عادي

«أوبك بلس» أمام مهمة افتراضية لتحديد مستويات الإنتاج

23:59 مساء
قراءة 4 دقائق
مقر أوبك في فيينا
مقرأوبك في فيينا

يجتمع أعضاء منظمة البلدان المصدرة للنفط وشركاؤهم في إطار تحالف أوبك بلس افتراضياً غداً الاثنين لاتخاذ قرار بشأن كمية النفط الخام الذي سيطرح في السوق في شباط/ فبراير، على أمل طي صفحة العام الماضي الصعب.

ويندرج هذا الاجتماع في إطار سياسة «تأخذ في الاعتبار ظروف السوق» في حين لا يزال انتعاش الطلب على الذهب الأسود في العام 2021 غير مؤكد.

وفي نهاية القمة الأخيرة التي عقدت بين 30 تشرين الثاني/نوفمبر و3 كانون الأول/ديسمبر، تعهدت أوبك بلس بأن تقتصر زيادة الإنتاج الإجمالية لدولها في كانون الثاني/يناير على 500 ألف برميل يومياً مقابل زيادة كانت مقررة بنحو مليوني برميل.

كذلك اتفق أعضاء منظمة «أوبك» الثلاثة عشر بقيادة المملكة العربية السعودية وحلفاؤهم العشرة في أوبك بلس بقيادة روسيا، على الاجتماع بداية كل شهر من أجل اتخاذ قرار حول ما إذا كان هناك حاجة إلى تعديل كمية الإنتاج للشهر التالي.

وتظهر هذه المتابعة الدقيقة رغبة الكارتل في الحفاظ على تأثير قوي على السوق، كما تعكس خطورة الوضع الذي يواجهه منتجو النفط الخام الذين كانوا يكتفون قبل الأزمة الصحية بعقد قمتين سنوياً في مقر المنظمة في فيينا.

ويرى محللو «جيه سي إنرجي»، أن هذه الاستراتيجية آتت ثمارها، لافتين إلى «قدرة أوبك بلس على إدارة السوق، واضعة الأسس لانتعاش خام برنت رغم حالة عدم اليقين التي ما زالت تلقي بثقلها على الطلب».

وجرى تداول النفطين المرجعيين خام برنت بحر الشمال الأوروبي وخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بحوالى 50 دولاراً للبرميل في نهاية الأسبوع، وهو مستوى أقل مما كانا عليه في بداية العام 2020 لكنه أعلى بكثير مما سجّلاه في نيسان/ إبريل.

خلاف وتهدئة

تتوقف نتيجة مفاوضات الأعضاء الثلاثة والعشرين في أوبك بلس، ثلاثة منهم معفيون حالياً من الاقتطاعات، إلى حد كبير على حسن نية الدولتين اللتين لهما ثقلهما في التحالف وهما روسيا والمملكة العربية السعودية، ثاني وثالث أكبر منتجين للنفط في العالم، بعد الولايات المتحدة. وفي آذار/مارس الماضي، تسبب الخلاف بين الرياض وموسكو الذي أدى إلى حرب أسعار قصيرة لكن شديدة، في انهيار أسعار النفط الخام قبل أن تتراجع أكثر مع استنفاد طاقات التخزين، إلى أن وصل سعر برميل خام غرب تكساس الوسيط إلى ما دون الصفر.

لكن الأجواء أصبحت الآن أكثر هدوءاً، خصوصاً بعدما أظهر وزيرا الطاقة السعودي والروسي موقفاً موحداً في منتصف كانون الأول/ديسمبر خلال اجتماع ثنائي.

وقال وزير الطاقة السعودي عبد العزيز بن سلمان إن «ميثاق تعاون أوبك بلس جمعنا وحقق نتائج جيدة ولهذا السبب يجب أن يستمر»، كما شدد نظيره الروسي ألكسندر نوفاك على أهمية «العمل معاً من أجل تحقيق توازن في السوق».

طلب هش

ورغم ذلك، من الصعب توقّع طريقة تطور الطلب على النفط الذي تراجع بسبب جائحة كوفيد-19.

وفي أحدث تقرير شهري له، توقع الكارتل انتعاشاً أقل مما كان متوقعاً لافتاً إلى «شكوك كبيرة خصوصاً في ما يتعلق بتطور وباء كوفيد-19 ونشر اللقاحات». كما تساءل عن «الآثار الهيكلية للوباء على سلوك المستهلكين، لا سيما في قطاع النقل».

إلا أن فيل فلين المحلل في مجموعة «برايس فيوتشرز جروب» كان أكثر تفاؤلاً؛ إذ توقع أن يتعافى الطلب قبل الإنتاج هذا العام خصوصاً في الولايات المتحدة.

ومع ذلك، يبقى العرض المقترح خارج إطار اتفاق أوبك بلس مرتفعاً، إذ لا يزال عرض الولايات المتحدة بمستوى 11 مليون برميل يومياً، في حين زادت ليبيا، العضو في الكارتل لكنها معفاة من الاقتطاعات، إنتاجها بأكثر من الضعف في تشرين الثاني/نوفمبر بعد وقف إطلاق النار الموقع في البلاد، بحسب الكارتل.

إنتاج النفط في روسيا

يأتي هذا فيما، أظهرت الإحصاءات السبت أن إنتاج النفط في روسيا انخفض العام الماضي للمرة الأولى منذ عام 2008 وبلغ أدنى مستوياته منذ عام 2011 في أعقاب اتفاق عالمي لخفض الإنتاج وتراجع الطلب الذي تسببت فيه جائحة فيروس كورونا.

وتراجع إنتاج روسيا من مكثفات النفط والغاز إلى 10.27 مليون برميل يوميا العام الماضي، حسبما أظهرت بيانات وزارة الطاقة الروسية التي نقلتها وكالة إنترفاكس للأنباء.

وبحسابها بالطن، تراجع إنتاج مكثفات النفط والغاز إلى 512.68 مليون طن في عام 2020، مقارنة بأعلى مستوى سجلته روسيا في فترة ما بعد الاتحاد السوفييتي عند 560.2 مليون طن، أي 11.25 مليون برميل يومياً، عام 2019.

وجاء الانخفاض الحاد في الإنتاج متماشياً تقريباً مع التوقعات.

وإنتاج 512.68 مليون طن في 2020 هو الأدنى منذ أنتجت روسيا 511.43 مليون طن عام 2011، كما أنه أول انخفاض سنوي منذ عام 2008 الذي شهد أزمة مالية عالمية ونزول أسعار النفط.

ووافقت روسيا على تقليص إنتاجها النفطي في إبريل/ نيسان العام الماضي بأكثر من مليوني برميل يومياً، في خفض طوعي غير مسبوق، خلال محادثات مع منتجين كبار آخرين إلى جانب منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، سعياً لتعزيز سوق النفط التي تعاني تداعيات جائحة كوفيد-19.

ومنذ اتفاق إبريل/ نيسان الذي كان بمثابة خفض قياسي للإمدادات العالمية، عملت المجموعة التي تعرف باسم (أوبك+) على تقليل تلك التخفيضات تدريجياً ويتوقع أن تضخ 500 ألف برميل إضافي يومياً في السوق في يناير/ كانون الثاني.

ومن المتوقع أن تزيد روسيا 125 ألف برميل يومياً على إنتاجها من النفط مع بدء السنة الجديدة.

وقال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، المسؤول عن علاقات موسكو مع مجموعة (أوبك+)، إن روسيا ستؤيد زيادة تدريجية في إنتاج المجموعة بمقدار 500 ألف برميل يومياً أخرى بدءاً من فبراير/ شباط.  

(وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"