، بما في ذلك الميدان الثقافي الإبداعي الأدبي.
على ضوء تلك الاستعدادات القائمة على قدم وساق، ينطلق البرنامج الثقافي (بصمة قلم) عبر قناة «سما دبي» التابعة لمؤسسة دبي للإعلام، الذي يسلط الضوء على قامات ثقافية أدبية أسهمت في البناء الثقافي الإماراتي، جنباً إلى جنب مع التأسيسات الأخرى التي أدت إلى كيان أممي كبير يسمى (دولة الإمارات العربية المتحدة) التي ولدت بأحسن ما يكون من حُسْن إدارة لقيادتها، وحُسْن إرادة شعبها.
تمثلت باكورة البرنامج بحلقة خاصة بسيرة ومسيرة رائد من رواد الأدب والشعر والإعلام الإماراتي، الراحل الكبير «حبيب يوسف الصايغ» في الذكرى الأولى على رحيله في 20 أغسطس 2019، لتتوالى فيما بعد الحلقات التي تضيء سير قامات ثقافية إماراتية أخرى كانت بيننا: (حمد خليفة بوشهاب، أحمد راشد ثاني، ناصر جبران السويدي، سالم الحتاوي)، بالإضافة إلى حلقة خاصة بالدكتور جمال سند السويدي، نائب رئيس مجلس أمناء مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، وحلقة خاصة باليوم الثقافي الوطني، مع حلقات أخرى في مناسبة تحدي القراءة العربي تضيء على ثلاث قامات ثقافية عربية رائدة (عباس محمود العقاد، جبران خليل جبران، طه حسين).
نعم، (بصمة قلم) إماراتي شق طريقه، وساهم في رسم اسم الإمارات في مختلف فنون الأدب والثقافة التاريخية والبحثية، منذ ما قبل اتحاد الإمارات السبع، وبدءاً من الحقبة الزمنية السبعينية من القرن العشرين، مروراً بالثمانينات الإماراتية الذهبية، وصولاً إلى العقد الخامس من العُمر الأُمَمِي الإماراتي، وانطلاقاً إلى الخمسين عام القادمة على أجنحة التواصل بين الأجيال وبين الأمم والشعوب واللغات العالمية.
