الرأسمالية العنصرية تغذي كورونا

01:22 صباحا
قراءة 3 دقائق

سكوت وينشتاين *
قبل دونالد ترامب بوقت طويل، دانت الرأسمالية العنصرية محاولات أمريكا الشمالية لمواجهة تحدي الجائحة. ومع ذلك، وفي خضم الجائحة، وعندما اندلعت احتجاجات «حركة السود مهمة»، بدا من المعقول المطالبة بالمستحيل، أي وضع حد لتفوق البيض المتمحور على الفائدة. ويكشف هذان الحدثان المحوريان بيانياً عن حقائقنا المتنافسة.

فلماذا استجابت البلدان الرأسمالية المتقدمة، بعد تحذيرات عادلة من تاريخ الأوبئة السابقة، هذه المرة أولاً بالإنكار، تلاه الجهل والذعر، ما أدى إلى الفوضى والتشرذم، والآن نتجه نحو موجة ثانية مميتة جراء تزايد عدد الحالات؟

 الحقيقة أن الأمر يدعو إلى الغضب الشديد عندما تسمع ضجيجاً يقول: «نحن جميعاً سواء في هذه الأزمة» ولكن عندما تنظر حولك في وحدات العناية المركزة بالمستشفى الرئيسي عالي التقنية في واشنطن العاصمة، والتي أصبحت الآن مدينة ذات أغلبية بيضاء، تجد أن كل مريض مصاب بفيروس كورونا، هو إما من أصل لاتيني وإما أسود.

فلماذا لا تُظهر الصور الإعلامية التي توضِّح الأحداث الكبرى العمال المزارعين من المهاجرين اللاتينيين والكاريبيين، أو الصوماليين العاملين في المسالخ، أو الهايتيين العاملين في دور رعاية المسنين، أو مئات الآلاف من الفقراء المحشورين في السجون؟

ولماذا ينكر الغرب الاستراتيجيات واللوجستيات الناجحة من قبل دول إفريقيا وجنوب شرق آسيا التي لا تزال تعاني انتشار الوباء والمرض والموت بشكل محدود للغاية، بينما نشهد طفرة قاتلة ثانية وثالثة؟

 إن أزمة كورونا هي فرصة للتراجع عن تفوق البيض. وإن تركيزنا على تجربة السويد بدلاً من دراسة الاستراتيجيات التي أثبتت جدواها في إفريقيا لإدارة الجائحة، يظهر لنا كيفية نشر التفوق الأبيض للمعلومات. نحن بحاجة إلى تجاهل الافتراضات بأن تراثنا الحضاري الأبيض هو المعيار الذهبي. ويجب أن ندرك النية الرأسمالية والإمبريالية الكامنة وراء تمجيد التراث الأبيض والإنجازات.

 وإذا نظرنا إلى البلدان الإفريقية والدول الآسيوية الجنوبية الشرقية، فإننا نرى التعبئة الوطنية تسترشد بخطط معدة واستعداد للعمل - معاً.

 ويمكن لمناهضي الرأسمالية استخدام الوباء للتعبئة ضد الأجندات النيوليبرالية المتمثلة في تقويض الرعاية الصحية العامة، ثم خصخصتها، وفرض التأمين الخاص، وبيع تصنيع الأدوية العامة، وفي الوقت نفسه خفض الضرائب والوصول الحر لهذه الأمور. ومن هنا يجب أن نرفع الغطاء عن أسطورة نظام يقوم فيه المليارديرات بنهب 2.75 تريليون دولار أثناء الوباء من عملنا ومجتمعاتنا.

 ومن المفارقات أن أزمة الوباء تعطينا لمحة عن إمكانيات اقتصاد عادل. فبعد الإغلاق، أصيبت الدول بالذعر فجأة، وأنفقت المليارات (في الواقع تريليونات) لإنقاذ أسواق الأسهم والاقتصادات. وتلقى الناس أموال البقاء على قيد الحياة. وعلقت عمليات إخلاء غير القادرين على دفع الإيجارات وحالات التخلف عن سداد الرهن العقاري وجعلت المواصلات العامة مجانية. كل هذا من دون إفلاس اقتصادنا أو دفعنا إلى التضخم. والدرس المستفاد - اقتصاديات التقشف هي سلاح رأسمالي مفترس.

الآن حان الوقت المناسب لمهاجمة قرون من معاقبة الرأسمالية العرقية التي عرّضت للخطر حياة السود والأمريكيين الأصليين واللاتينيين مع ارتفاع معدلات ارتفاع ضغط الدم والسكري والسمنة وأمراض الكلى - «الأمراض المشتركة» التي تحول العدوى بكورونا إلى الموت.

ويجب أن تكون هذه المرة الأخيرة التي يتعين على مجتمعنا أن يكافح فيها ضد إرث الماضي، بينما نحارب الفوارق المستمرة في النتائج الصحية، ونتصدى لهذا الوباء والتحديات القادمة. ربما يتعين علينا أن نرى مدى سهولة تحفيز النيوليبرالية لفردية منكري كوفيد، ومناهضي الأقنعة، ومناهضي التطعيم.

* ممرض تطوع مع الهلال الأحمر في فلسطين، وشارك في تأسيس عيادة مؤسسة الأرض المشتركة في نيو أورلينز بعد إعصار كاترينا. (كاونتر بانش)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

ممرض تطوع مع الهلال الأحمر في فلسطين، وشارك في تأسيس عيادة مؤسسة الأرض المشتركة في نيو أورلينز بعد إعصار كاترينا. (كاونتر بانش)

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"