شراكات مجتمعية ثقافية

00:29 صباحا
قراءة دقيقتين

الشراكة فعل تكاملي في المنفعة المتبادلة بين شريكين في الحقوق والواجبات والرؤية الموحدة والرسالة الواحدة والأهداف المشتركة، في جانب أو أكثر من جوانب الحياة بمختلف تصنيفاتها وأشكالها ومظاهرها، من ذلك، الشراكة المجتمعية الثقافية في أوجهها المختلفة في صورها، المؤتلفة في حيثياتها والمرتكزات الفكرية القائمة عليها، ونطاق الشراكة لا يتم بين شخصين اعتباريين فحسب، بل قد يكون بين شخصية اعتبارية (مؤسسة مثلاً) وشخصية طبيعية (فرد بشري)، وقد تكون الشراكة بين شخصين طبيعيين، حيث مجالات الشراكة متعددة الأوجه ومختلفة الجوانب والمرامي، وتعتمد في مقوماتها على القُدْرة المكانية، أو المالية، أو المادية، أو المعنوية، أو الفنية ممثلة في الخبرة والدراية في موضوع التشارك.
هنا، نستحضر مبادرتين ثقافيتين شعبيتين، الأولى ممثلة في المتاحف المنزلية ومتاحف الجمعيات ذات النفع العام، والثانية معنية بالصالونات الأدبية الشخصية المقامة في منازل المثقفين أو في ركن ما في مناطق سُكناهم.
أما ما يخص مبادرة المتاحف، فإننا نؤكد ضرورة أن تكون هنالك شراكات مبرمة ضمنياً بين أصحاب المتاحف المنزلية أو متاحف الجمعيات ذات النفع العام، والأفراد أصحاب العلاقة المباشرة معهم، ففي الوقت الذي يكون فيه لدى أصحاب المتاحف القدرة المكانية من حيث تهيئة المكان المناسب لإقامة وتأسيس متاحف، والقدرة المالية التي هي حجر الأساس في الإنشاء، والقدرة المادية من حيث توفير المقتنيات التراثية المُترجمة لهُوية المتاحف، فإن رفاق أصحاب المتاحف الطبيعيين أو عملاء أصحاب المتاحف الاعتباريين، تتمثل في قدرتهم على دعم تلك المتاحف بما لديهم من مقتنيات تراثية أو تاريخية لا يمكنهم احتواءها في ركن مناسب في منازلهم، أو ليست لديهم القدرة المالية على إقامة مثل هذه المتاحف المنزلية، وهنا يتوجب على أصحاب المنازل، من باب الذوق، الإشارة إلى أن هذه المقتنيات تخص أحد الداعمين لهذا المتحف القائم في المكان الراعي هذا.
وأما ما يخص مبادرة الصالونات الأدبية التي يهدف أصحابها من إنشائها إلى أن تكون ملتقيات فكرية وثقافية وأدبية تجمع أصحاب الإبداع بمختلف صوره ووجوهه الفكرية، بما لا يتعارض والنظم والقوانين واللوائح المعمول بها في البلاد، فإن الشراكة تتمثل في دعم تلك الصالونات بما هو الوقود الحيوي للثقافة والإبداع، حيث رفد مكتبات تلك الصالونات بالكتب التي لا يجد لها أصحابها ركناً في منازلهم بسبب ضيق المكان أو بسبب عدم وجود القدرة المالية لإقامة مكتبات خاصة في بيوتهم، أو لكونها كتباً زائدة على الحاجة، بما يدفعهم إلى التخلص من عبئها بشكل حضاري بما لا يسيء إلى قيمة محتواها الفكري، ولا إلى سمعة وفكر مؤلفيها الذين ساهموا ويساهمون في النهضة الثقافية العامة؛ فيما يتعين على أصحاب الصالونات الأدبية السماح لأولئك الداعمين باستضافة أقرانهم من المثقفين في تلك الصالونات التي من المفترض أنها قائمة على نشر الوعي والمعرفة بين القطاعات المجتمعية المختلفة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

أديب وكاتب وإعلامي إماراتي، مهتم بالنقد الأدبي. يحمل درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال، من جامعة بيروت العربية. وهو عضو في اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات، وعضو في مسرح رأس الخيمة الوطني. له عدة إصدارات في الشعر والقصة والمقال والدراسات وأدب التراجم

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"