كل رحلة تبدأ بمجموعة من الأسئلة، مثل: كيف يمكن لمدرسة للموسيقى يوجد عند مدخلها دكان متواضع، في مدينة دالاس بولاية تكساس، أن تخرج جيسيكا سيمبسون، ويمي لوفات، وسلسلة متوالية من نوابغ موسيقى البوب؟ كيف تخرج أسرة بريطانية فقيرة محدودة التعليم في قرية نائية ثلاث كاتبات عالميات؟ مثل هذه الأسئلة يجيب عنها كتاب دانيال كويل وعنوانه «شفرة الموهبة»، إذ يؤكد الكتاب أن مكامن الموهبة أماكن مبهمة.
«شفرة الموهبة» مبنية على اكتشافات علمية بخصوص عازل عصبي يسمى «المايلين» يعتبره بعض الأطباء الكأس المقدسة لاكتساب المهارة، فكل مهارة بشرية، سواء كانت لعب البيسبول، أو لعب مقطوعة موسيقية، مصنوعة من سلسلة من الألياف العصبية، تحمل موجة كهربائية متناهية الصغر، إنها إشارة ترتحل عبر دائرة كهربائية، ودور «المايلين» الحيوي هو أن يحيط الألياف العصبية بالطريقة نفسها، التي يلف بها العازل المطاطي على سلك النحاس، ما يجعل الإشارة أقوى من خلال منع الموجات الكهربية من التسرب.
ويوضح الكتاب أننا عندما نشعل دوائرنا الكهربية على النحو الصحيح، حين نتمرن على تطويح ذلك المضرب، أو عزف تلك النغمة، فإن «المايلين» الخاص بنا يستجيب بلف طبقات من العزل حول تلك الدائرة العصبية، وكلما زاد سمك «المايلين» تحسن عزله، وصارت حركاتنا وأفكارنا أسرع، وأكثر دقة.
